الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تحكيم الأبحاث العلمية هو عملية تقييم من قبل خبراء أكاديميين في نفس مجال تخصص البحث، وذلك قبل نشره في المجلة العلمية المحكمة لضمان الجودة والمصداقية، وبعد التحكيم، إذا تم قبول البحث، يتم نشره في المجلة العلمية، وعملية التحكيم تشمل عدة خطوات، حيث يقوم الباحث بتقديم بحثه إلى المجلة المحكمة التي تختار مراجعين متخصصين ومحكمين في الموضوع والتخصص ولكل مجلة هيئة محكمين، حيث يقوم المراجعين والمحكمين بتقييم البحث من حيث الأصالة، والدقة العلمية، وأهمية المساهمة في المجال العلمي، ويمكن أن يوصي المراجعون والمحكمين بقبول البحث أو قبوله بتعديلات أو رفضه.
مما لا شك فيه أن تحكيم الأبحاث يضمن الجودة العلمية ويحافظ على مصداقية المعلومات، كما يساعد في تطوير المعرفة ويشجع على الابتكار والتقدم العلمي، وتحكيم الأبحاث يعزز التواصل العلمي بين طلاب العلم والأكاديميين والباحثين ويوفر بيئة خصبة لتبادل العلم والمعرفة والأفكار، وكذلك يساهم في ترشيح الأبحاث ذات الأهمية العالية للجمهور والمجتمع العلمي وعلى مستوى عالمي.
أن أهداف التحكيم ونشر الأبحاث في المجلات العلمية المحكمة يكمن في ضمان جودة الأبحاث العلمية، وتعزيز الشفافية والموضوعية في البحث العلمي، وتوفير بيئة خصبة للنقاش والحوار العلمي، وتشجيع التعاون بين الباحثين، والإسهام في التقدم العلمي والمعرفة في كافة المجالات العلمية، وتحديد الأبحاث ذات الأهمية والتأثير العلمي، ودعم التطوير المهني للباحثين، والمساعدة في توجيه السياسات البحثية وتمويل الأبحاث، وتعزيز الثقافة العلمية والتعليم المستمر، وتحفيز الإبداع والابتكار في مختلف المجالات والتخصصات العلمية، وتوفير مرجعية علمية للأجيال القادمة، وتعزيز التنافسية العلمية على المستوى العالمي.
المملكة العربية السعودية ليست دولة هامشية في العلوم والأبحاث وتتميز بالعديد من العلوم مثل العلوم البترولية والجيولوجية نظرا لكونها أحد أكبر منتجي النفط في العالم، فإن المملكة لديها العديد من التخصصات القوية والمتينة في العلوم المتعلقة بالبترول والجيولوجيا، وكذلك الكيمياء، والهندسة الكيميائية، ويتم توجيه البحوث في هذه المجالات نحو تطوير تقنيات تكرير النفط والبتروكيماويات، أيضا الطاقة المتجددة مع التركيز المتزايد على الاستدامة.
وتستثمر المملكة في الطاقة الشمسية وتقنيات الطاقة المتجددة الأخرى، وكذلك تشمل الأبحاث في الطب والعلوم الصحية، كما أن المملكة تتميز بتقنية المعلومات والاتصالات وهناك تطور ملحوظ وملموس في مجال البرمجيات وأمن المعلومات، والامن السيبراني، والذكاء الاصطناعي.
كما أن المملكة لها اهتماما كبيرا في علوم الفضاء ولديها طموحات كبيرة في مجال الفضاء وقد أطلقت أقماراً صناعية وتسعى لتطوير قطاعها الفضائي، كما أن العلوم الإنسانية والاجتماعية ما يميزها أيضا مثل الدراسات الإسلامية، حيث المملكة لديها مكانة مهمة في العلوم الإسلامية نظرا لوجود الحرمين الشريفين بها وتركز على علم الفقه، التفسير، والحديث، ومن العلوم الإنسانية والاجتماعية التاريخ والآثار، حيث تهتم المملكة بدراسة تاريخها الغني والحفاظ على آثارها وارثها الوطني، وكذلك من العلوم الإنسانية والاجتماعية علم الاقتصاد والإدارة في ظل التحول الاقتصادي الذي تشهده المملكة، وهناك تركيزا كبيرا على العلوم الاقتصادية والإدارية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية تشمل الدراسات في اللغة العربية، والشريعة الإسلامية، والتاريخ، والثقافة العربية والإسلامية، وتعتبر هذه المجالات مهمة للغاية في المملكة نظرا لمكانتها الدينية والثقافية وهناك العديد من العلوم التي تتميز به المملكة العربية السعودية.
والان سوف نقوم بالتطرق لمراتب العلم، وهذا متطلب في مقالنا من أجل السياق، وقمنا بترتيب مراتب العلم باجتهاد منا وبشكل يتقارب مع بعض المدارس التي أيضا قامت بتصنيف مراتب العلم، حيث نجد بأن مراتب العلم تمر بأربعة مراحل وهي كالتالي:
· مرتبة الحفظ وهي المرتبة الأولى من العلم وتعني حفظ المعلومات.
