الأرقام تتكلم

لغة الأرقام من اللغات التي لا تحتمل المجاملة وفي هذا العصر لغة الأرقام مهمة في مجمل حياتنا في الجامعات والمراكز البحوث والدراسات ويهتمون الطلبة والباحثين في لغة الأرقام فهي لغة لا تعرف المشاعر ولا تعرف المجاملات.

في عصرنا الحالي وأكثر تحديداً في المملكة العربية السعودية وأكثر تحديداً بعد عام 2016 تم بناء رؤية استراتيجية على المدى الطويل لم تصدر مثل هذه الرؤية في تاريخ السعودية من قبل، ولقد ركز قائدنا وملهمنا ولي العهد محمد بن سلمان على كل استراتيجية من هذه الاستراتيجيات وتم بناء أهداف محددة تقاس هذه الأهداف بأرقام ونسب لا تعرف المجاملات.

 وخلال رحلة الرؤية يتم مراجعة كل مسؤول عن برنامجه بلغة الأرقام وما هي انجازاته بلغة الأرقام، هذه اللغة التي تحدد نجاح المسؤول في الوصول الى أهداف الرؤية أو ما يزال هذا المسؤول في الطريق.

استخدام سمو ولي العهد محمد بن سلمان هذه اللغة في رؤية 2030 ومحاسبة كل مسؤول عن برامجه مثلج لصدور أغلب السعوديين. 

الأرقام دخلت كل المجالات الحياتية من تقنية، وطب، ودراسات اجتماعية، وبحوث إحصائية، والفضاء، والقطاع الأمني، والصناعة، والسياحة، والاقتصاد، وغيرها من المجالات الأخرى لا يسع ذكرها في هذه المقالة.

ان لغة الأرقام من اللغات التي يتشارك فيها كل الشعوب بغض النظر عن جنسياتهم ففي مجال البحوث العلمية والتحليل الاحصائي يستخدمون لغة واحدة من مختلفة الجنسيات، أما في مجال الدراسات الاقتصادية وأكثر تحديداً في مجال التحليل القياسي الاقتصادي يستخدمون لغة أرقام موحدة من مختلف الدول والجنسيات والأعراق.

لغة الأرقام اتفقوا عليها جميع الجنسيات والأجناس والثقافات، فهي لغة مثيرة وممتعة بنفس الوقت لأنها تفسر النتائج كما هي ولا تنظر ما هي مجال هذه النتائج، فمثلا في الاقتصاد وهو مجالنا التخصصي والأقرب لي، يستخدم التحليل البياني الوصفي ويستخدم التحليل القياسي في مجالات البحوث الاقتصادية وجميع طلبة الاقتصاد والباحثين والمهتمين في مختلف أرجاء العالم إذا استخدموا بيانات موحدة واختلفوا في أماكن تواجدهم سوف يقرأون النتائج كما أنهم في مكان واحد.

بعد ما فصلنا عن هذه اللغة الممتعة أود أن ألفت نظر القارئ بأن الاقتصادي الناجح والقائد الاقتصادي الفذ ينظر الى التحليل الاقتصادي من زوايا مختلفة ويستخدم لغة الأرقام في تحليله، فهي الطريق لاتخاذ أفضل القرارات الاقتصادية الناجحة وحل أعقد المشاكل الاقتصادية.

 يستطيع الشخص العادي بأن يقرأ لغة الأرقام من زاوية ضيقة ويوهم نفسه بأنه نجح للوصول الى المستهدف التي مقرر له الوصول إليه.

أما القائد الاقتصادي الفذ الذي ينظر نظرة استراتيجية بعيدة المدى يقرأ لغة الأرقام من زاوية عالية وواسعة، وأن يقيس وصوله للهدف من عدة زوايا ولا يتجاهل دراسة المتغيرات الاقتصادية الأخرى التي تؤثر على الحياة الاقتصادية.

ان علم الاقتصاد من العلوم التي تستخدم لغة الأرقام والتحليل القياسي، وهذا العلم يمس جميع شرائح المجتمع الكبير والصغير والغني والفقير والمرأة والرجل فهو علم مهم جداً في حياة الناس، والقرارات الاقتصادية إذا لم تدرس بشكل شامل من جميع زواياه فلن نصل الى الهدف المرجو وصوله.

فالاقتصاد متغيراته تؤثر في بعضها البعض فمثلاً التضخم يؤثر على القوة الشرائية، والاحتكار يؤثر على الزيادة في الأسعار هذه الأمثلة البسيطة توضح بأن الاقتصاد مترابط في بعضها البعض ومتغيراته مترابطة في بعضه.

أخيراً أود القول بأن الاقتصاد ومتغيراته المختلفة تؤثر على حياة الناس ويجب على القائد الاقتصادي الفذ دراسة الأرقام والمتغيرات الاقتصادية من منظور شامل وليس الوصول لرقم معين فقط.

ودمتم بخير