3666 144 055
[email protected]
يشهد العالم في الفترة الأخيرة موجة من التحديات الاقتصادية، تتمثل في زيادة معدلات التضخم، الذي نتج عن تبعات الحرب في أوكرانيا، بجانب اضطراب سلاسل الإمداد وارتفاع معدلات الفائدة، إضافة إلى مخاوف من الاستثمار في العالم؛ بسبب الوضع الجيوسياسي المضطرب، وزيادة الحمائية التجارية بين الدول؛ وبالذات بين الولايات المتحدة والصين، التي بدأت في عام 2109 عندما فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات على شركة هواوي الصينية، وغيرها من العقوبات اللاحقة، خصوصاً في مجال الرقائق الإلكترونية. ومن المحتمل أن يتشكل المستقبل، ويكون جزءاً من “العولمة الهزيلة”، أو ما يسمى (thin globalism)، وهو نظام تجاري يتمتع بعلاقات أكثر كثافة بين الدول ذات التفكير المماثل، أو وضع حواجز وعراقيل مع الدول ذات الاختلافات الأيديولوجية.
منذ أن بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حربه التجارية ضد الصين، بحث الاقتصاديون عن تغيير في أنماط التجارة العالمية؛ وتزايدت التوقعات بعد أن دفعت جائحة كوفيد-19 الحكومات والشركات إلى إعادة التفكير في اعتمادها على سلاسل التوريد العالمية. وكان استعداد إدارة بايدن لمتابعة العديد من السياسات والمبادئ التجارية التي انتهجتها الإدارة السابقة، إلى جانب الغزو الروسي لأوكرانيا، سبباً في زيادة الضغوط لإعادة تقييم النشاط التجاري.
وكانت إحدى النتائج هي التباطؤ العام في التجارة. ويتوقع آخر تحديث للتجارة العالمية صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD)، في منتصف ديسمبر، انكماشًا بنسبة 5٪ في التجارة العالمية في عام 2023.
كما صدر في يناير الماضي تقرير عن مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG) يتوقع أن نمو الناتج المحلي الإجمالي على مدى العقد المقبل سوف يتجاوز نمو التجارة العالمية في السلع؛ بنسبة 3.1٪ للعقد الأول مقابل 2.8٪ للعقد المقبل. وأوضح التقرير أنه على الرغم من أن هذا يعد عكساً لاتجاه “العولمة التي تقودها التجارة” على مدى 20 عاماً، فإن الاقتصاد العالمي سيستمر في النمو. فمثلاً: كوريا الجنوبية قلصت حجم صادرتها للصين، وزادت حجم تعاملاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث أصبح حجم صادراتها للولايات المتحدة أكبر من صادراتها للصين في عام 2023، وأصبح هناك عجز مقدر بـ 18 مليار دولار في ميزان المدفوعات بين الصين وكوريا الجنوبية لصالح الأخيرة. كما وضعت الولايات المتحدة عراقيل أمام الاستثمار الأجنبي في القطاعات التي تمس الأمن القومي الأمريكي، أشهرها الذكاء الاصطناعي وما تمّ من إجبار صندوق (Prosperity7) التابع لشركة أرامكو السعودية على بيع حصته في شركة (Rain AI) العاملة في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي، ومقرها في سيليكون فالي، ويدعمها المؤسس المشارك لـ (OpenAI)، سام ألتمان. ومن المتوقع أن تتباطأ وتيرة التجارة الدولية بسبب الوضع الجيوسياسي، ولكن من غير المحتمل أن يؤثر ذلك في النمو الاقتصادي بين الدول في العالم.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734