· مرتبة الفهم وهي المرتبة الثانية وتأتي بعد مرتبة الحفظ وتعني قدرة الفرد على استيعاب المعلومات وتفسيرها، وفهم ما تم حفظه.
· مرتبة التطبيق وهي المرتبة الثالثة من العلم وتشير إلى استخدام المعرفة في مواقف مختلفة بطريقة علمية وعملية، وتعني أننا نطبق ما حفظناه وفهمناه ويعتبر التطبيق من أعلى مراتب العلم.
· مرتبة النشر وهي المرتبة الرابعة وتعني مشاركة المعرفة مع الآخرين من خلال التعليم أو الكتابة أو أي وسائل أخرى لنشر العلم ، وتلعب المجلات العلمية المحكمة دورا كبيرا في نشر العلم وهذا هو محور مقالنا هذا الأسبوع، والنشر من أعلى مراتب العلم، والعلم في نشره من أجل خدمة البشرية وبما ينفع الدين ومن ثم المليك والوطن والعالم جميعا…
كل مرتبة من مراتب العلم تبنى على الأخرى وبشكل مترابط ومتكامل، حيث يعتبر الحفظ أساسيا للفهم، والفهم ضروري للتطبيق السليم، والتطبيق يمهد الطريق للنشر وتبادل المعرفة بشكل واسع، كما أننا نجد أن (العلم في تطبيقه ونشره)، والمجلات العلمية المحكمة تلعب دورا مهما في العديد من مراتب العلم التي ذكرنها في مقالنا هذا، خاصة في مرحلة النشر الذي هو من أهداف المجلات العلمية ومحل اهتمامنا في مقالنا هذا، فهي توفر بيئة خصبة لطلاب العلم وللعلماء والباحثين والاكاديميين لتحكيم ونشر نتائج أبحاثهم ومشاركتها مع المجتمع العلمي الأوسع، وهذا يتضمن عملية التقييم النقدي من قبل خبراء في المجال لضمان جودة وصحة البحوث المنشورة، ومساهمة المجلات العلمية المحكمة في مراتب العلم أنها تحفظ المعرفة العلمية وتوثقها بشكل يمكن الرجوع إليه والاستفادة منه كدراسات سابقة وغيره.
كما أن نشر الأبحاث العلمية في المجلات يساعد الآخرين على فهم المفاهيم الجديدة والتطورات في العديد من المجالات العلمية، والأبحاث المنشورة يمكن أن تلهم التطبيقات الجديدة في الصناعة أو العلوم الأخرى، والمجلات المحكمة هي الوسيلة الأساسية لنشر الأبحاث العلمية وتبادل المعرفة بين طلاب العلم والباحثين والأكاديميين والعلماء وعلى مستوى عالمي.
بهذا، تعزز المجلات العلمية المحكمة تقدم العلم والمعرفة وتساهم في تطوير العلم بشكل مستمر ومستدام، وجامعاتنا السعودية العريقة تقوم بدور حيوي في هذا السياق الهام من خلال مجلاتها العلمية المحكمة ومن خلال الجامعات نفسها، حيث توفر الدعم للباحثين والأساتذة، وتطوير معايير التحكيم العلمي، وإدارة المجلات العلمية الخاصة بها، وتشجيع النشر العلمي الدولي، وتعزيز التعاون البحثي الدولي، وتقديم الإرشادات الأكاديمية للطلاب الباحثين، والمساهمة في تطوير السياسات البحثية، والعمل على تطوير برامج الدراسات العليا التي تركز على البحث العلمي، والقيام بتقييم الأداء البحثي لأعضاء هيئة التدريس، والمساهمة في حماية الملكية الفكرية للأبحاث.
أخيرا: على مجلاتنا المحكمة أن تكون ذات تأثير عالي في المجال البحثي وعلى مستوى عالمي، ومراعاة معايير النشر والجودة العلمية للمجلات، والتركيز على النشر في مجلات تساهم في تقدم المعرفة وتوجهات البحث العلمي، وبناء شبكة علاقات مع الباحثين والمحررين في المجالات ذات الصلة، والحرص على تقديم بحوث تضيف قيمة حقيقية وتحل مشكلات مجتمعية، وتشجيع الطلاب والباحثين الشباب ودعمهم للنشر في المجلات العلمية بشكل مستمر وغير متقطع، وتوفير مخزون علمي ومعرفي للأجيال القادمة، واستخدام الشبكات الاجتماعية الأكاديمية لنشر ومناقشة الأبحاث العلمية المحكمة والمنشورة، كما أننا بحاجة ماسة لتأسيس مركز سعودي موحد ويكون قاعدة بيانات مرجعية للمجلات المحكمة والأبحاث العلمية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، ومسؤول عن تصنيف المجلات العلمية في الجامعات أو غير الجامعات وفق المعايير الدولية مثل “سكوبس”
دمتم بخير…
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال