الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تسعى المملكة العربية السعودية إلى أن تصبح مركزًا رئيسيًا لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، ضمن خطتها للبحث عن طرق جديدة لتنويع اقتصادها وتطوير صناعة السيارات المحلية، وأطلقت برنامج تمكين الاستكشاف التعديني إلى تعزيز أعمال الاستكشاف، وتعظيم القيمة المتحققة من قطاع التعدين، في إطار الجهود الهادفة إلى تعزيز وتطوير قطاع التعدين وتحويله إلى الركيزة الثالثة للصناعات الوطنية؛ تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
يدخل الليثيوم في كثير من المجالات الصناعية والطبية، كما يستخدم أملاحه وأكاسيده في الكثير من الأمور التي نتعامل معها يومياً.
يعتبر الليثيوم مكون أساسي في صناعة السيراميك والزجاج، وفي مجال الكهرباء والإلكترونيات، وتخليص بقع الزيت الموجودة على الملابس، ويدخل الليثيوم في التعدين كونه عنصرا ً أساسياً في صناعة الكثير من المعادن المستعملة في الصناعات، وتستخدم مركبات الليثيوم في صناعة الألعاب النارية، ويلعب الليثيوم دورا ً كبيرا ً في حماية الطبيعة من التلوث، ولليثيوم استعمالات في مجال الصناعات الحربية والمجال النووي
تتصدر بعض الدول في احتياطات الذهب الأبيض في العالم مثل تشيلي والأرجنتين وبوليفيا، فقد رجّحت تقارير عالمية احتمالية أن تشهد أميركا الجنوبية صراعاً جيوسياسياً على الليثيوم، في ظل التحول الأخضر وزيادة إنتاج السيارات الكهربائية.
بلغ إجمالي احتياطات الليثيوم في العالم نحو 28 مليون طن متري في 2023، وفقاً لبيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، وتحتل تشيلي الصدارة بنحو 9.3 مليون طن متر، وقدرت تحليلات ستاتيستا وصول سوق الليثيوم العالمية إلى 19 مليار دولار بحلول 2030، كما توقعت شركة ماكينزي آند كومباني ارتفاع الطلب على الليثيوم إلى نحو أربعة ملايين طن متري في العام ذاته، ما يكفي لحاجة الصناعة المزدهرة، فضلاً عن دعمه الخطط العالمية لحماية البيئة، وتقليل البصمة الكربونية.
ارتفع الطلب على الليثيوم في السنوات الأخيرة بالتوازي مع اتجاه مصانع السيارات لتصنيع المركبات الكهربائية، بعد أن أعلنت دول عديدة، مثل المملكة المتحدة والسويد وهولندا وفرنسا والنرويج وكندا، اعتزامها منع بيع السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي. وأشار تقرير للبنك الدولي إلى ضرورة مضاعفة إنتاج الليثيوم بنحو خمس مرات لتحقيق أهداف القضاء على الانبعاثات العالمية بحلول 2050.
بذلت السعودية جهودا في مجال المركبات الكهربائية، من إنشاء علامتها التجارية “سير” وتأسيس مصنع للمعادن الخاصة بالمركبات الكهربائية، واستهداف صندوق الاستثمارات لإنتاج 500 ألف سيارة كهربائية سنوياً، وسعي أرامكوا لإستخراج الليفيوم من المياه المالحة في حقولها النفطية، وكذلك جهود شركة معادن من إستخراج اليثيوم من المياه المالحة.
الليثيوم سينقل المملكة العربية السعودية إلى منافس في سوق السيارات الكهربائية، وقد بدأت المملكة عبر ثرواتها التعدينية التي تقدر بحوالي 4.9 تريليونات ريال في الدخول كمنافس رئيس في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية عبر اجتذاب عمال لمناجم الليثيوم وصانعي البطاريات لتتمكن بذلك من أخذ حصة من سلسلة توريد السيارات الكهربائية.
وفي أكتوبر من العام الماضي، أعلنت شركة التعدين السعودية “معادن” مشروعًا تجريبيًا لاستخراج الليثيوم من مياه البحر، بالتعاون مع صندوق مشروعات الابتكار في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.
وتحتوي مياه البحر على تركيزات منخفضة من المعدن، وتحتاج إلى كميات كبيرة من الطاقة لتحقيق أقصى قدر من الاستخراج.
وقد لا يمثّل ذلك مشكلة في المملكة العربية السعودية الغنية بالطاقة، ولكن المصدر الأكثر ربحية للليثيوم يمكن أن يكون الماء المالح المستعمل لإزالة النفط الخام من آبار النفط القديمة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال