الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يعتبر عيد الفطر مناسبة مميزة في حياة المسلمين ، لإنه يأتي بعد شهر رمضان الكريم افضل الاشهر عند الله، شهر تغفر فيه الذنوب لمن صامه وقامه واجتهد فيه، فيه ليلة القدر التي هي خير من الف شهر، واستمراراً للعبادة جعل الله لنا عيد الفطر المبارك للفرح والمرح المسموح به شرعاً والأكل والشرب والتواصل الاجتماعي مع الناس لاسيما الاقارب منهم، حيث يتم جمع الأفراد من العائلة والأصدقاء للاحتفال معًا، هكذا كانتتجري العادة وهي عبادة أيضا .
كما تمنح الأعياد فرصة للعفو والتسامح بين الناس. فغالبًا ما تكون المناسبات فترةمحتدمة بالمشاعر والتوترات العائلية والاجتماعية. ومع ذلك، فإن الأعياد تعزز قيمةالعفو والتسامح بين الأفراد. وتعطي القدرة على إحداث تحول إيجابي في العلاقاتالشخصية وتعزيز الصلة بينهم.
لكن في عصرنا اليوم ، هل فكّر أحد منكم بمعنى ثقافة التسامح والعفو والتواصل؟
كم بات العالم اليوم في أشد الحاجة إلى التفكر في هذه المصطلحات التي حثّ عليهاالإسلام في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة
كم بتنا بحاجة إلى التعايش الإيجابي بين الناس أكثر من أي وقت مضى خصوصاً الاقارب منهم، لأن الثقافات والتفاعل بين الحضارات يزداد يوماً بعد يوم بسبب ثورةالاتصالات والمعلوماتية وتطور التكنولوجيا، التي أزالت جميع الموانع والحواجز فيالإطارين الزماني والمكاني بين الشعوب كافة.
ولا شك نحن كمسلمين في وطننا العربي وكأمة مسلمة، تؤمن بالله تعالى وبنبيهالكريم مطالبون أن ننشر ثقافة التسامح والتواصل الفعال وهذه مسؤوليه كل مثقفوواع وناشر للعلم والثقافة، مسؤولية على المعلمين في المدارس والجمعيات ورجالالدين والإعلام، لأن ذلك هو الشريان الأساس للأمان والاطمئنان والتلاحم والتقدم. هوأساس للعلاقات المتينة الطيبة إن كان على مستوى الأفراد أو الجماعات.
لذا من واجب الجميع قولا وفعلا العمل على نشر قيم وفضائل التسامح وإقامةالندوات والمحاضرات لتوجيه الجيل الصاعد نحو تلك القيم حتى يصبح ذلك كمنهاجفي حياتنا أو عادة من عاداتنا تلك هي الثقافة التي ينعم بها كل مجتمع.
إن العفو والتسامح من الفضائل الإنسانية التي ترتقي بالنفس البشرية إلى مرتبة منزهةعن الشوائب ،خالية من الأحقاد والبغضاء ،تتحلى بالعفو واحترام ثقافة الآخر، مهما كانعرقه أو لونه أو بلده قال تعالى:” ( لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى)
بل يعتبر ذلك من الضرورات الهامة جدا لحماية النسيج الاجتماعي، وخاصة في فترةالأعياد .
ولما للتسامح من أهمية قامت اليونسكو منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافةوالعلم ، إعلان المبادئ بشأن التسامح، وقد اتخذت من شهر نوفمبر يوما من كل عامليكون تحت عنوان” اليوم العالمي للتسامح ” للتأكيد أن لكل شخص الحق في حريةالتفكير والضمير والدين وحرية الرأي والتعبير.
فمن الأولى بنا كمسلمين وانطلاقا مما تقدم ، وبمناسبة عيد الفطر السعيد، كم هو جميل لو رمينا الأنانية جانبا ، وعملنا بما أمر الإسلام به : الحب والتسامح، والصفح،وحسن التعايش مع جميع الناس، هذا التواضع والتعقل والتبصر في تلك المصطلحاتيوطد في نفوسنا ونفوس أبنائنا عدداً من المفاهيم والأسس الثابتة في حياتنا اليومية.
يجعلنا أمة راقية بأخلاقها.
فيا أخي المسلم، بعد اكمال صومك تأتي بُشرى العيد، كن: متسامحا، تصفح عنالمسيء وتحتسب أجرك على الله تعالى، أبعد الظلم عن أخيك، اصبر على الأذى لأن اللهعلّام القلوب والنفوس، قال تعالى في كتابه الكريم:” ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْعَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ (الأعراف:199).
وكذلك قال تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾(النور:22).
باختصار، فإن الترابط الاجتماعي في الأعياد وفرص العفو والتسامح يمكن أن تعززالعلاقات الاجتماعية وتجعل الأفراد يشعرون بالتقارب والترابط مع بعضهم البعض. منخلال الاحتفال معًا وتبادل المشاعر الإيجابية، يمكن للأعياد أن تكون وقتًا مثاليًا لنبذالكراهية وتعزيز الروابط الأسرية.ولو بدأ كلٍ منا بنفسه ومن حوله لعمت المحبة وصلح الحال للجميع.بارك الله لنا ولكم في أعيادنا المباركة وباقي ايامنا.وكل عام وانتم بالف خير .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال