أسباب التباطؤ في نمو تطبيقات إنترنت الأشياء

شهد انتشار إنترنت الأشياء نمواً أقل من المتوقع في السنوات الماضية على عكس توقعات الكثير من المختصين خصوصا مع الانتشار المتسارع والانتعاش خلال فترة جائحة كورونا. لا يمكن أن ننكر أنه ظهرت العديد من التطبيقات والاجهزة وفي مجالات مختلفة سواء على مستوى المنازل أو القطاع الصناعي أو الصحي والزراعي والمدن الذكية، لكن من يتابع المشهد لا يستغرب ذلك في ظل تسيد الذكاء الاصطناعي للمشهد التقني بامتياز خلال السنوات والاستثمارات الضخمة التي تم توجيهها له من قبل الحكومات والشركات على مستوى العالم. لا يمكن إلقاء اللوم على الذكاء الاصطناعي والذي هو بالأصل أحد أهم الممكنات المهمة والمكملة لإنترنت الأشياء. لكن هناك بعض الاسباب التي لا يمكن إنكارها وبرأي الشخصي أن هذا الامر متوقع ونشهده مع ظهور كل تقنية والتي تحتاج دورة تطور معنية حتى تصل لمرحة النضوج ومن أهمها:

القلق بخصوص أمن وخصوصية البيانات بحكم العدد الكبير من هذه الاجهزة ومم يعني صعوبة إدارتها وايضا تزايد الهجمات السيبرانية ضدها، كذلك انه هذه الاجهزة من حولنا مثل الكاميرات والتلفزيونات والابواب والتي تجمع بيانات مختلفة وكثيرة عنا وبالتالي فإن اي حالة اختراق قد تعني تهديد لخصوصيتنا.

الحاجة لمزيد من المعايير العالمية فحتى الان لازال هناك حاجة للتوافق العالمي خصوصا في بروتوكولات التواصل صيغ نقل البيانات وهذا تسبب في بعض الصعوبات في تكامل بعض الاجهزة مع بعض المنصات وهذا تسبب في بعض التعقيدات مما يجعل الامر في الربط بين الاجهزة خصوصا إذا كانت من مصنعين مختلفين مع الاشارة لوجود جهود من قبل الشركات التقنية مثل ما حصل في برتوكول Matter.

إدارة وتحليل البيانات: من أهم ما تتميز به أجهزة إنترنت الأشياء الحجم الضخم من البيانات التي يتم جمعها من البيئة المحيطة بهذه الاجهزة وتعتبر من أهم عوامل القوة في شبكات إنترنت الأشياء، لكن هذه العملية سواء جمع أو تحليل او معالجة البيانات عملية معقدة وتتطلب قدرات ومهارات سواء على مستوى القدرات البشرية أو حتى الاجهزة والبرمجيات.

قابلية التوسع والتعقيد في شبكات إنترنت الأشياء بحكم إنها كبيرة الحجم سواء من ناحية الاجهزة أو البيانات كما تتميز بقابلية التوسع والزيادة في عدد الاجهزة والبوابات والمنصات، لذا فالتعامل مع هذا العدد الكبير والتعامل مع التوسع المستمر يعتبر تحدياً للكثيرين وقد يجعل البعض يتردد في تنبي تطبيقات إنترنت الأشياء.

التشريعات واللوائح التنظيمية وهذا قضية لازالت في مراحلها الاولى على مستوى العالم لدرجة أنه بعض الدول لاتزال بدون لوائح منظمة خصوصا فيما يتعلق بأمن وخصوصية البيانات وطريقة التعامل معها. كما ان حتى الدول التي لديها أنظمة وتشريعات ويعتبر الامتثال لها أمراً مكلفاً ولا يخلو من التعقيد.

– توفير الاتصال والبنية التحتية المناسبة: الاتصال بالإنترنت ضروري جدا لعمل الاجهزة وتمكينها من التواصل وتبادل البيانات معاً، فتطبيقات إنترنت الأشياء تتطلب وجود اتصال موثوق لضمان عملها بكفاءة عالية لكن كثيراً من المناطق قد لا يتوفر فيها تغطية لشبكة الانترنت مما يمنع تبني مثل هذه التطبيقات خصوصا التطبيقات خارج المدن الرئيسية.

وعلى الرغم من هذه الاسباب المذكورة اعلاه، إلا انه من المتوقع أن يستمر النمو في التطبيقات خصوصاً مع الثورة العالمية في الذكاء الاصطناعي وكذلك الارتفاع في مستوى الوعي بفوائد والمخاطر المحتملة مع تبني إنترنت الأشياء والانخفاض المتواصل في أسعار الاجهزة.