الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مع استمرار توجه الاقتصاد العالمي نحو التكنولوجيا والتنمية المستدامة، يتعمق التعاون بين الصين والسعودية أيضا. مشروع نيوم السعودي ليس فقط خطة تنموية مميزة في منطقة الشرق الأوسط، بل قد يصبح نموذجا لمدن المستقبل في العالم، ومكانا يفيد التطور الوطني ويحسن بشكل كبير بيئة العمل والاقتصاد، ويدعم كذلك الحياة الخضراء.
تم طرح مشروع نيوم من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في عام 2017، هادفا إلى دفع التنويع الاقتصادي من خلال التكنولوجيا وتقليل الاعتماد على النفط. تدعو نيوم إلى التنقل الأخضر واستخدام الطاقة المتجددة بالكامل، فهو يمثّل اتجاه المستقبل الذي يتابعه العالم عن كثب. مع زيارة الوفد السعودي إلى الصين، يبحث أعضاء الوفد عن شركاء محتملين في مدن مثل بكين وشانغهاي وهونغ كونغ وشنتشن لإنجاح هذا المشروع الحضري الطموح، مما يسلط الضوء على الإمكانات التعاونية بين الصين والسعودية في مجال التنمية الحضرية المستقبلية.
وقام ممثلو نيوم خلال الجولة الترويجية بشرح مفصل للفكرة الأساسية للمشروع، مؤكدين على أهمية التعاون الوثيق مع الشركات الصينية في مجالات رئيسية مثل البنية التحتية والطاقة المتجددة وتطوير التكنولوجيا المتقدمة وإدارة اللوجستيات. تأمل نيوم في الاستفادة من الخبرات الوافرة والغنية للشركات الصينية في هذه المجالات لاستكشاف وتحقيق الرؤية الطموحة للمشروع.
تتمتع كل من الصين والسعودية بأساسيات جيدة للتعاون في المواءمة الاستراتيجية لمبادرة الحزام والطريق ورؤية السعودية 2030، حيث توفر الصين دعما لازما لتنفيذ مشروع نيوم استفادة من قدراتها التصنيعية القوية والابتكار التكنولوجي، منها على سبيل المثال، أظهرت شركات مثل الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية والشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية قوتها في العديد من مشاريع البناء في نيوم، ولعبت شركة هواوي دورا هاما في بناء شبكات الجيل الخامس ومراكز البيانات، بينما شاركت شركة Solargiga Energy الصينية في توفير أنظمة تخزين الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، تكشف هذه التطورات عن الإمكانات التعاونية العالمية للسعودية. وفقا للتقارير، قد توصل المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية في بكين إلى تعاون مع صندوق الاستثمار في نيوم، ومن المتوقع أن يشجع المزيد من الشركات الصينية في مجالات مثل الصناعة الذكية والذكاء الاصطناعي والطيران للمشاركة في المشروع. وقال وو كاي، نائب رئيس مجموعة جولدويند للتكنولوجيا، إن تحول الطاقة في السعودية يقدم فرصا سوقية جديدة للشركات، ومجموعتهم تسعى بنشاط للبحث عن فرص التعاون بين الجانبين، ومن المتوقع أن تقوم المجموعة بمزيد من الاستثمارات في مجالات مثل طاقة الرياح والهيدروجين الأخضر.
ومن حيث الابتكار التكنولوجي، فإن مشروع نيوم لا يتطلب إنشاؤه مواد بناء متطورة ومعدات متقدمة فحسب، بل يحتاج أيضا إلى دعم تقنيات التصنيع الذكي وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. في نهاية عام 2022، قامت شركة يوبيتيك بتسليم دفعة من الروبوتات البشرية في السعودية، التي تُستخدم في سيناريوهات مثل تنظيف المدينة، ري النباتات، وإرشاد المشاة. ستلعب الروبوتات البشرية دورا مهما في مشروع نيوم، يشمل جوانب مختلفة من خدمات الحياة الحضرية، ومن المتوقع أن تُستخدم على نطاق واسع في المستقبل.
بشكل عام، لا يقدم مشروع نيوم إسهامات مهمة لمستقبل التنمية في السعودية فحسب، بل يوفر أيضا منصة للشركات الصينية لعرض قدراتها في بناء البنية التحتية العالمية وفي مجالات التكنولوجيا العالية. قد يصبح هذا النمط التعاوني نموذجا لتطوير المدن العالمية في المستقبل، حيث ستكون التكنولوجيا والاستدامة عنصرين أساسيين. مع تعزيز العلاقات وتعميق التعاون بين البلدين، تحدونا ثقة تامة بأن الجانبين الصيني والسعودي سيحققان نتائج مثمرة في مشروع نيوم، مما يدفع التحضر العالمي في اتجاه أكثر خضرة وذكاء.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال