الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يظل الاتصال بالجمهور احدى محددات الصورة الذهنية عن الجهات او الأشخاص الذين يقودونها او يمثلونها.
انتهت انتخابات الغرفة التجارية الصناعية في الرياض ولم تنته انتقادات الجمهور لبعض المرشحين وبعض الفائزين نتيجة انتهاجهم الإزعاج والإلحاح على الناس، كل الناس حتى أولئك الذين لا يملكون سجلات تجارية ممن يحق لهم التصويت.
ألغيت سجلي التجاري قبل اكثر من 15 سنة، كان لدي مكتبة صغيرة ما كادت تنجح حتى افتتح قريبا منها محل ” ابو ريالين ” ليكتب نهايتها بالممارسات التي تعرفون.
واصل اشخاص غرباء الاتصال بي ليلا ونهارا، لا يملكون اي مهارات تواصل، يسألون : انت فلان صاحب مكتبة كذا؟ فتظن لوهلة ان هناك مشكلة، ثم تكتشف انهم يمثلون احدى المجموعات المتنافسة.
يواصل اخرون الاتصال لتمثيل نفس المجموعة مما يعني انهم يعملون من بيوتهم ولا يوجد من ينسق بينهم، وبالطبع يعني اتصالهم بشخص ليس لديه سجل ان قاعدة بياناتهم مسلوقة او مسروقة من ارشيف قديم.
اكتشفت ان كثيرين غيري عانوا من هذه المشكلة، وان اقتحام هواتف الناس في الليل والنهار كان سمة بارزة للترويج لهذه المجموعة او تلك.
اكثر من مرشح اقتحموا بأنفسهم هواتفنا عبر تطبيق “الواتس ” بدون مقدمات او تعريف بأنفسهم، يرسلون دعاياتهم وروابطهم ويتيحون للمحتالين الدخول على الخط استغلالا للموسم او الفرصة السانحة لاختلاط الحابل بالنابل.
كان يفترض ان يركز المرشحون على تاريخهم الاقتصادي، على كونهم أنشأوا او طوروا مؤسسات ورثوها لتسهم في تنمية الصناعة او التجارة او اي من القطاعات الجديدة والمبتكرة البعيدة عن مسمى الغرفة.
ايضا شهدت هذه الانتخابات خطابات عفا عليه الزمن لا تتسق والمرحلة التنموية التي نعيشها في ظل رؤية 2030 ولا تتوافق مع التطورات الاجتماعية والثقافية التي أفرزتها هذه الرؤية او انبثقت ذاتيا من خلال المجتمع السعودي الذي اثبت قابليته الكبيرة للحداثة ومناكبة الأمم المتقدمة عبر الإبداع والابتكار التقني وصناعة الفرد المنتج.
للغرف التجارية اجمالا ولغرفة الرياض على وجه الخصوص تاريخ حافل وعريق حتى ولو اختلفنا مع بعض طرقها في التفاعل مع صغار التجار وخدمتهم، وهو تاريخ أسهم في صناعة التكامل بين القطاعين العام والخاص، ويفترض مع زيادة دور القطاع الخاص والتعويل عليه اكثر ان يكون الفكر الذي تدار به الغرفة أكثر تقدما وتطورا فهي تمثل مجتمع الأعمال اولا ، ثم هي تسهم في تحديد سمات الاقتصاد السعودي في المستقبل.
مبروك للفائزين، ونتمنى ان يكون بعض ما حصل او شاهدناه وسمعناه نتيجة الحماس الزائد او النصائح غير المهنية ممن يدعون الخبرة في الانتخابات او التواصل، وان يواصل المجلس الجديد بعد اكتماله بالتعيين العمل الذي بناه اجيال متعاقبة من الصناعيين والتجار، يواصلونه بخطاب اكثر موضوعية، وتواصل ” ثقيل ” ورزين يليق بحجم اقتصاد الرياض، وبحجم غرفتها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال