الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من المتوقع إن ينمو سوق إنترنت الأشياء بمعدل 20- 28% سنويا على المستوى العالمي ويعتبر السوق السعودي من أهم الأسواق التي ستستفيد من هذه التقنية المهمة نظراً للاهتمام الحكومي في المجال التقني كأحد أهم مرتكزات رؤية المملكة 2030، بالإضافة إلى الأحداث العالمية التي ستستضيفها المملكة خلال السنوات القادمة ومنها معرض إكسبو 2030 ومن بعده الحدث الكروي الأهم عالميا وأقصد هنا كأس العالم 2034 والتي سيتم توظيف أحد التقنيات لضمان نجاح مثل هذه الملتقيات العالمية.
لكن هناك بعض القلق والخوف فيما يتعلق بموضوع توفر القدرات البشرية المؤهلة لمواكبة هذا النمو المتزايد، وظائف كثيرة ستتوفر هل في المقابل هل ستتوفر قدرات بشرية مؤهلة للعمل بكفاءة عليها. لذا اعتقد أن حان الوقت للعمل على تأهيل وإعدادات القدرات البشرية في مجال إنترنت الأشياء من خلال خطة واضحة تتولى الإشراف عليها إحدى الجهات الوطنية ذات العلاقة. هيئة الاتصالات الفضاء والتقنية مؤهلة للقيام بذلك بالتعاون مع جهات مثل سدايا ومنشآت والجامعات في كافة المناطق، فالهيئة هي الجهة المنظمة لإنترنت الأشياء في المملكة. من الضروري أن تكون لدينا استراتيجية لإعداد جيل جديد متسلح بالمهارات الكافية للتعامل مع هذه الأجهزة الذكية بكفاءة عالية. ولنا تجارب متميزة مثل مبادرة إنشاء اكاديمية سدايا والدور الذي قامت به في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي ساهمت بشكل كبير في جعل المملكة في مقدمة الدول في مجال الذكاء الاصطناعي. الاستفادة من هذه التجربة ليس صعباً على همم شباب هذا الوطن في ظل وجودة رؤية ممكنة وداعمة للمبدعين خصوصاً في المجال التقني.
لذا أوجهه اقتراحي للمسؤولين ببحث فكرة إنشاء (الأكاديمية الوطنية لإنترنت الأشياء في المملكة) تهدف لإعداد جيل من القدرات البشرية المؤهلة للعمل وتوظيف هذه التقنيات في مجالات مختلفة لمواكبة التطور التقني المتسارع الذي نعيشه هذه الأيام وملء الفراغ المتمثل بالفجوة بين النمو المتزايد لهذه التنقية والحاجة لمزيد من القدرات والكوادر البشرية. هذه الاكاديمية يمكن أن تكون هي نقطة الانطلاقة لتكون المملكة مركزا ليس إقليميا، بل عالمياً لإنترنت الاشياء خصوصا في هذه الأيام والتي يعج العالم بمشاكل سياسية واقتصادية مختلفة وهي بمثابة فرص لاستقطاب الكفاءات والمتميزين والخبراء من كافة دول العالم. هذه الأكاديمية تهدف لتدريب القدرات الوطنية وتزويدها بالمهارات في مجال إنترنت الأشياء والتقنيات المتداخلة معها مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات والأمن السيبراني وأنظمة الاتصالات المختلفة. من الضروري البدء بهذا الأمر لطلبة الجامعات وهذا نقطة أثارها كثير من مسؤولي التوظيف أن هناك خلل في مسألة القدرات البشرية في مجال إنترنت الأشياء فقليل منهم لديه حتى المهارات المطلوبة للانطلاق في سوق العمل. من الجيد أن تكون هناك برامج ومعسكرات مكثفة تستهدف الطلبة في على فترات مختلفة سواء خصوصا طلبة التدريب التعاوني بحيث يتم تدريبهم بشكل يمكنهم من الانطلاق والنجاح في سوق العمل من خلال تسليحهم بالمهارات والمعارف المطلوبة.
الأمر لا يشمل فقط طلبة الجامعات، بل يجب أن يتيح الفرصة لفئات أخرى سواء من هم في مرحلة البحث عن العمل أو الموظفين الذي يتقاطع عملهم مع تقنية إنترنت الأشياء وذلك لرفع الوعي في هذا المجال من خلال دورات وورش عمل متخصصة وفرص تطبيقات وحلول إنترنت الأشياء في القطاعات المختلفة بحيث تساهم هذه البرامج في تأهيلهم وتشجعهم للتطور في هذا المجال كالحصول على برامج احترافية ودورات أكثر تخصص وتعمقاً، من الجيد أن تكون هناك دورات مختلفة على مدار العام يتم من خلال تشجيع من لديهم الرغبة في تعلم إنترنت الأشياء.
أعضاء هيئة التدريس يجب أن يكون لهم نصيب من هذه الاكاديمية سواء من خلال إتاحة الفرصة لهم لتقديم البرامج والدورات التدريبية وكذلك فرصة البحث والتطوير أيضا تقديم الدعم المادي ورعاية الأبحاث والابتكارات المتميزة منهم خصوصاً أنه لدينا عدد ليس بالقليل من المتخصصين والمتميزين في هذا المجال.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال