الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
وافق الخميس الماضي مرور ثمان سنوات على اطلاق رؤية 2030 التي اثبتت حيوية المجتمع السعودي الذي استوعب وعاش التجربة بدرجة عالية من التكيف مع التغيير والتطوير، واستجاب للسباق مع الزمن وهو عامل حاسم في النجاح وقطف الثمار التي نضجت الى اليوم من مستهدفات الرؤية وبرامج التحول.
للتكيف تعريفات اصطلاحية كثيرة، ولتكيف الانسان تعريف يرتبط بالقدرة، أي القدرة على التكيف الذي يقصد به “مدى مرونة الفرد في التفاعل مع حتمية التغيير”، وهي صفة مهمة في هذا الزمن المتسارع والمضطرب في آن واحد.
بإمعان النظر فيما تم خلال ثمان سنوات مع بعض التغيرات الجذرية نكتشف ان السعوديين والمقيمين نظاميا على ارضهم يرحبون بالتغيير ويستطيعون الى حد كبير تحقيق الأهداف منه لتعظيم الفائدة المرجوة من هذا التغيير، وان من يميلون منهم للتمسك بأوضاع معينة او أولئك الذي يخشون التغيير غيرت النتائج من كثير من قناعاتهم وانخرطوا – ولو متأخرا قليلا – في عجلة التغيير ومسيرة التطوير.
النجاح المتحقق الى الآن، والمراجعات التي تتم على ما لم ينجح او لم ينجح بالسرعة والجودة المطلوبة له قيمة اعلى تاريخيا لأنه يحدث في عالم يغلب عليه صعوبات كثيرة ليس اقلها عدم التكهن بالمستقبل، والاوبئة او الوباء الأكبر الذي كان، وبالطبع الظروف الجيوسياسية التي لا تهدأ في اكثر من مكان.
اتخذ قائد وعراب الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منحى التمكين على اكثر من صعيد، تمكين القطاعات الحكومية وزيادة فعاليتها ورشاقتها، وتمكين القطاعين الخاص وغير الربحي، والاهم تمكين الأفراد القادرين والمبادرين إلى تحمل مسؤوليات كبيرة وجديدة لأنه يعلم مستوى القدرة على التكيف لدى المجتمع ولدى الفرد.
لقد وضعت الرؤية الأسئلة الحرجة حول المجتمع والاقتصاد والثقافة، ثم وضعت الإجابات بعمق الفاهم، وشجاعة المبادر، وفضول الباحث عن البدائل الأفضل لصناعة المستقبل اتكاء على تجربة الماضي وبناء على القواعد الصحيحة الموجودة سلفا، او وضع قواعد جديدة للبدائل التي تفرضها المرحلة للوصول الى الأهداف.
امعان النظر فيما فعلناه يؤكد قدرتنا على التخلص مما يثقل عربة التغيير، وعلى الشغف بالتقدم والتطور مدفوعين بالتمكين ومستفيدين من خبراتنا المتنوعة، وقدرتنا المثبتة في تاريخنا الحديث على “التكيف”، القدرة التي نعرف انها ليست ثابتة ويمكننا دائما تحسينها.
حركت رؤية 2030 قدرتنا العظيمة على التفاعل مع التغيير بطرق مختلفة، التفاعل النابع من الإرادة والمبادرة الذاتية، وليكون مجموع “التفاعلات” هو هذا المجتمع الذي يعمل وينجح، يصيب ويخطئ، ويصوب عندما يخطئ، ولا يتوقف عن التعلم لأنه لا يتوقف عن العمل، ولا عن الطموح.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال