الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
اشتهرت الجزيرة العربية بإنتاج اجود أصناف التمور منذ الأزل ويعتبر تواجد نخيل التمر في الجزيرة العربية أزلي وانتخاباً إلهياً طبيعي دون تدخل بشري في الغالب ذلك ان النخلة تناسب بيئة هذه الجزيرة العربية بكل ما يعتريها من عوامل مناخية وظروف بيئية سواء ارتفاع أو إنخفاض حاد في درجة الحرارة او جفاف وانخفاض معدل رطوبة الجو او قلة امطاروقد سجلت وزارة البيئة والمياه والزراعة في بعض مصادرها الأحصائية وجود أكثر من خمسمائة صنف من النخيل مسجلة في مختلف دول العالم التي تزرع فيها و 90% من هذه الأصناف في الوطن العربي ومعظمها في المملكة العربية السعودية وتعد أهم الأصناف المطلوبة عالمياً هي الأصناف المزروعة في المملكة العربية السعودية، ولكل صنف ميزات وخصائص تختلف عن الآخر في الطعم والمذاق والمحتوى السكري وتفضيل المستهلك المحلي والأجنبي، كما أن لكل صنف طريقة مفضلة للحفظ والمعالجة .
وتميزت مناطق عدة بالمملكة في انتاج اجود أصناف التمور من حيث التركيبة الغذائية والطعم والحجم واللون وتعددت طرق حفظها وأكتنازها ، فقد اشتهرت منطقة المدينة المنورة بجودة وتنوع تمورها مثل العجوة المباركة والعنبرة والصفاوي والروثانة والمجهول (المجدول) والبرني والربيعة والحليًة واشتهرت واحة الاحساء بأصناف عديدة خاصة صنف الخلاص والشيشي والرزيز،الزاملي، الشبيبي، الهلالي، المرزبان وهو – شبيه الخلاص- والطيار، الغر، الكاسبي، الخنيزي، الخصاب، الوصيلي، التناجيب، الحاتمي والمجنازوالشهل ، واشتهرت منطقة القصيم بصنف السكري الذي يشكل 85% من أنتاج المنطقة والبرحي وأنواع من النبتات مثل نبتة علي، الونانة، الرشودية، الفنخاء والذاوي وغيرها واشتهرت محافظة الخرج و محافظات سدير والمحمل ومنطقة الرياض عموماً بأصناف مثل الصقعي ونبوت سلطان ونبوت السيف، والسلج، والدخيني، المسكاني، والمقفزية، وأم الحمام، وأم الخشب، السلج، وأم الكبار، والمنيفي، والقطارة، والذاوية، والمكتومي واشتهرت منطقة الجوف ومنطقة حائل بالحلوة والدقلة والقناية وبويضاء خدما، والحسينية، والهجرية، والخضيرية والمرعية، وقسبة فقه، وقسبة السعدون، وصفراء السياطية، ونبتة عامر، وحمراء رشودن وغيرها. واشتهرت محافظة بيشة بصنف الصفري والسري والبرني والشكل وحلوة البلح والمقفزي والخلع. وبالعموم فأن التمور سهله الحفظ قليلة التكاليف في متطلبات التخزين ، طويلة الأجل في صلاحيتها التي تزيد عن سنة دون تجميد او تبريد .
لدينا في المملكة العربية السعودية اكثر من ٣٥ مليون نخلة تتراوح إنتاجيتها من نوع إلى آخر فهناك من النخيل ما ينتج سنوياً ١٥٠-٢٠٠ كغم وهناك ما هو دون ذلك.
إذا تمت العناية بهذه النخيل وافترضنا متوسط انتاجية النخلة ١٠٠ كغم، سوف نكون امام انتاج هائل جداً قد يصل إلى (٣) مليون طن سنوياً، اي ( 3,000,000,000 ) (٣) مليار كيلوغرام وعلى افتراض متوسط قيمة الكيلوغرام (١٠) ريالات في الأسواق العالمية فإننا امام ثروة تقدر ب(30) مليار ريال .
ان هذا الرقم يعادل تقريباً ثلث ما تنفقه المملكة العربية السعودية سنوياً من جميع الأغذية بكل أصنافها من خارج المملكة !
وقد كشف المركز الوطني للنخيل والتمور في السعودية، في 1 مارس 2024م عن ارتفاع قيمة صادرات المملكة من التمور بنسبة 14% لتصل قيمة صادرات التمور 1.462 مليار ريال، مقارنة ب 1.280 مليار ريال خلال العام 2022م.
وبنهاية العام الماضي 2023م، بلغت أعداد الدول المستوردة للتمور السعودية 119 دولة، فيما حققت صادرات التمور ومشتقاتها ارتفاعاً بنسبة 152.5% منذ عام 2016 لتصل إلى 1.462 مليار ريال بنهاية العام 2023م، مقارنة بقيمة 579 مليون ريال خلال العام 2016م، وبمعدل نمو تراكمي سنوي بلغ 12.3%.
ولا يمكن تجاهل حجم وأقتصاديات السوق المحلي للتمور الذي يعد هو السوق الرئيسي للتمور حالياً ويمثل حوالي 80% من منتجات المملكة من التمور، ويسجل أسعار جيدة لمعظم الأصناف المشهورة أضافة لما يتم إعادة تعبئته من التمور السعودية في بعض الدول المجاورة وتصديره كمنتجات تمور لهذه الدول.
ولكي تتبوأ التمور السعودية مكانتها العالمية فأنها تحتاج لتضافر جهود كبيرة وكثيرة ممثلة في الجهات المختصة ومن المزارعين والتجار واصحاب الخدمات المساندة فتحدد المناطق التي تشتهر بالأصناف الجيدة والملائمة لكل منطقة ويتم المحافظة على اصولها الوراثية ومنع عشوائية الزراعة فيها ويخضع المزارعين في كل منطقة لتوعية إرشادية لكافة مراحل ومتطلبات الزراعة والمكافحة ووضع مواصفات محكمة للمنتجات تخضع بموجبها عمليات الانتاج وخاصة تقنين استخدامات الأسمدة والمبيدات ليكون المنتج جيداً غذائياً خال من المبيدات يتوافق مع الموصفات في الأسواق العالمية المستهدفة ، وتنشأ علامات تجارية يتم دعمها وإشهارها في الأسواق العالمية تلتزم بالجودة والمعايير وذائقة ومتطلبات المستهلك ، وكذلك يعنى بالتعبئة والإحجام بحيث تتوافق ومتطلبات الأسواق المستهدفة .
ويتم اخضاع بعض التمور للتصنيع فتدمج مع منتجات اخرى مثل الشكولاته او حشوات لبعض المخبوزات او تصنيع منتجات ومحليات طبيعية بديلة للسكر وانتاج عجينة التمر التي تدخل في صناعة الحلويات والبسكويتات والاستفادة من نوى التمر وكل ما يتصل بالتمور من منتجات النخلة السنوية كالعذوق والسعف والجريد والجمارة وحتى الكرب والألياف .
ان التمر يعد من أهم المنتجات التي تكفل قدر كبير من الامن الغذائي وقد كان سكان الجزيرة العربية يعتمدون عليه في غذائهم بشكل رئيسي قبل تحسن وسائل المواصلات ورغد العيش التي تنعم به هذه المجتمعات حالياً ولله الحمد فقد صح عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم انه يمكث الأشهر ولا يوقد في بيوته نار لأصلاح اي نوع من الطعام وانما كان طعامهم التمر والماء وبعض الاحيان شيء من الحليب . فيعد التمر أمان من المجاعات .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال