ما الذي يتغير في العيد؟

بعد غد يحل عيد الفطر السعيد بإذن الله فكل عام وانتم بخير وصحة وسعادة وملاءة مالية نسبية خلال المواسم، والحمد لله على قرب إتمام الصيام والقيام تقبل الله من الجميع، والشكر لله ثم لولاة أمرنا وحكومتنا والجنود والمدنيين من كل القطاعات والمتطوعين على نجاح ذروة موسم العمرة، الموسم الذي ادير بكفاءة لفتت أنظار العالم.

العنوان العريض لهذه الأيام هو العطاء، عطاء حكومي منقطع النظير في خدمة المعتمرين والزوار للحرمين الشريفين، وعطاء اهلي من الناس الذين جادوا ويجودون بوقتهم ومالهم  في تفطير الصائمين، ومساعدة المحتاجين ، وعطاء هذا اليوم لكل مسلم صائم قادر المتمثل في زكاة الفطر، والحمد لله ان كثيرا من وسائل هذا العطاء تطورت وتحوكمت عبر منصات رسمية وجمعيات متخصصة مرخصة وبرامج مختلفة، فأي نعمة هذه ان تستغل ما انعم الله به عليك عبر ما انعم الله به على بلادنا من تطور وتحصل على الأجر.

في بداية شهر رمضان المبارك كتبت عن التغير النسبي في العادات الاستهلاكية خاصة فيما يتعلق بالغذاء، وعن ضرورة انتباه الشركات والأسواق لذلك وقراءة التغيرات الديموغرافية والاجتماعية في المملكة.

يبدو لي ان الامر نفسه ينطبق على موسم العيد، فالخيارات أصبحت كثيرة محليا لقضاء أيام العيد، والطلب يتغير نحو مزيد من الأفكار الجديدة والمتجددة التي تناسب روح الشباب، ولم يعد الأمر قضاء أيام مع العائلة الكبيرة ثم السفر، فهناك خيارات اليوم توفرها كل مدينة، وهناك رياديون يقدمون مشاريع تنزه وترفيه فيها روح مبتكرة، ولها علاقة بالطبيعة وتضاريس كل منطقة، يساعدهم على ذلك تحسن الطقس، الميزة التي ستستمر لأكثر من عقد الزمن وستكون مؤثرة في خيارات جعل العيد سعيدا وممتعا.

أيضا الشراء لموسم العيد خاصة للسيدات والفتيات وقليل من الرجال تتغير خارطته بسرعة وقوة، ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة، فعدد رحلات او زيارات العائلة للأسواق في رمضان تتناقص عاما بعد عاما، وعدد “النقرات” على مواقع الشراء في الشبكة العنكبوتية يزداد عاما بعد عام، يؤازر ذلك التوسع والنضج النسبي للخدمات اللوجستية وفي مقدمها التوصيل السريع محليا وعبر الحدود، والتنافس السعري بين شركات البريد والتوصيل الذي استفاد منه المستهلك.

التاجر الحصيف هو من يقرأ هذه التغيرات بعمق، ويتحرك في المستقبل بناء عليها، فالمتوقع ان تزداد الفرص مع تنوع الخيارات في السياحة والسفر والترفيه وقطاعات الملابس وملحقاتها وصولا الى الحلويات والشوكولا وهذه الأخيرة يبدو انها ستكون عملة نادرة اذا استمرت أسعار الكاكاو في الارتفاع الجنوني.

عيدكم سعيد ومبارك ومفيد.