التطبيقات الذكية والرعاية الصحية: كيف تقلل من المخاطر؟

تعزيز الرعاية الصحية، ورفع جودة الخدمات الصحية في المملكة، هو أحد مستهدفات رؤية 2030.  ومع تقدم التقنية في جميع مجالات الحياة، شهدت الرعاية الصحية تطورات كبيرة أيضا حيث أصبحت التقنية والرعاية الصحية مترابطتين بشكل كبير، بهدف تحسين نوعية الخدمات ورفع جودة الرعاية الصحية.

وأصبحت التطبيقات الذكية جزء من الحياة اليومية في العديد من المجالات، ومنها الرعاية الصحية، وأصبح لها دور كبير في نشر الوعي الصحي وتعزيز الرعاية الصحية، وذلك لأن هذه التطبيقات توفر مجموعة واسعة من الخدمات الصحية المختلفة، والتي تعمل على سرعة الوصول إلى المعلومات الصحية وتوفير أدوات لمساعدة الأفراد في متابعة صحتهم الشخصية وتحفيزهم على اتخاذ خطوات إيجابية نحو تحسين جودة حياتهم الصحية.

وحين نتحدث عن تقليل المخاطر، تساعد التطبيقات الذكية على تشخيص المرضى بشكل أكثر دقة، ما يقلل من المخاطر المرتبطة بالتأخير في التشخيص.  كما تتيح للمرضى مراقبة مستمرة لحالتهم الصحية، ما يقلل من المخاطر المرتبطة بالتجاوز أو نسيان العلاج.  وذلك بالإضافة إلى ارتباط تلك التطبيقات بالعلاج عن بعد أو ما يعرف بمفهوم Telemedicine مما يقلل من المخاطر المرتبطة بالتعامل مع الأجهزة الطبية وأماكن تزاحم المرضى، وبالتالي يقلل من نسبة الإصابة بالفيروسات.

وبعض الأمثلة لهذه التطبيقات الذكية الصحية هي الاستشارات الطبية عبر الإنترنت، والحجوزات الطبية، وكذلك تتبع النتائج والشهادات الصحية، والتذكير بالأدوية، وقياس اللياقة البدنية والعلامات الحيوية، مثل ضغط الدم ومستويات السكر ومعدل ضربات القلب، عند ارتداء المرضى للأجهزة الذكية أو ما يعُرف بمصطلح Wearable Devices  وكذلك التمكن من مراقبة حالة الأمراض المزمنة، وغيرها من الأمثلة الأخرى لتلك التطبيقات.

وقد سهلت هذه التطبيقات الذكية الصحية من تجربة المرضى، من خلال تسهيل إجراءات حجز المواعيد في المستشفيات والعيادات، ومتابعة نتائج التقارير الصحية مباشرة من خلال تلك التطبيقات الذكية بدلأ من زيارة اقسام التقارير الطبية، مما يؤدى إلى الحفاظ على الجهد والوقت مما يُحسن من جودة الرعاية الصحية.

وفي المملكة بشكل عام، ساعدت هذه التطبيقات بشكل كبير في تحسين جودة الحياة للمواطنين، من خلال تقليل الازدحام في المستشفيات وتقديم خدمات طبية أسرع وأكثر فعالية.

وتقوم هذه التطبيقات أيضاً بتقديم معلومات طبية موثوقة،  حيث تحتوي التطبيقات الصحية على توصيات وتوجيهات ونصائح صحية تساعد المستخدمين على اتخاذ قرارات صحية مناسبة، وكذلك تبني عادات صحية جيدة.

ومن الجدير بالذكر، إنه يتم تحقيق التميز في خدمات الرعاية الصحية عن طريق الاستثمار في التقنيات الحديثة وتدريب الأطباء والكادر الصحي والمرضى وذويهم على استخدام التقنيات والأنظمة والتطبيقات الصحية.  ويتم كذلك تحقيق التنمية في نظام الرعاية الصحية في المملكة من خلال الاستثمار في البنية التحتية، وزیادة الوعي بالرعاية الصحية وتحسینها من خلال البرامج التعليمية والوعي المجتمعي.

وبشكل عام، يمكن القول إن التطبيقات الذكية الصحية في المملكة أحدثت تحول كبير في مجال الرعاية الصحية، خاصة في عصر التحول الرقمي وانتشار التقنيات الحديثة، مما أسهم في تحسين جودة الحياة والصحة للسكان والمقيمين على حد سواء.