الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعتمد مصادر البيانات في المدن الذكية على مجموعة متنوعة من المصادر المختلفة، فالبيانات تأتي من مصادر مختلفة مثل أجهزة الاستشعار، حيث يتم استخدام أجهزة الاستشعار المختلفة مثل كاميرات المراقبة وأجهزة استشعار الحركة والضوء والصوت، وأجهزة إنترنت الأشياء، لجمع البيانات الدقيقة والفورية عن المدن الذكية. وتحليل هذه البيانات هو مصدر لمعلومات الحركة المرورية والازدحام، وأيضا حالة الطقس، وجودة الهواء والماء والتلوث، وكذلك درجة الضوضاء وغيرها من القياسات الهامة للمدن الذكية.
والمصدر الثاني للبيانات هو البيانات الحكومية والبيانات المفتوحة المتاحة وبيانات المؤسسات الخاصة، حيث يتم جمع البيانات من منصات وقواعد بيانات ومصادر حكومية مختلفة، خاصة بالبلديات والوزارات والهيئات الحكومية. وتتضمن هذه المصادر مجموعة هائلة من البيانات عن السكان والمعلومات المتعلقة بالخدمات الحكومية والخاصة التي يتم تقديمها لهم، كما تتضمن بيانات الخدمات الصحية والتعليمية، وخرائط البنى التحتية للمدن الذكية والبيانات الجغرافية والمعلومات الاقتصادية والتعداد السكاني والإحصاءات الحضرية.
والمصدر الثالث للبيانات في المدن الذكية، هو الأقمار الصناعية والتي توفر بيانات حية عن حركة المرور في المدن الذكية، ومراقبة استهلاك الطاقة لتحسين كفاءتها، وتوفر الأقمار الصناعية كذلك بيانات عن الأراضي المتاحة للتنمية الحضرية المستدامة والاستخدامات الحالية للأراضي. وتشمل مصادر البيانات أيضا نظم المعلومات الجغرافية GIS التي توفر رؤى مكانية مفصلة حول التخطيط الحضري والاستخدام الأرضي.
اما المصدر الرابع للبيانات، فهو وسائل الإعلام الاجتماعية وهي مصدر للبيانات الضخمة، وأيضا الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة ، حيث يتم استخدام جمع البيانات المتعلقة بالتفاعلات العامة على منصات التواصل الاجتماعي. ويساعد ذلك في فهم احتياجات واهتمامات السكان والتواصل معهم ومعرفة آرائهم وملاحظاتهم حول المدن الذكية وخدماتها.
وبالطبع، يلزم بعد جمع هذه البيانات، تحليلها وتحويلها إلى معلومات قيمة للمدن الذكية. وهذا الهدف يتطلب استخدام تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لاستخراج القيمة من هذه البيانات لتحقيق أهداف المدن الذكية في تحسين الحياة الحضرية، ورفع جودة الحياة، وتوفير خدمات أفضل للسكان وزوار هذه المدن.
وبالتالي، فإن تطوير البنى التحتية للمدن الذكية هو امر ضروري للاستفادة القصوى من جمع ونقل البيانات من مصادرها.
والان، سوف نذكر بعض النماذج الناجحة في تطوير المدن الذكية داخل المملكة وخارجها، حيث أن المملكة ومن خلال رؤية 2030 تعمل على تحقيق التطور الشامل وبناء مجتمع يعتمد على التكنولوجيا والابتكار.
أولا في المملكة وبشكل عام، توجد الحكومة الرقمية والتي تعتمد على الاتمتة الذكية في جمع وتحليل البيانات لتقديم الخدمات الحكومية بسهولة للمواطنين والمقيمين. وبالإضافة الى ذلك، توجد العديد من المدن الذكية في المملكة التي استفادت من البيانات في تحسين خدماتها وتطوير بنيتها التحتية. وبعض الأمثلة هي مدينة الرياض، حيث قامت الرياض بتجهيز العديد من الشوارع ومواقف السيارات بأجهزة استشعار ذكية لجمع البيانات حول حركة المرور والازدحام. تستفاد مدينة الرياض من هذه البيانات لتحليل وتطوير خدمات النقل العام وتوفير نظام أكثر فاعلية.
وهناك مثال آخر في المملكة، في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، حيث تعد واحدة من أكبر المدن الذكية في المملكة. وتحظى الملك عبدالله الاقتصادية ببنية تحتية تقنية حديثة تسمح بجمع وتحليل البيانات من مختلف المصادر، بما في ذلك النقل والبيئة والطاقة والأمن. ويستخدم تحليل البيانات فيها لتحسين التخطيط الحضري وتحقيق الاستدامة.
وأيضا هناك نماذج ناجحة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، لخدمة الحجيج والمعتمرين وزوار الأماكن الدينية، حيث تتم الاستفادة من تحليل البيانات لتحسين خدمات النقل والأمن والسلامة العامة والرعاية الصحية، بناء على أنظمة ذكية لرصد الزحام والتدافع وأيضا مراقبة السلامة العامة والحالات الصحية الطارئة، أثناء أداء المناسك الدينية. وتستخدم البيانات المجمعة أيضا لاتخاذ قرارات استراتيجية لتحسين جودة الخدمات في كل عام.
وتوجد امثلة أخرى مثل مدينة نيوم الذكية التي يتم بناؤها، وأيضا تطبيق متطلبات المدن الذكية في الدمام، حيث تعمل الدمام على التحول إلى مدينة ذكية ومستدامة باستخدام البيانات من مصادر النقل والكهرباء والمياه لتحسين الاستهلاك وإدارة الموارد بشكل أفضل وتحقيق الكفاءة والاستدامة.
اما دوليا، فقد استفادت العديد من المدن الذكية حول العالم من البيانات في تحسين خدماتها وتطوير بنيتها التحتية. ونبدا بعض الأمثلة بمدينة سيول في كوريا الجنوبية، حيث تعد سيول من أكثر المدن التي استفادت من البيانات في جميع الجوانب، خاصة حركة المرور واستهلاك الطاقة و التنبؤ بأزمات الهواء الناجمة عن التلوث لتحسين إدارة المدينة وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
وايضا مدينة سيدني في أستراليا، هي مثال دولي آخر، حيث تستخدم البيانات المجمعة من العديد من المصادر مثل نظام المواصلات العامة وشبكات الطرق ونظام الطاقة لتحسين كفاءة استخدام الموارد وتوفير خدمات أفضل للمواطنين.
وتوجد كذلك مدينة تورينو الإيطالية، حيث قامت مدينة تورينو بتجهيز العديد من الشوارع ومواقف السيارات بأجهزة الاستشعار لتجميع بيانات حول حركة المرور والازدحام. تم تحليل هذه البيانات لتحسين نمط التحكم في حركة المرور وتخفيف الازدحام.
وأيضا أيضاً مدينة سياتل في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قامت سياتل بتجهيز مصابيح الشوارع من خلال أجهزة استشعار لقياس مستويات الاضاءة وجودة الهواء ودرجات الحرارة. تستفيد سياتل من هذه البيانات لتحسين الإضاءة المعتمدة على الحاجة وتوفير الطاقة.
وهذه بعض الأمثلة والنماذج على كيفية استفادة المدن الذكية من البيانات لتحسين خدماتها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال