الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الاستشعار يمكن القول أنه علم حديث نسبياً ومحل اهتمام كبير من قبل مراكز الابتكار والأبحاث والدراسات المتقدمة والاستراتيجية، وعلم الاستشعار يتناول دراسة واستخدام أجهزة وتقنيات الاستشعار الذكية المختلفة لجمع وتحليل البيانات من البيئة المحيطة، ويمكن أن يشمل ذلك ( الاستشعار عن بعد ) مثل استخدام الأقمار الصناعية والطائرات لجمع المعلومات عن سطح الأرض من الفضاء، وكذلك الاستشعار الحيوي الذي يستخدم لقياس وتحليل الإشارات البيولوجية. حيث الاستشعار هو مفهوماً حديثاً نسبياً في كافة العلوم، وليس محصوراً فقط على علم الإدارة والقيادة، وهو القدرة على جمع وتحليل البيانات والمعلومات من البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة لأن الاستشعار يعتمد في الدرجة الأولى على البيانات والمعلومات وتحليلها (علم المعلومات) وهذا يشمل متابعة المتغيرات والمستجدات في الاسواق المحلية، والدولية، والعالمية، والتكنولوجيا، وكذلك السياسات، وحتى الاتجاهات الاجتماعية.
والقادة والمديرون في المنظمات اليوم يمتلكون مهارات استشعار قوية تمكنهم من التنبؤ بالتحديات والفرص المستقبلية واتخاذ قرارات استراتيجية مستنيرة مبنية على بيانات ومعلومات دقيقة وكذلك حديثة، حيث الاستشعار يساعد في فهم احتياجات العملاء وتوقعاتهم الحالية والمستقبلية، والتعرف على المنافسين وتحليل استراتيجياتهم وسلوكهم داخل الأسواق، والتكيف مع المتغيرات والمستجدات في البيئة المحيطة بشكل سريع وبكفاءة وفاعلية.
وسوف نأخذ امثلة على الاستشعار؛ عندما نضع اليد تحت صنبور الماء يتدفق الماء تلقائياً باستشعار اليد دون تشغيل الصنبور، أيضا عندما تجف الأرض تحت النبات يعمل سقي النبات تلقائيا ويتدفق الماء باستشعار جفاف الأرض، أيضا عندما يدخل الشخص إلى الغرفة تتم أضاءه مصابيح الغرفة تلقائياً باستشعار الشخص عند دخوله الغرفة، أيضا نظام “ساهر” في رصد المخالفات يعتمد على نظام الاستشعار، وتقنيات الذكاء الاصطناعي سوف تساهم مساهمة كبيرة في عمليات الاستشعار وسوف تسرع من عمليات الاستشعار في العديد من العلوم الطبية والاقتصادية والاجتماعية ، والمدن الذكية يتم بناءها على نظام الاستشعار والامثلة كثيرة وعديدة على ذلك.
طبعا كل عمليات الاستشعار من المفترض ترفع من الكفاءة الإنتاجية، وهنا تكمن علاقة الاستشعار مع الكفاءة والعلاقة بينهما، والاستشعار يعد مفهوماً حديثاً نسبياً في الإدارة والقيادة وأصبح ينال اهتماما كبيراً وواسعاً في العلوم الإدارية والقيادة، وفي كافة العلوم الأخرى مع ربطه بالكفاءة الإنتاجية نظراً لأهميته.
اما الكفاءة في الإدارة والقيادة فهي القدرة على تحقيق المستهدفات باستخدام الموارد المتاحة بأكثر الطرق فعالية وكفاءة، وهذا يشمل إدارة الوقت، والتخطيط المالي الكفء والفعال، والموارد البشرية بطريقة تضمن تحقيق الأهداف بأقل تكلفة وجهد ممكن، ومما لا شك فيه القادة والمديرون يركزون اليوم على تحسين العمليات الإنتاجية الداخلية، وتحفيز الموظفين كمنظور قيادي، واستخدام التكنولوجيا لتحسين الأداء، والكفاءة تساعد في زيادة الإنتاجية، وتقليل الهدر، والمساهمة في الترشيد، وتحسين جودة المنتجات والخدمات، وتحقيق رضا العملاء والموظفين، وزيادة وتعظيم الربحية، وبالتالي الاستشعار والكفاءة هما عنصران أساسيان متلازمان لتحقيق النجاح والاستدامة في أي منظمة كانت، والعلاقة متلازمة، والارتباط بينهما وثيقاً.
لا شك أن الاستشعار والكفاءة من منظور الإدارة والقيادة تشمل عدة جوانب مهمة، منها تحسين اتخاذ القرار، حيث يساعد الاستشعار في جمع البيانات والمعلومات الضرورية التي تسهم في اتخاذ قرارات مستنيرة ومدروسة مسبقاً، وهذا يساهم في زيادة الإنتاجية من خلال تحسين الكفاءة الانتاجية، ويمكن الإدارة من تحقيق مستويات أعلى من الإنتاجية، وباستخدام نفس الموارد أو حتى أقل منها، ويمكن للاستشعار المستمر والمستدام مساعدة القيادة في التكيف بسرعة مع التغيرات والمستجدات في الاسواق المحلية والدولية أو بالبيئة المحيطة، واتخاذ القرارات الاستباقية الرشيدة.
هذا يضمن بقاء المنظمة مرنة وقادرة على المنافسة وبكل سهولة، ومن خلال تحسين الكفاءة، يمكن تحقيق مستويات أعلى من الجودة في المنتجات أو الخدمات المقدمة للعملاء، وبالتالي يزيد من رضا العملاء وكذلك الموظفين في نفس الوقت، وهذا يساعد من عملية التركيز على الكفاءة في تقليل الهدر والاستخدام الأمثل للموارد، مما يساهم في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية، ويمكن للاستشعار المستمر والمستدام عن التغيرات والفرص الجديدة أن يدفع القيادة نحو الابتكار والإبداع وتطوير منتجات وخدمات جديدة بأقل تكاليف ووقت ممكن وجهود مبذولة، وبالتالي الاستشعار والكفاءة هما عنصران أساسيان متلازمان لتحقيق النجاح المستدام في الإدارة والقيادة.
ان علم الاستشعار هو مفهوماً حديثاً نسبياً، وتطور بشكل كبير مع التقدم التكنولوجي، حيث في الماضي القريب كانت المعلومات تجمع بطرق تقليدية وبطيئة، ولكن مع ظهور التكنولوجيا الحديثة مثل الإنترنت، وأجهزة الاستشعار الذكية، وتحليل البيانات الضخمة، أصبح من الممكن جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة ودقة أكبر، وهذا ساهم في الرفع من الكفاءة الإنتاجية بأقل تكلفة، والاستشعار الآن يشمل استخدام تقنيات حديثة مثل إنترنت الأشياء (IoT)، والذكاء الاصطناعي (AI)، والتعلم الآلي (ML)، مما يتيح للمؤسسات مراقبة وتحليل البيئة المحيطة بها بشكل مستمر واتخاذ قرارات مبنية على بيانات واقعية وحديثة بكل كفاءة وفاعلية.
وكمثال حديث على عمليات الاستشعار باستخدام الذكاء الاصطناعي وبناء على ما ذكرنا أعلاه نأخذ مثال على ما كشفت عنه حديثاً الدكتورة خلود المانع الخبيرة السعودية في تقنيات الذكاء الاصطناعي والسفيرة بالأمم المتحدة، والتي كشفت مؤخرا من ضمن أحد اكتشافاتها وانجازاتها في علم وتقنية الاستشعار عن تفاصيل قميص رياضي ذكي يستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل حالة اللاعبين.
وفي مقابلة لها مع برنامج “يا هلا” أوضحت الخبيرة المانع: ” أن القميص الرياضي الذكي، المعروف بـ “E-shirt”، يستخدم أجهزة الإنترنت المتصلة (IoT) لقياس البيانات الحيوية للاعبين، مثل معدل ضربات القلب وتنفس اللاعب ومستوى الإجهاد وضغط الدم وغيرها، وتقوم هذه الأجهزة بتحليل الإشارات الحيوية بدقة تصل إلى 98%.
واشارت المانع الى أن هذه الأجهزة تعمل على إرسال البيانات المحصلة إلى تطبيق يسمى “Super App”، والذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتقديم توصيات للمدرب، ويمكن للتطبيق تقديم تنبيهات للمدرب بشأن اللاعبين الذين يحتاجون إلى استبدالهم بلاعبين آخرين بناءً على تقييم حالتهم الحيوية، وبفضل هذه التقنية، يمكن للمدرب أن يتخذ قرارات مستنيرة بشأن التبديلات في فريقه” وهذا الاكتشاف الذي قامت به المانع يعتمد على عمليات الاستشعار المتقدم والحديث.
وبالعودة إلى الكفاءة في الإدارة والقيادة فأن الكفاءة ليس مفهوماً حديثاً، بل هو قديماً منذ القدم ويعود إلى بدايات علم الإدارة، ومع ذلك تطورت نظريات الكفاءة وتعمقت مع مرور الزمن وتقدم الأبحاث والدراسات في مجال الإدارة والقيادة، حيث في البداية كانت الكفاءة تعتبر ببساطة القدرة على تحقيق الأهداف بأقل تكلفة ممكنة، ومع تطور النظريات الإدارية مثل نظرية الإدارة العلمية لفريدريك تايلور في أوائل القرن العشرين، تم التركيز بشكل أكبر على تحسين العمليات وزيادة الكفاءة الإنتاجية.
وفي العقود الأخيرة، توسع مفهوم الكفاءة، حيث شمل جوانب حيوية أخرى مثل الكفاءة في استخدام الموارد البشرية، والتقليل من الهدر، والترشيد، والقدرة على التكيف مع المتغيرات والمستجدات بشكل سريع، وأيضا رفع من الكفاءة في التواصل بين الإدارات والاقسام وعزز العمل التشاركي، واتخاذ القرارات المستنيرة، ونستنتج أن مفهوم الكفاءة قديم، ولكنه تطور بشكل كبير مع الزمن.
وفي الختام يمكن لنا القول مع حداثة مفهوم الاستشعار النسبي والذي يوحي بأن له مستقبلا كبيرا وواعداً، وأيضا اقدمية الكفاءة الا هناك علاقة وارتباطاً وثيقاً بينهما في المساهمة في تقليل تكاليف الإنتاج، وتنظيم الموارد، وتعظيم الأرباح، وتسريع المستهدفات، ولهذا أصبح الاهتمام بالاستشعار واسعاً وعلى مستوى محلي بوجه خاص، وعالمي بوجه عام في ظل الثورة المتجددة في ثورة صناعية رابعة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا، والآلات، والروبوتات، والأتمتة، ونحن في بداية طريقاً متقدماً.
ويتوقع أن تشاهد المملكة العربية السعودية تقدماً كبيراً وعلى مستوى العالم في نظام وعملية الاستشعار لان البيئة محفزة ومشجعة، والمستقبل مشرقاً وواعدا بكوادرنا الاكفاء الواعدين والمسخرين للعمل بكل كفاءة وفاعلية من خلال استغلال الموارد المعلوماتية وبل جميع الموارد وبكل صورها واشكالها وبصورة مثلى نموذجا رائداً يحتذى به على مستوى محلي، واقليمي، ودولي، وبالتالي عالمي في كافة الاصعدة والميادين، وبالابتكار المعزز بمنظوره الاستراتيجي…
اشراقة:
في عالم الإدارة والقيادة الحديثة، يعد الاستشعار والكفاءة أدوات أساسية لتحقيق النجاح والتميز والابتكار، من خلال تبني الفكر الحيوي، والطموح، والمتجدد، والمتقدم، يمكن للقادة والمديرين اليوم استشراف المستقبل، واتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على تحليل دقيق للبيانات والمعلومات، مما يضمن استدامة النمو والتطور في بيئات العمل المتغيرة…
إنه تحول جديد وأضح وجلي ومتجدد يحمل في طياته الحيوية والطموح والازدهار، والأمل والتفاؤل، وينير دروب المستقبل ويفتح آفاقاً جديدة نحو مسارات واعده، وبكم ومعكم واليكم لبناء المستقبل من الماضي المجيد، ومن معطيات الماضي والحاضر التليد نرسم بدائل المستقبل الجميل.
لنمضي قدما فالمستقبل أمامنا مشرقا وواعدا بحيوية، وطموح، وازدهار، وتفاؤُلاً نحو المستقبل ونحو افاق وأعده ومستقبل مشرق.
دمتم بخير…
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال