الركام الفضائي.. التحدي الكبير لسلامة رحلات الفضاء

يُعد الركام الفضائي من أهم المشكلات التي تواجه مجال الفضاء في الوقت الحالي، حيث أن كوكب الأرض يتحطم عليه يومياً كميات كبيرة من المعدات الفضائية المهترئة أو المنتهية الصلاحية. كما يُمكن لهذه المعدات التي يتم تركها في مدارات حول الأرض أو في فضاء الكون أن تصطدم بالمركبات الفضائية الأخرى، مما يشكل تهديدا مباشرا لسلامة رحلات الفضاء.

ويعود تاريخ الركام الفضائي إلى التاريخ الحديث، عندما بدأت الدول تُطلق رحلات فضائية متكررة ومعدات داعمة إلى المركبات الفضائية. ومع هذه الإطلاقات المتكررة على مدار الأرض، بدأ تجمع المعدات الفضائية المهترئة في فضاء الكون.

وفي القرن العشرين، ومع ازدياد عدد المركبات الفضائية، ازدادت أيضا كمية المعدات الفضائية المهترئة.  ومن المتوقع خلال الست سنوات القادمة، تزايد تلك الاعداد بشكل كبير.

ويخطط الخبراء لاعتماد انواع من الاستراتيجيات والتي يمكن استخدامها لتفكيك الركام الفضائي، ومنها التصادم المتعمد معها، أو تفكيكها وإعادة استخدامها في مشاريع فضائية جديدة، مما يساعد على التقليل من مخاطرها.

وتواجه المملكة، مثل العديد من الدول الأخرى، هذه التحديات الهامة في المجال الفضائي. ومن أجل مواجهة هذه التحديات، بدأت المملكة في اتخاذ خطوات عملية للتصدي لهذه المشكلة العالمية.

وفي هذا الصدد، نظمت وكالة الفضاء السعودية، أول مؤتمر دولي متخصص لها في هذا المجال بعنوان “الحطام الفضائي: تأمين مستقبل اقتصاد الفضاء العالمي”، في شهر فبراير 2024، حيث تمت إقامة هذا المؤتمر بالتعاون مع هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، وبالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي كشريك محتوى.

ومن أهم الأهداف التي تسعى لها المملكة، من خلال تلك الجهود، هو التوعية العامة، حيث تقوم المملكة بالعمل على توعية الجمهور بأهمية التحديات التي تواجه الفضاء الخارجي، بما في ذلك مشكلة الركام الفضائي، وضرورة التعاون الدولي للتصدي لهذه المشكلة.

ومن خلال التعاون الدولي، تدعم المملكة التعاون مع الدول الأخرى لتبادل المعرفة والتكنولوجيا والخبرات في مجال إدارة الركام الفضائي، بهدف تحقيق حلول شاملة وفعالة.

وهناك أيضا عامل البحث والتطوير والابتكار التقني، حيث تستثمر المملكة في البحث والتطوير لتطوير تقنيات جديدة وتكنولوجيا ذكية تساهم في تخفيف تأثير الركام الفضائي، مثل تطوير تقنيات لجمع الركام وإزالته من مدارات الأرض.

وبالإضافة إلى ذلك، تعمل المملكة على تعزيز تنظيم الفضاء الخارجي، من خلال الجهود الدولية لتطوير اتفاقيات وقوانين دولية تنظم استخدام الفضاء الخارجي وتقليل تكدس الركام الفضائي.

واخيرا وليس أخرا، فإن مشكلة الركام الفضائي تعتبر تحدي عالمي يتطلب تعاون دولي وجهود مشتركة للتصدي لها.   وتقوم المملكة بدور فعال في هذا الصدد، من خلال استثمارها في التعليم والبحث العلمي، وتعزيز التعاون الدولي، وتطوير التكنولوجيا، بهدف حماية الفضاء الخارجي وضمان استمرارية استكشافه واستخدامه للأجيال الحالية والمستقبلية.