إثراء وقمة سينك للاتزان الرقمي: مواجهة التناقضات الرقمية

قام مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” بتنظيم قمة سينك للاتزان الرقمي هذا الاسبوع في مدينة الظهران، وهو الحدث الذي جمع نخبة من العلماء والباحثين والمهندسين والزوار من مختلف أنحاء العالم، تحت عنوان “مواجهة التناقضات الرقمية”.

وتهدف القمة إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، ومنها رفع الوعي بالعادات الرقمية السليمة، ومعالجة الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، وتعزيز حوار المختصين والخبراء والباحثين المحليين والدوليين في مجال الاتزان الرقمي، وتعزيز التعاون بين الجامعات والهيئات البحثية والمختصين في مجال التقنية، وكذلك توفير منصة لتبادل الخبرات والفهم المتبادل في مجال الاتزان الرقمي، خاصة مع تصاعد وتيرة استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي، وتقنيات الذكاء الاصطناعي وما نشأ عنها من تحديات اخلاقية وتقنية في المجتمعات.

وخلال القمة، كان هناك العديد من الجلسات الحوارية والنقاشات لتبادل الآراء المختلفة حول الاتزان الرقمي، وسبل مواجهة التناقضات الرقمية، واستعراض بعض الحلول والتوصيات التي قد تساعد في التغلب على التناقضات الرقمية في عالمنا اليوم.

ومن أبرز تحديات الاستخدام الرقمي المفرط، الوقت الطويل الذي يتم قضاؤه على الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي اليوم والذي يترتب عليه الكثير من المشكلات الصحية والاجتماعية والنفسية، وظاهرة السعي بكافة الطرق لزيادة أعداد المتابعين دون الاهتمام بالمحتوى الراقي، وكذلك ظاهرة التنمر الإلكتروني خاصة بين الأطفال في المدارس.

ومن التحديات الرقمية أيضا مخاطر الانتحال الرقمي بهدف سرقة المعلومات الشخصية أو البنكية وانتهاك خصوصية وأمن البيانات، والجرائم الإلكترونية التي تهدف إلى استغلال وابتزاز الأطفال والمراهقين، وكذلك مخاطر التجسس والاختراقات الالكترونية الأمنية، بالإضافة إلى الاستخدامات غير الأخلاقية لتقنيات وبرمجيات الذكاء الاصطناعي في تغيير الأصوات والوجوه، وتحديات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في الكثير من القطاعات كالتعليم والأبحاث العلمية، وغيرها من المخاطر الأخرى.

ولذلك، يعمل مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” على التوعية تجاه الاعتماد المفرط على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لدى أكثر من نصف سكان العالم، وتسعى “إثراء”، من خلال المختصين المحليين والدوليين، للدعوة إلى تحسين وتعزيز استخدامات التقنيات حول العالم، ومواجهة جميع التحديات من خلال تفعيل السياسات والتشريعات والقوانين المناسبة.

وأخيرا وليس أخرا، من المهم في عصر التحول الرقمي الذي نعيشه اليوم، تسليط الضوء على أهمية الاتزان بين تبني التكنولوجيا بهدف تعزيز الاقتصاد الرقمي وفي ذات الوقت، تحقيق جودة الحياة والصحة العقلية والنفسية للإنسان، حيث يعتبر هذا الاتزان أساسيا لضمان استفادة المجتمع من التكنولوجيا بشكل إيجابي ومستدام.