الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إنَّ أمجد أيام الشعوب هي أيامها الوطنية التي تمثِّل ذكرياتها المجيدة وإنجازاتها التليدة، وفي حياة الأمم والأوطان تواريخ راسخة في مسيرتها، وأيام فارقة في أذهان أبنائها، وإن هذه الأيام وتلك التواريخ تتبوأ مكانة خاصة في الذاكرة الجمعية للشعوب، ولا ينجلي بريقها أبدًا مهما مرت الأيام أو تعاقبت السنين.
وفي هذه الأيام تحتفل بلادنا قيادةً وحكومةً وشعبًا بيوم العَلَم، وهو يمثل ذكرى مجيدة لذلك اليوم الذي أقرَّ فيه الملك عبد العزيز- طيب الله ثراه، وجعل الفردوس الأعلى مثواه- العلم بصورته التي نراه اليوم عليها، ذلك العلم الذي يرفرف في سمائنا وسماء العالم أجمع بما يحمله من دلالات عظيمة تشير إلى كلمة التوحيد التي لا تُنكَّس أبدًا، مع دلالات العدل والقوة والنماء والازدهار والرخاء. باعتباره رايةً للعزَّ، ومظهرًا من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها، ورمزًا أبيًّا للتلاحم والوحدة.
وقد بدأ الاحتفال بذلك اليوم المجيد بأمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله-؛ وذلك لما يحمله العَلَم الوطني من قيمة ممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139هـ الموافق 1727م، فعلى مدى نحو ثلاثة قرون كان هذا العلَم شاهدًا على حركات التوحيد التي خاضتها الدولة السعودية.
ولعل ذكرى “يوم العَلَم” هي من أجَلُّ ذكرياتنا الوطنية على الإطلاق؛ لأن كل نجاح تعيشه بلادنا مدين بالفضل لذلك اليوم، وإن كل ازدهار يعيشه شعبنا مدين بالفضل لذلك اليوم العظيم الذي شهد بداية بزوغ فجر بلادنا العزيزة، ومن بعده صرنا ما نحن فيه الآن من تقدم وازدهار في كل مجالات الحياة.
نحتفل- قادة وشعبًا- في هذا اليوم المهم بهذه الذكرى، ونستذكر معها تاريخنا العريق، ونضال أولئك الأفذاذ الذين أسسوا ركائز الوحدة والحرية والاستقرار والأمان.
مضى على هذا التاريخ العظيم ثلاثة قرون، وما زلنا عامًا بعد عام، وجيلًا بعد جيل، نروي قصة ذلك الصمود والتحدي.
إننا بكل فخر وزهو نتذكر كيف أسهم مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود- رحمه الله- في توحيد البلاد تحت راية الإسلام الحنيف، وكيف ناضل، وكيف جاهد، وصولًا لتوحيدها التام الراسخ على يد الملك عبد العزيز آل سعود، طيَّب الله ثراه، وجعل الفردوس الأعلى مثواه.
وإذا كان الأمس مجيدًا يستحق أن نفخر به ونباهي بين الأمم، فها نحن اليوم نشهد طفرات غير مسبوقة في مسيرة بلادنا نحو التقدم في كل علوم الدنيا وفنونها؛ إذ إننا اليوم نفتخر بالعيش في هذا العهد الزاهر المبارك، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز- حفظهما الله-؛ ففي ظل قيادتهما الرشيدة نجني ثمار تلك الرؤية الطموحة، ونرى آثار تلك النظرة المستقبلية الثاقبة التي بوأت المملكة أعلى مكانة في الساحة الدولية على كافة الأصعدة، وفي كل المحافل العالمية، وما تزال المملكة- حكومة وشعبًا- تسعى بجدٍّ وإصرار واجتهاد لتحقيق نجاحات تاريخية غير مسبوقة عالميًّا.
وإنني في هذه المناسبة السعيدة أتوجه بأخلص عبارات التهاني إلى قيادتنا الرشيدة، وإلى شعبنا الحبيب، وأسأل الله العلي القدير أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء والازدهار. وأن يحفظ وطننا الغالي وقيادته الحكيمة، وأن تظل راية التوحيد عالية خفاقة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال