فصل الملكية عن الإدارة التنفيذية أولى خطوات الحوكمة الفعالة لاستدامة الشركات العائلية

تمثل الشركات العائلية دورًا فعالًا في تنمية الإقتصاد وزيادة الناتج المحلي لجميع دول العالم لكن من المؤسف أن العمر الزمني لهذه الشركات غالبًا ما يكون قصير جدًا وفق الإحصائيات الصادرة فما إن تنتقل حصص هذه الشركات من الجيل المؤسس إلى الجيل الثاني تبدأ  بالدخول في دوامة طويلة تبدأ بتوقف الشركة عن النمو وتنتهي بإنقضاء الشركة وخروجها من السوق التجاري .

ومن هذا المنطلق سعت العديد من الحكومات في المنطقة إلى دعم هذا النوع من الشركات من خلال إنشاء مراكز متخصصة بالشركات العائلية مثل المركز الوطني للمنشآت العائلية بالسعودية ومركز دبي للشركات العائلية بدولة الإمارات وغيرها من المراكز التي تستهدف في المقام الأول مساعدة هذا النوع من الشركات الى تحقيق إستدامة طويلة الأجل تساهم في نمو تلك الشركات بما يعود بالنفع على اقتصاد تلك الدول .

وبالإطلاع على أهم النزاعات التي تقع بين الشركاء في الشركات العائلية نجد أنها مُتعلقة في أغلب النزاعات بأسبابٍ تنفيذية تُخلق هذه الأسباب عادةً بعد أن تنتقل بعض أو جميع حصص الملكية في تلك الشركات إلى الجيل الثاني بعد فناء الجيل المؤسس للشركة و تتفاقم هذه الخلافات في ظل عدم وجود ميثاق عائلي يمكن الاحتكام إليه عند وجود نزاع وحوكمة فعالة لأعمال مجلس الإدارة وصلاحياتهم وأعمال الإدارة التنفيذية في تلك الشركات يمكن العمل بموجبها من ما نجد معه تداخل العديد من الأعمال والمهام التي تؤدي بشكل أو بآخر الى خلق النزاعات بين الشركاء الامر الذي يؤدي إلى تعطل أعمال الشركة وتوقف نموها .

ولأن من أهم وأولى خطوات الحوكمة الفعالة في الشركات العائلية هو فصل الملّاك عن الإدارة التنفيذية للشركة الأمر يضمن عدم تدخلهم بالأعمال التنفيذية بشكل أو بأخر مع احتفاظهم بحصصهم كملاك للشركة وأعضاء في مجلس الإدارة بمقاعد محدودة وتنحيهم عن الأعمال التنفيذية تمامًا ويأتي ذلك لمعالجة إشكالية تعدد أفرع العائلة بعد وفاة المؤسسين بما يزيد من احتمالية الخلافات نتيجة لتعدد الاراء والاشخاص  ومن أهم إيجابيات فصل الملاك عن الادارة التنفيذية أن بذلك يتم تحقيق مبدأ الحيادية والاستقلال ويتم تقليص مظاهر تعارض المصالح بين الشركاء في العائلة الواحدة بما يحقق العدالة والمساواة لجميع الشركاء في الشركات العائلية الأمر الذي يضمن معه استقرار أعمال تلك الشركات واستدامة نموّها .