البنوك الرقمية تستحوذ على شريحة الأفراد

خلال السنوات السابقة كانت ومازالت “الاتصالات السعودية” تمتلك النسبة الأكبر من الحصة السوقية في المملكة فيما تأتي بعد ذلك “موبايلي” السعودية و “زين” السعودية. مازال قطاع الاتصالات بالمملكة ذو منافسة محدودة جداً، حتى أصبح خيار الإمتداد والتوسع القطاعي فرصه مناسبة لإستغلالها والدخول فيها عندما بدأت شركات الاتصالات عام 2018 إطلاق خدمات الدفع من خلال STCPay و MobilyPay و بتقديم عروض جاذبة للعميل في بداية إنطلاق الخدمة مثل الخصومات المتنوعة والكاش باك.

اليوم بدأ توجه قطاع الاتصالات بشكل صريح للدخول إلى القطاع البنكي من خلال البنوك الرقمية تحت مظلة البنك السعودي المركزي وهو احد اهم التوجهات الحاصلة في تحقيق رؤية 2030.

 كانت بداية هذا التحول قبل ما يقارب الشهرين عندما بدأت الدعوات تصل لمستخدمي STCPay لتجربة STCBank. يبدو إن التوجه والإستهداف الأكبر سيكون للأفراد حتى الوصول إلى مرحلة فصل عملاء الأفراد والشركات او المؤسسات من حيث مقدم الخدمة.

لذلك سيكون استخدام البنك الرقمي أكثر مرونة وسهولة للمستخدم مع الحفاظ التام على الخصوصية وحماية المعلومات على العكس بالنسبة للحساب الخاص بالشركات او المؤسسات والذي يتطلب عدد من التفاويض والموافقات لتنفيذ العمليات ومراجعة الحسابات. 

التحدي القادم للبنوك الكبيرة هو الاختيار بين فصل وتطوير الخدمات المقدمة للأفراد على المدى البعيد لتكون بمستوى البنوك الرقمية تفادياً لخسارة حصتها السوقية من العملاء.

من ناحية أخرى الشركات الاستثمارية قد تبدأ تواجه قريبا نفس المعضلة خصوصاً عندما بدأت شركات التقنية المالية الظهور في السنوات الأخير وتوفير عدد من أدوات الدين المناسبة للأفراد من حيث سهولة الاشتراك والاسترداد دون المرور بتعقيدات وصعوبة الاشتراكات في الشركات الاستثمارية الكبرى.

كلاً من البنوك الرقمية وشركات التقنية المالية تمكنت من الاستفادة وخلق فرص للنجاح وتحقيق أهدافها والوصول إلى شريحة كبيرة من العملاء والتي متوقع أن تتنامى في المستقبل ليكون المستفيد الأكبر في هذه الحالة هو الفرد الذي سيكون لديه الخيارات المتعددة بالإضافة إلى الحكومات والتي ستحققا لها الفائدة المرجوة من إيجاد الحلول المناسبة لتتبع العمليات المالية داخل الدولة لتسهم بدورها من تقليل المخالفات والانتهاكات القانونية المحلية والدولية.