الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
خلال العقود الماضية كانت المملكة العربية السعودية معتمدة على مورد واحد وهو النفط وهذا الاعتماد على النفط جعل مرونة الاقتصاد ضعيف، ولم تستغل بعض القطاعات الاقتصادية كالسياحة والتعدين وغيرها.
ولكن نريد أن نرجع للخلف قليلاً ونذكر حقائق عن النفط بأن المملكة استفادت كثيراً من أسعار النفط المرتفعة ونتيجة هذه الأسعار المرتفعة نهضة قطاعات اقتصادية كثيرة وأفادت جميع القطاعات المختلفة بشكل كبير؛ وهذه النهضة يرجع إلى الانفاق الحكومي الكبير داخل الاقتصاد المحلي، وهذه الرعاية الكبيرة من الحكومة جعل أغلب القطاعات الاقتصادية تعتمد على الحكومة فالقطاع العام أصبح هو المحرك الأساسي داخل الاقتصاد والقطاع النقطي هو المؤثر على الناتج وبسبب القطاع النفطي تأثرت نمو بعض القطاعات الاقتصادية مثل السياحة والتعدين والصناعة والخدمات اللوجستية وغيرها من القطاعات التي لها تأثير قوي في تنويع الاقتصاد.
وفي يوم 25 ابريل 2016 وبعد الانخفاض الشديد في أسعار النفط وتسجيل مستويات عالية من العجز في الميزانية تغير فكر المملكة العربية السعودية بشكل جذري، وأطلقت رؤية بعيدة المدى تعالج المشاكل الاقتصادية التي عانت منها المملكة طيلت عقود وعراب هذه الرؤية محمد بن سلمان الذي أحدث نقلة نوعية في التفكير الحكومي.
هذه الرؤية التي أطلقت يوم 25 من الشهر الرابع كانت بداية انطلاق القطار وقائد هذا القطار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- وركاب هذه القطار فهو نحن الشباب السعودي الذي أخذوا على عاتقهم بذل كل ما هو ممكن لتغيير الاقتصاد إلى الأفضل ورفع ترتيب اقتصادنا لجعل هذا الاقتصاد ينافس الدول المتقدمة.
وبعد أن أعطيت نبذه مختصرة سوف أعطي بعض من إنجازات رؤية 2030 ونبدأ في الناتج المحلي الإجمالي، لقد أحدثت رؤية 2030 نمو عالي في الناتج المحلي الإجمالي وخاصة غير النفطي ولقد وصل الناتج غير النفطي بما يقارب 50% من الناتج الكلي وهذا النمو العالي في الناتج يأتي من اهتمام الرؤية في تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط ورفع ترتيب الناتج إلى 15 من بين مجموعة العشرين.
أما القطاع الخاص اهتمت الرؤية بهذا القطاع وارتفع مساهمة القطاع الخاص من الناتج المحلي الإجمالي إلى 45% مقارنة بخط الأساس 40% وهذا الارتفاع يدل على المسار الصحيح التي تخطي فيها الرؤية لتنويع الاقتصاد وتهدف رؤية 2030 إلى مساهمة القطاع الخاص من الناتج المحلي الإجمالي إلى 65% بحلول عام 2030.
أما فيما يتعلق في الشباب والخريجين اهتمت رؤية 2030 في الشباب السعودي والخريجين ولهذا ركزت رؤية 2030 لخلق وظائف لهؤلاء الخريجين من أبنائها وبناتها ونتائج هذه الرؤية انخفض معدل البطالة إلى أدنى مستوى لها في التاريخ وصولاً إلى 7.7%.
أما فيما يتعلق المحتوى المحلي هدفت رؤية 2030 رفع نسبة المحتوى المحلي لزيادة نسبة الفائدة المضافة داخل الاقتصاد ونتائج هذه الخطة وصلت نسبة المحتوى المحلي من نفقات القطاعات غير النفطية إلى نحو 56%.
لقد ذكرت بعض من إنجازات رؤية 2030 خلال السنوات الماضية ولا يتسع المقال لذكر كل إنجازات الرؤية خلال الفترة الماضية، ولكن أود القول بأن يوم 25 ابريل علامة فارقة سوف تخلد في ذكريات السعوديين.
أخيراً أود القول بأن رؤية 2030 ما هي إلا البداية فالطموحات عالية والإمكانيات كبيرة والشباب السعودي طاقته عالية جداً يستطيعون بذل الجهد لرفع من مستوى اقتصادهم إلى المراتب الأولى في العالم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال