الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مما لا شك فيه ان عوامل عديدة أسهمت في التحولات الإيجابية بقطاع التأمين في المملكة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر زيادة الطلب على خدمات التأمين، تطبيق المعيار الدولي للتقرير المالي 17 (عقود التأمين) والمعيار الدولي للتقرير المالي 9 (الأدوات المالية)، الارتفاع الملحوظ في إجمالي الأقساط المكتتبة، بدء أتمتة رصد مخالفة “عدم وجود تأمين سارٍ للمركبة” إلكترونيًّا، اعتبارًا من مطلع أكتوبر 2023، ارتفاع أسعار الفائدة، الابتكار في منتجات التأمين وتكنولوجيا المعلومات، ونوعا ما عمليات الاندماج أسهمت أيضًا في خفض التكاليف، وتحسين الكفاءة، وغيرها من الآثار التي انعكست إيجابًا على القطاع التأمين واقتصاد المملكة بشكل أعم وأشمل.
قطعا هذا التحول لا يعني أن شركات التأمين محصنة ضد المخاطر نتيجة لنشاطها المزدوج التأميني والاستثماري، لكن مما يحمد أن المشتقات المالية بأدواتها المختلفة تؤدي دورا كبيرا في التغلب على الكثير من المخاطر، خاصة التي تتعلق بالمخاطر المالية، كمخاطر تقلبات الأسواق والتأثيرات المحتملة على الطلب على القروض والاقتراض الاستهلاكي.
يُعدّ قطاع التأمين جانبًا مهمًا للاقتصاد بوصفه إحدى ركائز برنامج تطوير القطاع المالي، حيث عملت الحكومة لتعزيز قدرات شركات التأمين التنافسية، ورفع مساهمتها في الناتج المحلي، مما يتوقع انعكاسه إيجابًا على القطاع في خلق كيانات تأمينية كبيرة قادرة على المنافسة والنمو.
هذه الافتتاحية مهمة جداً، لأنها توضح لنا بجلاء أن قطاع التأمين السعودي سيشهد فرصًا استثمارية كبيرة متاحة، خاصة وان نسبة مساهمة القطاع في الناتج غير النفطي لا تزال دون المستوى، حيث تستهدف رؤية 2030 وصول عمق قطاع التأمين من إجمالي الناتج غير النفطي نحو 4.3% (ضعف النسبة الحالية) بحلول العام 2030، وبالتالي فإن هذه التوجهات ستخلق فرصا واعدة في نمو أعمال التأمين خلال السنوات المتبقية من إكمال الرؤية.
وتوافقا مع هذه التحولات شهدت نهاية العام 2023 نجاح 15 شركة مدرجة في سوق الأسهم السعودية في التحول من الخسارة إلى الربحية، والشركات هي:” عناية للتأمين، الوطنية للتأمين، ولاء للتأمين، سلامة للتأمين، العربية السعودية للتأمين (سايكو)، الصقر للتأمين، بروج للتأمين، ميدغلف للتأمين، المتحدة للتأمين، الخليجية العامة للتأمين، ليفا للتأمين، ملاذ للتأمين، المجموعة المتحدة للتأمين “أسيج”، أمانة للتأمين، واتحاد الخليج الاهلية”. فيما تمكنت الـ 11 شركة المتبقية في القطاع من زيادة ربحيتها السنوية بنسبة نمو 83% تعادل 1113 مليون ريال لتصل صافي أرباحها إلى 2.46 مليار ريال مقابل 1.35 مليار ريال.
في المقابل استطاعت 8 شركات أن تحقق أرباحا تجاوزت الـ 100 مليون، والشركات هي:بوبا العربية، التعاونية للتأمين، تكافل الراجحي للتأمين، ميد غلف للتأمين، ولاء للتأمين، الخليج للتأمين -جي آي جي، اتحاد الخليج الاهلية، و السعودية لإعادة التأمين”.
الأخيرة السعودية لإعادة التأمين، حققت صافي ربح بـ 124.4 مليون ريال بنهاية العام 2023، مقابل 76 مليون ريال في العام 2022 محققة نسبة نمو 63.6%، وبالتالي أعتقد أن “إعادة” ذاهبة لتغيير جذري في المستقبل المنظور، نقول هذا وفي البال
مذكرة التفاهم غير الملزمة الموقعة مع صندوق الاستثمارات العامة بشأن اكتتاب الصندوق في أسهم نقدية جديدة في الشركة عن طريق زيادة رأس المال مع وقف العمل بحق الأولوية للمساهمين الحاليين (“الصفقة المحتملة”)، هذا غيض من فيض يجعلنا نرشح “إعادة” كأكثر شركات القطاع حظا في النمو المتوقع.
ختاما شرکات التأميـن السعودية عليها أن تركز كثيرا في نشر ثقافة التحول الرقمي، وتوسيع نطاق الخدمات الإلکتـرونية، و توافر الدعم الفني الکافي لخدمة العملاء المستفيدين من الخدمات الإلکتـرونية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال