الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
شهدت الاجهزة المنزلية الذكية رواجاً كبيراً في السنوات الاخيرة وأصبح هناك سباق بين الشركات لتحويل منتجاتها الى منتجات ذكية أو حتى تصنيع أجهزة ذكية جديدة على الاسواق. يعتبر التلفزيون الذكي من أشهر الامثلة للأجهزة المنزلية التي توظف التقنية بشكل أكبر من السابق وتقدم عدد من المزايا للمستخدمين وتجعل تجربة مشاهدة التلفزيون أكثر راحة وإمتاعاً. كثير الشركات المصنعة لهذه الاجهزة توقفت عن إنتاج أجهزة تقليدية وأصبح خط الانتاج محصوراً على الاجهزة الذكية.
لم يعد الامر كما السابق الامر محصوراً على ما تعرضه القنوات، بل يمكن للشخص على اريكته متابعة ما يريد من البرامج والافلام بغرض النظر عن وقت عرضها في القنوات. كما أصبح من السهل مزامنة ما يعرض على الهاتف المحمول على التلفزيون وبشكل سهل جداً.
تعبر قابلية الاتصال بالأنترنت هي أهم ميزة للأجهزة التلفزيون الذكية حيث يمكن مشاهدة مقاطع الفيديو المختلفة على الشاشة وبشكل اوضح بالمقارنة مع أجهزة الكومبيوتر التقليدية مع امكانية التحكم بها بسهولة.
مع هذا التطور ظهرت ساحة اخرى للتنافس بين شركات التطبيقات الخاصة بهذه التلفزيونات سواء تطبيقات اخبارية او تخص الالعاب كما تطورت خدمات الترجمة في الافلام بشكل كبير. التلفزيون الذكي تعددت ادواره، حيث يمكن استخدامه كجهاز للتحكم في الاجهزة المنزلية من خلال ربطه بكافة الاجهزة وتوجيه الاوامر الصوتية بشكل مباشر دون مغادرة الفرد مكانه مثل فتح الابواب واغلاق الستائر مراقبة الاطفال في الحديقة.
على الرغم من هذه المزايا التي توفره الراحة والمتعة للأفراد في منازلهم، إلا إن الامر يحتوي على عدد من المخاطر ولعل أهمها انتهاك خصوصية الافراد وحماية بياناتهم. فالتلفزيون الذكي يعرف الكثير عنا من خلال تقنية تدعى “أي سي آر” أو “التمييز التلقائي للمحتوى”، يعرف ماذا نشاهد وماذا نفضل؟ كم عدد الساعات التي نقضيها أمام التلفزيون والقنوات المفضلة؟ متى نعود للمنزل؟
اتصال الجهاز بالأجهزة المنزلية الاخرى يعني إمكانية الوصول لمعلومات كثيرة عنا ولو بشكل غير مباشر، بعض الشركات تقوم بتسجيل سلوكيات المستخدمين دون توضيح ذلك بشكل صريح. بعض التلفزيونات تحتوي على ميكروفون وكاميرا مدمجة وهذا قد يشكل خطراً كبيراً على مستخدمين من خلال تسجيل محادثاتهم أو مقاطع فيديوية لهم ويمكن أن تستخدم لأغراض مختلفة وبعضها قد يتم بيعها لشركات تسويقية.
وفي وقت سابق كشفت دراسات من جهات اكاديمية وكذلك مؤسسات لحماية المستهلك عن أن بعض التلفزيونات الذكية ومن شركات معروفة تنقل بيانات حساسة للمستخدمين لشركات اخرى والخطير في الامر أن بعض البيانات يتم جمعها، حتى لو لم يكن المستخدم مشتركاً في خدمات هذه الشركات. فمثلا قد يتم مشاركة معلومات عن الجهاز نفسه وما يفضله من برامج لتوجيه اعلانات مخصصة لهذا الفرد. كما من الممكن اختراق قواعد بيانات الشركات التي تقوم بجمع هذه البيانات وبالتالي قد يتم الكشف عن معلومات خاصة وحساسة لدى الافراد.
على الرغم من هذه المخاطر المهددة للخصوصية، الا اننا لا نشجع على التخلص من هذه الأجهزة أو عدم اقتناء عن هذا النوع منها، بل على العكس تماماً هناك العديد من المزايا الجيدة التي من الممكن الاستفادة منها كما أنه هناك أجهزة قد تكون أخطر من التلفزيونات ومن أهمها الهاتف الذكي في جيب كل واحد منا. ما ندعو إليه هنا ضرورة أن نكون مدركين ومطلعين على هذه المخاطر المحتملة تجاه المستخدمين والقيام ما يجب علينا القيام به لتقليل هذه المخاطر. فمن الضروري الاطلاع على التوصيات والمقترحات من الشركات المصنعة لهذه الاجهزة مثل تحديث التطبيقات وكذلك التدقيق في حال وجود أي تغيير بنوعية البرامج التلفزيونية التي اختارها المستخدم، هل تم تعديل قوائم الافلام والاخبار المفضلة على سبيل المثال. كذلك من الضرورة قراءة اتفاقية المستخدم والشروط والاحكام عند تحميل التطبيقات المختلفة وعدم اعطاء الموافقة بشكل اعمى لا طلب من هذه التطبيقات. كثير من المستخدمين هو يعطي الاذن للشركات بجمع معلومات عنه دون أن يدرك ذلك.
من النقاط المهمة التي قد تغيب عن كثير من المستخدمين هو انه عند الرغبة في التخلص من التلفزيون، قد يتم التخلص منه من خلال بيعه أو اعطاءه لشخص اخر دون حذف البيانات الشخصية، هنا من الضروري أن يتم حذف البيانات الشخصية وإعادة ضبط الجهاز إلى اعدادات المصنع.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال