الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تحرص الكثير من الدول الى انشاء صناديق سيادية لأسباب متعددة، وهذه الصناديق تمثل جزءا من استراتيجيتها الاقتصادية والمالية، وهي تسهم بتنويع مصادر الدخل بعيدا عن الاعتماد الكلي على النفط او موارد طبيعية أخرى، وهي فرصة للاستثمار في مجموعة متنوعة من الأصول، مثل الأسهم والسندات والعقارات، وتحقق عائدات طويلة الاجل تدعم النمو المستدام للاقتصاد المحلي، كما انها تسهم في تامين مستقبل الأجيال المقبلة.
والعديد من الدول وخاصة الصين وسنغافورة والامارات العربية المتحدة لديها صناديق عديدة ومتنوعة، بينما التجربة الامريكية مختلفة فهي لا تمتلك صندوق سيادي واحد بل هناك عدة ولايات لديها صناديق خاصة بها.
في السعودية صندوقين سياديين هما صندوق الاستثمارات العامة، وهذا الصندوق انتعش بعد 2017 وارتفعت اصوله الى 650 مليار دولار ويتربع على المرتبة السادسة بين أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم. اما الصندوق الآخر وهو صندوق التنمية الوطني، وقد تأسس في أكتوبر 2017، ومهمة الصندوق رفع مستوى أداء الصناديق والبنوك التنموية.
اليوم حينما نطرح فكرة انشاء صندوق سيادي لمشروعات الحج والعمرة وأيضا تدخل من ضمنها مشروعات المشاعر المقدسة، ومع توجهات السعودية للوصول الى 30 مليون معتمر خلال العام بنهاية 2030، وأيضا رفع عدد الحجاج لتصل الى مستويات عالية، مع زيادة عدد السياح المتوقع ان يرتفع مع اكتمال المشروعات المتعلقة بالخدمات اللوجستية والخدمية، وكل هذه الأرقام، تعتبر رافعة اقتصادية مهمة للسعودية، حيث تساهم في توفير فرص العمل وزيادة الدخل الوطني.
في ضوء هذه المعطيات واهمية فريضة الحج والعمرة التي حصدت فيها السعودية شهادات عالمية في إدارة الحشود، ولما تملكه من خبرات وتجارب، اعتقد ان انشاء صندوق سيادي متخصص بمشاريع الحج والعمرة، ويمول من خلال استثمارات متنوعة ويدار بكفاءة عالية، سيؤدي الى توفير خدمات أفضل للحجاج والمعتمرين وتسهيل رحلتهم، فضلا عن جذب المزيد من الحجاج والمعتمرين.
يخصص هذا الصندوق للاستثمار في البنية التحتية للحرمين الشريفين، وتطوير مشاريع سكنية وفندقية، مع تنويع منتجات الإسكان المخصصة للمعتمرين، إضافة تحسين شبكات الطرق والسكك الحديدية التي تربط بين المدن الأخرى والحرمين الشريفين، الى جانب تطوير تطبيقات ذكية لتسهيل تقديم الخدمات الالكترونية لضيوف الرحمن، والاستثمار في تأهيل الكوادر البشرية اللازمة لتقديم خدمات عالية الجودة للحجاج والمعتمرين ويمكن للصندوق ان يسهم في نشر ثقافة الحج والعمرة وتعزيز القيم الإسلامية بين الحجاج والمعتمرين.
اعلم يقينا لدى المسؤولين رؤية لمشاريع الحرمين الشريفين ولديهم تصوراتهم وتوجهاتهم، انما هذا لا يمنع ان تطرح مثل هذه المقترحات، وتبحثها وتشرك القطاعات الأخرى وننظر اليها كمشروع وطني استثماري، اذا افترضنا ان الصندوق تأسس براس مال 200 مليار ريال، فهذا يعني انه ستدخل معه العديد من شركات الطوافة والعمرة وغيرها من الخدمات المرتبطة بها، وسوف يساعد في زيادة اعدادهم.
ووفق تقديرات مبدئية، يتوقع ان يوفر الصندوق نحو 500 الف فرصة عمل جديدة بشكل مباشر وغير مباشر، ويتوقع ان يكون الصندوق السيادي الجديد في حال رأى النور لاعب اساسي في استثمارات المدينتين المقدستين (مكة المكرمة والمدينة المنورة) بحيث يتم توحيد الجهود والانفاق الحالي ليكون ضمن استثمارات الصندوق الجديد، على ان يكون متوافقا مع اهداف رؤية السعودية 2030 وتوجهاتها لخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، خاصة وان السعودية هي ارض الحرمين وفيها يؤدي المسلمون ركنهم الخامس. والله من وراء القصد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال