الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لماذا أصبح 25 أبريل يوما فارقا في تاريخ الوطن، وكيف حول ذلك المؤتمر الصحفي لسمو ولي العهد، في ذلك اليوم عام 2016 مسار أحلامنا ومستقبل أبنائنا وأجيالنا؟
في ذلك اليوم، أعلن سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله-، رؤيته الميمونة للاقتصاد السعودي حتى عام 2030، وهي التي غيرت وجه الاقتصاد بمستهدفات ومؤشرات أداء قياس واضحة وشفافة وطموحة. ولقد حظيت تلك النقلة التاريخية بمباركة ومتابعة وتوجيه من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله -.
واليوم ونحن نعبر بـ (رؤيتنا) العام الأول بعد منتصف الرحلة، نستذكر بدايات الرؤية التي تشكّل علامة فارقة في تاريخ السعودية واقتصادها، وتقوده نحو مسيرة مظفرة أحدثت أثرا يلمسه سكان المملكة وتجاوزه لتحظى بإشادات عالمية لا سيما من مؤسسات دولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، لما أحدثته من تطوير وتحديث وقوة في الابتكار، فهي متفردة لأنها تحاكي القصة السعودية وليست مستنسخة من أي تجارب أخرى.
وهنا نستذكر ما قاله خادم الحرمين الشريفين عن الرؤية: (لقد انطلقت رؤية المملكة 2030 من أجل وطن مزدهر يتحقق فيه ضمان مستقبل أبنائنا وبناتنا، بتسخير منظومة متكاملة من البرامج؛ لرفع مستوى الخدمات من تعليم وصحة وإسكان وبنية تحتية، وإيجاد مجالات وافرة من فرص العمل، وتنويع الاقتصاد ليتمتع بالصلابة والمتانة في مواجهة المتغيرات عالميا، لتحتل المملكة مكانتها اللائقة إقليميا وعالميا).
بينما أكد سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عراب الرؤية، على أن الطموح يكمن في بناء: (وطن أكثر ازدهاراً يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معاً لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم، بالتعليم والتأهيل، بالفرص التي تتاح للجميع، والخدمات المتطورة، في التوظيف والرعاية الصحيّة والسكن والترفيه وغيره).
لذلك انطلقت الرؤية السعودية من ثلاثة مرتكزات أساسية هي: العمق العربي والإسلامي للمملكة، والقوة الاستثمارية الضخمة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، وتتفرع منها ثلاثة محاور رئيسية هي: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، قادت الاقتصاد السعودي على مدى الأعوام الثمانية الماضية إلى الابتكار والازدهار وتحويل المجتمع إلى أكثر حيوية وتخفيف الآثار المترتبة على أي طارئ كجائحة كورونا التي عصفت باقتصاديات العالم بينما كانت المملكة واقتصادها من الأقل تأثرا نتيجة رؤية القيادة الحكيمة.
اليوم نطلق صفحة جديدة، بعد أن تجاوزت الرؤية منتصف رحلتها نحو اكتمال أهدافها بمؤشرات تحققت أهدافها قبل حلول موعدها مما جعل القيادة – حفظها الله – ترفع سقف الأهداف، فما كان بالأمس طموحا يشكك البعض في بلوغه، أصبح اليوم واقعا نعيشه، بل إن المستهدفات تغيرت برفع أسقفها، ولنا في مؤشرات السياحة والبطالة والإسكان والرياضة والصحة خير استدلال.
وينتظر الاقتصاد السعودي خلال الأعوام المقبلة دفعة جديدة وقوية ننتظرها جميعا مع بدء التدشين التدريجي لمراحل المشاريع الكبرى التي أطلقتها رؤية المملكة 2030 وتبناها صندوق الاستثمارات العامة، ومنها مشروع البحر الأحمر الذي قاربت مرحلته الأولى من الانتهاء، وبدأ فعليا باستقبال زواره كمشروع سياحي فريد، ومشروع القدية الذي بدأت مؤشرات إنجازه وحجمه في الظهور، وننتظر نهاية العام الجاري مشروع الدرعية المتميز في العاصمة السعودية الأولى، فيما يتواصل العمل لانطلاق مشاريع نيوم والتي زاد زخم إنجازها بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة، وصولا إلى مشاريع تعمّ جميع مناطق البلاد.
القطاع السياحي على سبيل المثال واحد من القطاعات التي أحدثت له رؤية المملكة 2030 نقلة كبيرة، إذ أصبحت السعودية وجهة سياحية وترفيهية في ظل فعاليات وجهود كبيرة شهدها القطاع بدعم من إرادة قوية، حتى إن مستهدف 100 مليون زائر بحلول عام 2030 أصبح أقل من الطموحات بعد تحقيق سقفه بنهاية العام الماضي 2023 وبالتالي تم رفعه إلى مستهدف 150 مليون زائر سنويا. فالقطاع سيخلق الفرق في الاقتصاد السعودي نتيجة التنوع المناخي والثقافي، والتضاريس وأثره في التوظيف.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال