الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
على الرغم من تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي واسع النطاق في قطاعات مختلفة حول العالم وحضوره الطاغي في المشهد التقني في العام الماضي، إلا انه لم يتم الاستفادة منه بشكل كبير حول العالم بالنظر للفرص المتاحة في تطبيقات إنترنت الاشياء والمدن الذكية. هناك بعض المبادرات من قبل جهات مختلفة لتفعيل ذلك بشكل وآخر وهي جهود يشكرون عليها، لكن أتمنى أن نشاهد مبادرات وتوسع أكثر بقيادة من الهيئة الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي سدايا بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة (وهي متعددة) للخروج بمبادرات نوعية في هذ المجال، يمكن لأكاديمية الذكاء الاصطناعي التوليدي القيام بدور مهم هنا، وأجزم أن سدايا ونجومها سيبدعون كما تعودنا منها. توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجال المدن الذكية سيذهب بعيداً في التطبيقات الذكية وسيساهم في رفع من جودة هذه الخدمات وتقبل وتفاعل الناس مع الخدمات في المدن. والامر لا يقتصر فقط على التنبؤ بالمشاكل، بل أيضا يقترح أنسب الحلول والاستراتيجيات لتطوير الاداء.
هناك العديد من الأفكار المتاحة والامثلة والفرص، فمثلاً في مدينة الرياض يمكن توظيفه في مجالات متعددة منها:
أولاً: إدارة الحركة المرورية:
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً هاماً في تحليل بيانات المرور بشكل مباشر واتخاذ قرارات بناء على ذلك تساهم في منع أو التقليل من تأثير الاختناقات المرورية سواء تعديل مسارات الطرق للأفراد وكذلك توجيه مسارات الشاحنات وفتح الاشارات المرورية. لا ننسى أيضا مشكلة المواقف في مدينة الرياض والتي تعتبر معاناة في المدن الكبرى حول العالم، هنا يمكن للذكاء الاصطناعي وإنترنت الاشياء توجيه السيارات نحو الاماكن المتاحة وحجزها واتمام عملية الدفع دون الحاجة للدوران لفترة طويلة ولربما دون الحصول على موقف متاح.
ثانياً️: المخطط الحضري لمدينة الرياض:
يمكن أن يساهم في تصميم وتخطيط المدن حيث يتم تحليل الحركة المرورية والتجمعات السكانية والمساحات ومن ثم تقديم اقتراحات تساهم في تحسين المشهد الحضري وتحديد المخططات السكنية الجديدة وأماكنها، هل في الشمال أو الجنوب؟ ماذا نحتاج من خدمات في الشرق وماذا نحتاج في الوسط؟ كل هذه يساهم في تحقيق الأهداف الاهم وهو الرفع من جودة حياة السكان.
ثالثاً: هيئة الترفيه:
يتميز موسم الرياض وغيرها من المواسم السياحية بتعدد الاختيارات مما يعني وجود إمكانية للاستفادة من الذكاء الاصطناعي من خلال تخصيص تجربة موسم الرياض خصوصا لدينا سياح من داخل المملكة ومن دول خليجية وحتى عالمية. يمكن لهذه الانظمة بناد على تفضيلات وبيانات (المدة، وعدد الاشخاص، واعمارهم، والميزانية..) للزوار من تقديم اقتراحات تناسبهم مثل الاماكن السياحية والمطاعم والفندق والانشطة المختلفة، لا ننسى كذلك مجال الترجمة الفورية مع دعم لمختلف اللغات والتي تعتبر مشكلة لبعض الزوار.
كما هناك مجالات استخدام أخرى متعددة سواء في قطاع الخدمات الحكومية أو برامج الرياض الخضراء أو استهلاك الطاقة وإدارة النفايات وغيرها الكثير.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال