الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يتحفنا مركز التواصل الحكومي التابع لوزارة الاعلام دائما بفيديوهات قصيرة مميزة، من بينها عرضه أمس الثلاثاء فيديو فيه رسائل وعِبر حرّك فيني شجون دفعني لكتابة هذا المقال، فالفيديو يتناول قصة أب يتحدث عن ابنه المصاب بالتوحد بمناسبة اليوم العالمي للتوحد.
ولمن لم يشاهد الفيديو فالاب يتحدث عن ابنه المصاب بالتوحد وكيف كان منكسر وغير متقبل وضع ابنه، بل بلغ به الامر إلى انه كان يتمنى فقدانه، وفجأة تحول الامر إلى الضد، إذ يصف الاب مشهد التحول بلغة محكية مباشرة “كأن موية انكبت على جمر جواتي”. عموما هذا رابط التغريدة وفيها الفيديو فضلا أضغط هنا.
حقيقة، شاهدت الفيديو بمفهوم مختلف وباحساس عاطفي يتفهم ما ذكره ابو محمد في الفيديو، فالعيش مع طفل توحدي له ابعاد نفسية واخرى اجتماعية، فالمؤكد ان الاسر التي لديها طفل توحد، يعيشون تجربة متفردة، مليئة بالمفاجآت التي تصل لحد الدهشة.
هنا في هذا المقال، ساتحدث بلسان ابو محمد بطل الفيديو وبلسان آخرين ممن يعيشون مع أطفال (بركه) يعانون من (التوحد). ولذا سادخل مباشرة في الموضوع، فنحن رغم المنجزات التي تعيشها بلادنا لا سيما بعد تدشين الرؤية الميمونة رؤية 2030 إلا اننا للأسف لدينا قصور كبير رغم الجهود في العناية بهذه الفئة تحديدا والتي تحتاج إلى اهتمام أكبر وتكاتف جهود اشمل نحو رفع مستوى جودة الحياة لهذه الفئة الغالية (أطفال اليوم، كبار الغد). وكيف يمكن أن نحولهم إلى عناصر فاعلة داخل المجتمع تنهل من المعارف التي تساعدهم على تقلبات الحياة وان يكونوا أدوات مثمرة داخل المجتمع تنمي الاقتصاد لا أن تعيش عالة عليه.
اعلم ان هناك جهود لا يمكن إنكارها ولكن أتمنى حقيقة زيادة إلتزام الجهات الحكومية من (وزارات وهيئات وبرامج حكومية) واخص تحديدا وزارات: التعليم، الصحة، الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والبلديات باتخاذ إجراءات تساهم في تحسين جودة حياة المصابين بالتوحد، في ظل محدودية مراكز علاج وتأهيل أطفال التوحد. ناهيك عن الحديث عن التعليم فالمعاناة أكبر لا سيما ان أعداد المدارس المتخصصة التي يمكن ان تقبل طفل توحدي محدودة او منعدمة وتحديدا مدارس الدمج، وإذا وجدت فالانسان المؤهل للتعامل معهم (قد لا يكون موجودا).
ما يدعوا للغرابة أن هناك دولاً مجاورة إمكاناتها محدودة واقل من المملكة إلا أنها تملك معاهد متقدمة في رعاية فئة التوحديين بل ان هناك عدد كبير من الاسر السعودية التي الحقت أطفالها بمعاهد في الأردن مثلا، وهذا يؤثر على الطفل في ظل بُعده عن اسرته بل انتكاسته في الحالتين البعد عن اسرته او العودة للاسرة بعد التأهيل.
لدينا في الرياض مراكز ومنها مركز التوحد في مستشفى الملك فيصل التخصصي وايضا مركز التوحد الذي اسسته البنوك السعودية كنوع من المسؤولية الاجتماعية ولها جهودها وايضا مراكز اخرى صغيرة اشبه بعيادات لكنها غير كافية وهنا نتحدث عن العاصمة فما بالك بخارجها.
اعتقد من المهم وضع سياسات وخطط عمل تتناول التوحد في الإطار الأوسع نطاقًا للصحة مع ضرورة رفع مستويات وقدرات العاملين في القطاع الصحي والتأهيلي والتعليمي لتقديم الرعاية اللائقة والفعالة للمصابين بالتوحد.
وهنا اختم بطرح سؤال في غاية الاهمية، هل لدى الجهات المعنية احصاء بعدد المصابين بالتوحد في المملكة؟ اتمنى ان نجد الاجابة والتي قد تكون لدى هيئة الاحصاء بحكم التعداد السكاني الاخير. وانهي المقالة باعلان استعدادي للمساهمة بأي جهد يمكن ان يساهم في خدمة هذه الفئة الغالية. ودمتم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال