الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تدفع السعودية بقطاع الحج والعمرة، نحو المزيد من الاعداد بعدما سهلت الحصول على تأشيرات القدوم بكل يسر وسهولة، وأيضا كثافة المشروعات الفندقية والخدمات التي يجدها المعتمرين على اعلى المستويات، واعداد المعتمرين في تزايد منذ العام الماضي، حينما بلغ نحو 14 مليون زائر، بزيادة بنسبة 58 في المائة من عام 2019، وتضخ السعودية نحو ترليون ريال في مشاريع فندقية و البنية التحية لاستيعاب الحجاج والمعتمرين، خاصة وان الرقم مرشح للزيادة خلال السنوات المقبلة، ويتوقع ان تتجاوز مستهدفات رؤية السعودية في قطاع الحج والعمرة والتي يتوقع ان تصل الى 30 مليون معتمر حتى عام 2030، مع ان المؤشرات تبين ان الاعداد قد تزيد عن هذا الرقم. وتشهد المنطقتين المركزيتين في مكة المكرمة والمدينة المنورة مشروعات ضخمة وبخطوات سريعة لاستكمال البنى التحتية.
مع هذه الأرقام، يحتاج تكاتف جميع الجهات وتنسيق مشترك بحيث تكون هناك انسيابية في الحركة والسهولة، ودون مشقة للمعتمرين والحجاج، فمثلا لدينا نحو اكثر من 50 شركة تنقل المعتمرين، واكثر من 100 شركة لنقل الحجاج، والحقيقة الى جانب حجم الحافلات المطلوبة لتغطية الطلب، فالجهات المعنية أيضا بحاجة الى تخصيص مسارات فقط للحافلات التي تنقل المعتمرين والحجاج، ليس فقط من جدة الى مكة المكرمة، انما يتطلب من مدن سعودية مباشرة، مثل مكة – المدينة ومكة – الطائف ومكة – الليث، مع التوسع في عدد رحلات القطارات وأيضا انشاء مسارات جديدة تربط ببعض المدن القريبة من مكة المكرمة، وتسهيل نقل المعتمرين من محطات وصول الحافلات في نقطة الوصول، وانتقالهم الى الحرم او الحرم النبوي، دون مشقة او السير بمسافات طويلة، واستغلال سيارات الأجرة في المطالبة بمبالغ باهظة للسير مسافات قصيرة، اعتقد حركة المرور احد الجهات المهمة التي يتطلب التعاون مع عدة جهات في تيسير وتسهيل وصول سيارات المعتمرين الى الحرم، وليس في أماكن بعيدة يصعب على كبار السن المشي طويلا. الامر يحتاج الى سهولة وعدم استغلال حاجة المعتمرين لمركبات تنقلهم من نقطة ب الى ج، ومثلما أدخلت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، عربات الجولف في سطح الحرم لكبار السن والعجزة من أداء الطواف والعمرة، من الممكن استخدامها لنقل المعتمرين من المواقف المخصصة للمعتمرين الى ساحة الحرم، مقابل رسوم رمزية، ويمكن طلبها عبر التطبيقات، ضمن الخدمات التي يشتريها المعتمر او الحاج.
ولعل مشروع مدينة الفيصلية التي أعلنت عنها امارة منطقة مكة المكرمة قبل سنوات والذي يتضمن مطار خاص يتبع مطار الملك عبد العزيز، سوف يسهم في التخفيف على مطار الملك عبد العزيز وجعله خاصا باستقبال المعتمرين والحجاج ويكون بمسافة قريبة من مكة المكرمة، خاصة وانه يقع بالقرب من مكة المكرمة في الشاطئ الغربي، وعلى مساحة أكثر من الفي كيلو متر مربع. وبالتأكيد لدى القائمين على المشروع، ربط هذه المدينة مع مكة المكرمة، سكة قطار لنقل المعتمرين والحجاج. ومشروعات رؤى المدينة ومسار مكة المكرمة وهذين المشروعين من أضخم المشروعات لخدمة ضيوف الرحمن، فمشروع رؤى المدينة يهدف الى تحسين الخدمات المقدمة لضيوف المدينة المنورة وتعزيز مكانتها كوجهة إسلامية، فيما يعد مشروع مسار مكة يقدم خدمات فندقية ومتنوعة للمعتمرين، ويربط مسار مكة المكرمة وجدة السريع مباشرة الى الحرم.
بصراحة الإمكانات متوفرة والمسؤولين سخروا كل جهدهم لخدمة المعتمرين والحجاج، الا اننا نتحدث عن التسهيلات التي تمكن الزوار من أداء فريضتهم بيسر وسهولة وأيضا الوصول الى الحرم او العودة المواقف او صعود الحافلات، وطرق الوصول الى مكة المكرمة من جميع النوافذ المؤدية لها، وتحديد مسارات خاصة مع النمو المتزايد، مما يدفع الى المزيد من السيارات المتجهة الى المدينتين، سواء حافلات او قطارات او سيارات الأجرة، كلما مكنا ضيوف الرحمن من أداء نسكهم وزيارتهم بيسر وسهولة ودون مشقة، وأيضا متابعة الفنادق والشقق السكنية بمعايير الخدمات ورفع جودتها. يتطلب من الجهات أيضا وخاصة الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ان تعكف في دراسة كيفية تنظيم تقبيل الحجر الأسود والصلاة في الحطيم، والوقوف امام باب الكعبة، وهي من الامنيات التي يحرص الزوار على تحقيقها، الا انه نتيجة التدافع والتزاحم، يستطيع تأديتها من لديهم قوة جسمانية، وللأسف العاجز وكبار السن يحرمون منها، مما يعني ان هذا يتطلب من الهيئة دراسة تسهيل هذا الاجراء. ساحات الحرم المكي والحرم النبوي، يجب ان تتحول مركز عالمي ومحط انظار العالم الى هذين المدينتين، ونوظف كل البرامج والتقنيات من ذكاء اصطناعي وخدمات علاجية وطبية وسيارة أسعار لحالات الطواري، وأيضا لوحات مبتكرة، تقلل من حالات الضياع لدى الزوار وتوزيع لحفلات النقل والاجرة بطريقة تجعل الزائر يراها ويصلها بيسر وسهولة ودون مشقة، ولوحات ارشادية توضيحية ذات رموز بدلا من الكتابة. ومطاعم نظيفة و كافيهات ذات مستوى عال، يجد فيها المعتمر والزائر راحته بعد عناء من أداء الفريضة، ولن ننسى المشروعات المرتبطة بالمدينتين المقدستين من متاحف واثار ومنتجات وهدايا، وكل ما يبحث عنه الزائر، بحيث تكون قريبة منه ولا يستوجب انتقاله الى مكان آخر ويتحمل مشقة، من الضروري ان نستغل تواجد نحو مليون مصلي في الحرم أيام الحج ورمضان، ونحو 800 الف مصلي في الأوقات العادية، ونقدم لهم خدمات مميزة وأيضا نمكنهم من مشاهدة تاريخ مكة وثقافتها وفعالياتها، ومتى ما كانت هذه الفعاليات والمتاحف قريبة من مكان اقامتهم، كلما ضمنا حضور اكبر عدد من الزوار. وتخصيص الساحات المجاورة للحرمين، لأسواق ومنتجات حرفية ومهنية ومصنوعات تخص مكة من هدايا، ولن يتحقق هذا الا بتكاتف جميع الجهات.
وحرصنا على اهتمام هذا الجانب، لكونه أحد الركائز التي حرصت علية رؤية السعودية 2030، ويتوقع ان تصل عوائد العمرة والحج حتى عام 2030 الى أكثر من 150 مليار ريال سنويا، فضلا عن خلق فرص عمل في الضيافة والخدمات.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال