الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
صرحت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أنه وصل إنتاج مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في العالم إلى مستوى مرتفع جديد غير مسبوق تاريخياً، وقد تجاوز إنتاج تربية الأحياء المائية مصايد الأسماك الطبيعية للمرة الأولى.
ثروات البحار – جنوب ينبع – رواد تربية الأسماك البحرية بالمملكة العربية السعودية
وقد ذكرت طبعة 2024 من تقرير “حالة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في العالم” (SOFIA) أن الإنتاج العالمي لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في عام 2022 ارتفع إلى 223.2 مليون طن، أي بزيادة قدرها 4.4% عن عام 2020. وشمل الإنتاج 185.4 مليون طن من الأحياء المائية و37.8 مليون طن طن من الطحالب.
وقد تأخر أعلان ذلك للعام 2024 جراء تحليل البيانات التي أفادت أنه وفي عام 2022، ولأول مرة في التاريخ، تجاوزت تربية الأحياء المائية مصايد الأسماك الطبيعية باعتبارها المنتج الرئيسي للحيوانات المائية. وصل الإنتاج العالمي لتربية الأحياء المائية إلى مستوى غير مسبوق قدره 130.9 مليون طن، منها 94.4 مليون طن من الأحياء المائية، أي 51% من إجمالي إنتاج الأحياء المائية.
وهذا أيضا يترجم ما حققته المملكة العربية السعودية حيث تجاوز أنتاجها (100) الف طن من الأحياء المائية المستزرعة بينما أنتاج مصائدها السمكية بالبحر الأحمر والخليج العربي في (73) الف طن للعام 2023م.
صياد حرفي بالمنطقة الشرقية يصطاد بالشباك اليدوية
ووفقا لتقرير(الفاو)، يشير نمو تربية الأحياء المائية إلى قدرتها على المساهمة بشكل أكبر في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الأغذية المائية، ولكن التوسع والتكثيف في المستقبل يجب أن يعطي الأولوية للاستدامة ويفيد المناطق والمجتمعات الأكثر احتياجا وهي المناطق الساحلية.
وفي الوقت الحاضر، يهيمن عدد صغير من البلدان على تربية الأحياء المائية، رغم أن فرص نمو هذه الصناعة من حيث جودة البيئات والمصادر الطبيعية والأمكانيات تتوفر في دول مثل السعودية ومصر ودول شمال أفريقيا والمغرب وموريتانيا وغيرها. وأنتجت عشر دول ــ الصين، وإندونيسيا، والهند، وفيتنام، وبنجلاديش، والفلبين، وجمهورية كوريا، والنرويج، ومصر، وشيلي ــ أكثر من 89.8% من الإجمالي العالمي للمزارع. ولكن العديد من البلدان المنخفضة الدخل في أفريقيا وآسيا لا تستخدم كامل إمكاناتها.
ويشير التقرير إلى أن السياسات المستهدفة، ونقل التكنولوجيا، وبناء القدرات، والاستثمار المسؤول تعتبر أمورا حاسمة لتعزيز تربية الأحياء المائية المستدامة حيث تشتد الحاجة إليها، وخاصة في أفريقيا.
الاستهلاك العالمي يرتفع !
وتقول منظمة الأغذية والزراعة إن الإنتاج القياسي للأغذية المائية يؤكد إمكانات القطاع في معالجة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. وصل الاستهلاك العالمي الظاهري للأغذية الحيوانية المائية إلى 162.5 مليون طن في عام 2021. وقد زاد هذا الرقم بما يقرب من ضعف معدل سكان العالم منذ عام 1961، مع ارتفاع نصيب الفرد من الاستهلاك العالمي السنوي من 9.1 كجم في عام 1961 إلى 20.7 كجم في عام 2022.
يعد دعم المزيد من الاستهلاك من المصادر المستدامة أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز النظم الغذائية الصحية وتحسين التغذية في جميع أنحاء العالم. توفر الأطعمة المائية بروتينات عالية الجودة – 15% من البروتينات الحيوانية و6% من إجمالي البروتينات في جميع أنحاء العالم – والعناصر الغذائية الرئيسية بما في ذلك أحماض أوميجا 3 الدهنية والمعادن والفيتامينات. وفي عام 2021، ساهموا بما لا يقل عن 20% من نصيب الفرد من إمدادات البروتين من جميع المصادر الحيوانية إلى 3.2 مليار شخص.
ظل الإنتاج العالمي لمصايد الأسماك الطبيعية مستقرا منذ أواخر الثمانينات. وفي عام 2022، أنتج القطاع 92.3 مليون طن، منها 11.3 مليون طن من المياه الداخلية و81 مليون طن من الصيد البحري. وعلى الرغم من نمو تربية الأحياء المائية، تظل مصايد الأسماك الطبيعية مصدرا أساسيا للإنتاج الحيواني المائي.
ومع ذلك، انخفضت نسبة الأرصدة البحرية التي يتم صيدها ضمن مستويات مستدامة بيولوجيا إلى 62.3% في عام 2021، أي أقل بنسبة 2.3% عما كانت عليه في عام 2019.
وعند وزنه بمستوى الإنتاج، فإن ما يقدر بنحو 76.9% من عمليات الإنزال في عام 2021 من المخزونات التي تراقبها المنظمة كانت من المخزونات المستدامة بيولوجيًا. ويقول التقرير إن هذا يؤكد الدور الذي يمكن أن تلعبه الإدارة الفعالة لمصايد الأسماك في تسهيل انتعاش المخزونات وزيادة المصيد، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى تكرار السياسات الناجحة لعكس الاتجاه الهبوطي الحالي، وتقوم حالياً وزارة البيئة والمياه والزراعة بأجرائات في هذا الشأن تشمل فترات حضر الصيد وفرض شباك نظامية للصيد وغيرها.
ويتوقع تقرير المنظمة بشأن مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، زيادات في الإنتاج العالمي والاستهلاك الظاهري للفترة حتى عام 2032. ومن المتوقع أن يزيد إنتاج الأحياء المائية بنسبة 10% بحلول عام 2032 ليصل إلى 205 ملايين طن. وسيكون التوسع والنمو في تربية الأحياء المائية مما يلفت الأنظار لتوجيه المستثمرين أستثماراتهم في هذا الشأن ويؤمل أن يكون انتعاش مصائد الأسماك الطبيعية مسؤولاً عن هذا الارتفاع.
وبالإضافة إلى التغذية والأمن الغذائي، تعد مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية مصدرا هاما لسبل العيش. ووفقا لأحدث البيانات، أن ما يقدر بنحو 61.8 مليون شخص يعملون في القطاع الأولي لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في عام 2022.
وبلغ إجمالي قيمة البيع الأولى المقدرة لإنتاج مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية: 472 مليار دولار أمريكي منها إجمالي قيمة البيع الأولى المقدرة لإنتاج تربية الأحياء المائية: 313 مليار دولار، وبلغ الاستهلاك العالمي الظاهري للأغذية الحيوانية المائية (2021): 162.5 مليون طن، والاستهلاك العالمي الظاهري للأغذية المائية للفرد (2021): 20.6 كجم
تعد زيادة الاستهلاك العالمي الظاهري للأغذية المائية للفرد: من 9.1 كجم في عام 1961 إلى 20.6 كجم في عام 2021 والتي تشكل الضعف نمو مضطرد للوعي بأهمية الغذاء الصحي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال