في سوق الأسهم .. المتداول يتحمل خسائره وليس هيئة السوق المالية

لا تتحمل هيئة السوق المالية اي مسؤولية كائنة ما كانت عن خسائر المتداولين في سوق الأسهم، فهيئة السوق المالية مشرع ومراقب ولها مسؤوليات أخرى ايضا ليس من ضمنها تحمل اي مسؤولية عن خسائر فرد أو شركة أو صندوق أو غيره، كما انها لا تشارك أحد ارباحه مهما بلغت. ولتوضيح الأمر أكثر للعموم، فلا تتحمل وزارة التعليم أي مسؤولية عن اخفاق طالب في اختباره، ولا تتحمل وزارة التجارة اي مسؤولية حيال خسارة مؤسسة أو شركة، ولا يتحمل المرور مسؤولية اي حادث مروري -كفانا الله واياكم شرور الحوادث-، اعتقد الفكرة وضحت. فمن يتحمل مسؤولية الخسائر المتداول نفسه، هو وحده، وهو ايضا يجني ارباحه لا حق لأحد ان يشاركه فيها.

حتى شركات الكابيتال المصرح لها، والتي تقوم بدور رائد في نشر الثقافة والتحليل وغير ذلك مما يفيد المتداول، اذا أوصت بزيادة المراكز أو تخفيفها فهي لا تتحمل اي مسؤولية مهما كانت اذا تحرك السوق بعكس ما أوصت به. التوصية ليست بأي حال تأكيد، ولا يوجد تأكيد في سوق الأسهم، التوصية فقط رأي مبني على أسس مالية واقتصادية ومنطقية (وفق رأي شركة الكابيتال) قد يصيب وقد يخطأ، ومن المهم التأكيد على ان هيئة السوق المالية تراقب التوصيات للتأكد من عدم وجود تضارب مصالح، ولشركات الكابيتال الشكر على اضافة حراك مهم للسوق من خلال تقاريرها.

اما اذا تعرض المتداول لتدليس او تضليل بأي شكل من الاشكال فمن حقه ان يرفع شكواه لهيئة السوق المالية لينظر بها، مع التأكيد القطعي على ان هيئة السوق تملك القدرة الفنية والمهنية في كشف اي احتيال، وقد أثبتت نجاحها حتى في الكشف وإيقاف والرفع بالمحاولات المختلفة حتى من خارج المملكة، وبعدها للمتضرر المطالبة بالتعويض ممن ارتكب الاحتيال او التضليل او المخالفة وفق تشريع واضح يضمن عودة الحق لصاحبة.

على المتداول ان يقرأ، وان يحلل، وان يتخذ قراره، ان ربح فربحه له لا يشاركه احد، وان لم يحالفه الحظ فخسارته يتحملها وحده دون غيره. ويوم بعد يوم سوقنا اعمق، واكثر تنوعا، واكبر حجما، واكثر جاذبيه للجميع، سعوديين واجانب. مع تمنياتي للجميع برحله استثمارية في سوق الاسهم ملئها الربح والتجارب الثرية.