الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من أهم ما قرأت هذا العام ما تحدث به وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي أمام مجلس الشورى، وتحديدا جزئية أسباب خروج المنشآت الصغيرة والمتوسطة من السوق في مراحلها الأولى في بعض المناطق والمدن. حيث أشار معالي الوزير الى ان النسبة الأكبر تكون خلال المراحل الاولى من عُمر المنشأة. وأرجع الوزير ذلك
للمنافسة الشديدة في بعض القطاعات، وعدم الابتكار ومراعاة الميز التنافسية للمدن والمناطق. وهذه الأسباب الدقيقة والواقعية والمشاهدة لا شك صحيحة بنسبة 100%، وفي رأيي يمكن معالجتها ولكنها بحاجة لتظافر الجهود.
حين النظر للأسباب التي عددها معالي الوزير، نلحظ أنها تتمحور حول (المنطق التجاري) لملاك المنشآت، فالدخول في قطاعات متشبعة في بيئآت ذات كثافة سكانية قليلة، مع عدم تقديم ابتكار يؤدي لتخفيض التكلفة (مثلا) يشير الى ان المنطق التجاري السليم لمؤسسي هذه المنشآت غير موجود، وهذا يمكن معالجته ومن ثم وخلال سنين تقليصة إلى الدرجة الدنيا. ويجب في رأيي ان يبدأ الأمر من (وزارة التعليم).
لا يمنع في رأيي ان يكون المنطق التجاري والاستثماري في المناهج منذ الروضة، انا هنا لا أبالغ واعرف روضة أطفال في الرياض تتبنى هذا، فتعميم هذا وإلزامه بطريقة تربوية محكمة مطلب. وتطوير مناهج الأطفال لغرس المفهوم التجاري في ذهن النشء يجب ان يتم بطريقة علمية تربوية مترابطة في سلسلة تنتهي بتخرج الطالب من المرحلة الثانوية. انا لا اتكلم عن نظريات اقتصادية متقدمة ابدا، بل اتكلم عن تشكيل ذهن تجاري منطقي يعي ان هناك عرض وطلب وقوة شرائية وطبيعة ابتكارية وتنافس وجودة خدمة وغيرها. وارى ايضا ان يكون هناك تنسيق بين وزارة التعليم ووزارة الاستثمار وهيئة السوق المالية بل وحتى هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، (والمراكز التربوية المعروفة في العالم)، ولا يمنع أخذ رأي العوائل التجارية التي تفتخر مملكتنا بهم والذين ساهموا في العمران والبناء والتجارة، والذين مجتمعين يوظفون 48% من القوى العاملة في مملكتنا.
كل شئ يبدأ في مرحلة الطفولة، كل شئ، والتجارة ليست استثناء، واعتقد بالإمكان خلق جيل اقتصادي تجاري من الطراز الأول ابتداء من اليوم. حديث وزير التجارة يصب فحواه في خانة نقص الوعي والثقافة والذهنية التجارية عند كثير من أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ونقص الوعي يعالج بالتعليم والتربية العلمية والثقافة والوعي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال