الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في ختام حزمة مقالات حول الهيدروجين الأخضر، ربما من المهم إلقاء بعض الضوء حول تباين الدراسات والأبحاث على توقيت جدواه الاقتصادية – في نطاق المرحلة الزمنية ما بين عامي 2030 و2050 – اعتمادا على مخرجات الأبحاث والابتكارات في تقنيات تخزينه في الحالة الصلبة وأغشية خلايا الوقود وتوسيع أفق تصنيعه، ليكون الخيار الأمثل كمصدر طاقة مستدام في توليد الكهرباء، أو على الأقل للقطاعات التي يصعب إزالة الكربون منها مثل النقل والصناعات الثقيلة.
تشير تقارير ودراسات مؤسسات دولية معتبرة إلى توقع حصول خفض نوعي في تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، مثل دراسة المفوضية الأوروبية (2021) التي أظهرت أن تكلفة الإنتاج ستنخفض بنسبة 40 – 60%، ودراسة المعهد الوطني للعلوم والتكنولوجيا في اليابان (2022) التي تتوقع انخفاض تكاليف خلايا “الكهرو لايز” والطاقة المتجددة بنسبة 50%، ولتقدم وزارة الطاقة الأمريكية (2022) دراسة جريئة مفادها أن التكاليف ستكون قد انخفضت بنسبة 80% في هذا التوقيت.
في قطاع النقل، تتوقع دراسة مجلس الطاقة العالمي (2021) أن الهيدروجين سيلعب دورًا ملحوظا في بدء تحويل قطاع النقل البحري والجوي إلى خيارات الطاقة النظيفة، ودراسة المعهد الأمريكي للمصادر المتجددة (2022) أكدت على نمو استخدام الهيدروجين في السيارات والشاحنات الثقيلة بشكل كبير بحلول عام 2030 نتيجة التكلفة التنافسية.
أما في قطاع الصناعة، فقد أظهر بحث علمي عميق قامت به جامعة كامبريدج (2021) أن استخدام الهيدروجين الأخضر في عمليات التسخين الصناعي بحلول عام 2030 ستكون البداية الفعلية في المساعدة على خفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 34%، وليكون البديل الأنسب في إنتاج الصلب والأسمدة والكيماويات حسب دراسة الوكالة الدولية للطاقة (2022).
كما أوضحت دراسة من جامعة أكسفورد (2022) أن استبدال الغاز الطبيعي بالهيدروجين الأخضر في التدفئة المنزلية يمكن أن يخفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 80%، وهذا إن حصل فسيكون بمثابة ثورة في عالم الطاقة دوليا وخاصة في الغرب بداية من عام 2030.
المسألة الأهم هي الجدوى الاقتصادية في توليد الكهرباء، فبالرغم من أن دراسة المجلس الأوروبي للطاقة المتجددة (2020) قد أشارت إلى البداية بحلول عام 2030، جاء في دراسة لوزارة الطاقة الأمريكية (2022) إلى أن محطات توليد الكهرباء باستخدام الهيدروجين ستصبح منافسة أمام الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري بحلول عام 2035، وليتأخر الموعد قليلا حسب بحث مستفيض من معهد ماكينزي العالمي (2021) الذي أشار إلى عام 2040 عندما تنخفض تكاليف إنتاجه بنسبة لا تقل عن 60%، أما دراسة وكالة الطاقة الدولية (2019) فقد أشارت لمسألة مهمة من البداية وهي أن استخدام الهيدروجين في توليد الطاقة الكهربائية ذات الإمدادات الموثوقة لن يكون مجديا قبل عام 2050.
يظل توقيت الجدوى رهين توجهات رؤى الدول الكبرى ما بين التي تعتبر الهيدروجين الأخضر خياراً استراتيجياً في المدى القريب مثل الصين، ودول أخرى مثل الولايات المتحدة التي ترى الطاقة المتجددة والبطاريات أكثر جدوى، خاصة أن المنتج منه حاليا لا يمثل سوى 0.1% فقط من إنتاج الهيدروجين العالمي، إضافة لوجود الكثير من المجاهيل حول سوق الهيدروجين الأخضر في المستقبل.
لكن، من المهم إدراك أن الحراك الجاد والمتقدم لكيانات اقتصادية ضخمة نحو تملك تقنيات وقيادة تصنيع وتصدير هذا المصدر الهام للطاقة، مثل الاتحاد الأوروبي، والمملكة العربية السعودية، واليابان، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، سيدفع الهيدروجين الأخضر ليكون واقعا قريبا، ومنافسا وصانعا لسوقه في المدى المتوسط في أفضل تقدير.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال