الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تشهد المملكة العربية السعودية نهضة سياحية غير مسبوقة، حيث يعد قطاع السياحة رافدًا للاقتصاد الوطني وأحد أبرز القطاعات الواعدة في المملكة والذي يحمل في طياته عددًا من القطاعات الفرعية كقطاع الضيافة، والترفيه والفعاليات والتراث وغيرها من القطاعات ذات العلاقة.
كما تزدهر المملكة بمختلف الأنماط السياحية وعلى سبيل المثال لا الحصر نمط السياحة البيئية، والسياحة الترفيهية، والرياضية، والساحلية وسياحة الأعمال وغيرها مما ينتج عن هذا التنوع نهضة سياحية وزيادة في عدد السياح، فعندما تتوفر جميع المقومات السياحية في دولة ما تكون بلا شك أداة جذب سياحي، حيث نرى في المملكة من وسطها ومن شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها أنموذجًا للتنوع الثقافي والجغرافي.
حققت المملكة المركز الثاني عالميًا في نسبة نمو عدد السياح الدوليين في الربع الأول من عام 2023، كما كشف معالي وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب عن نمو عدد السياح بنسبة 10% خلال الربع الأول من عام 2024 إلى جانب نمو الإنفاق بنسبة 17% مقارنة مع الربع الأول من 2023.
لذا ما هو الفرق بين العائد والعدد ومعدل الإنفاق في السياحة؟
يقصد بالعائد أنه القيمة الإجمالية للأموال التي تدرها السياحة على البلد أو على منطقة معينة خلال فترة زمنية محددة، حيث يعد العائد مؤشرًا هامًا للأثر الاقتصادي للسياحة على الوجهة، أما معدل الإنفاق هو مقدار ما ينفقه السائح خلال رحلته فكما نعلم أن رحلة السائح عبارة عن تجربة كاملة، يشمل ذلك الإنفاق على الإقامة، والطعام، والنقل، والأنشطة وغيرها، ويعبر العدد عن عدد السائحين الذين يزورون الوجهة السياحية خلال فترة زمنية محددة.
قد يتجاوز عدد السياح في منطقة ما المليون، بينما يكون معدل الإنفاق الفردي أقل مقارنةً بمناطق أخرى تستقبل عددًا أقل من السياح؛ يعود هذا لعدة أسباب لعل أبرزها سلوك السائح ودوره في تحديد النمط السياحي واختلاف المقصد السياحي.
فعلى سبيل المثال يعد نمط سياحة الأعمال من الأنماط سريعة النمو في صناعة السياحة والسفر وتعرِّف الأمم المتحدة للسياحة “منظمة السياحة العالمية” سابقًا، بأن سياحة الأعمال هي الرحلات السياحية التي يقوم بها الأفراد لغرض حضور فعاليات الأعمال أو الاشتراك بها والتي تعقد خارج بيئتهم المعتادة، بالرغم من قلة عدد سياح الأعمال إلا ان هذا النمط يحمل عوائد اقتصادية مرتفعة مقارنة بالأنماط السياحية الأخرى.
نرى من ناحية العدد أن عدد السائحين في العالم لعام 2018 وصل إلى 1,4 مليار سائح حيث حصدت فرنسا المركز الأول في استقبالها لعدد السياح ووصلت قرابة 90 مليون سائح بينما حصدت الولايات المتحدة على المركز الثالث، ومن جانب العوائد فقد حققت الولايات المتحدة المركز الأول فى العائدات بمبلغ 214.5 مليار دولار وأما الصين فهي في المركز الأول من حيث حجم إنفاق مواطنيها على السياحة بكل دول العالم بمبلغ 277.3 مليار دولار.
لا تشير الأرقام المذكورة أعلاه بالضرورة إلى وجود علاقة طردية مباشرة بين العدد والعائد، حيث أن ارتفاع عدد السياح لا يُترجم دائمًا إلى ارتفاع في العوائد والعكس صحيح فانخفاض عدد السياح لايعني انخفاض في العوائد، كما أن لبعض أنماط السياحة دورًا بارزًا في زيادة العائد الاقتصادي ولبعض الأنماط السياحية الأخرى دورًا في زيادة عدد السياح.
ختامًا إن قطاع السياحة من أكثر القطاعات مساهمة في تحقيق ركائز رؤية المملكة 2030 (مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح) وذلك من خلال ما يقدمه القطاع من تنوع في مصادر العوائد الاقتصادية ورفع مستوى جودة الحياة بالإضافة إلى تحقيق التنمية المستدامة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال