الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في زمن السرعة .. لا شك ان الشركات دائما تسعى لتحسين أدائها وارباحها المالية باستمرار من خلال تحديد ووضع مستهدفات متنامية كل سنة جديدة الا ان هذه الأهداف قد تكون أحد محفزات التلاعب والاحتيال للموظفين بسبب غياب الحوكمة وعدم تطبيق خطوط الدفاع الثلاثة الصادرة من المعهد الدولي للمرجعين الداخليين.
وقد يساعد تحليل هذه الحادثة من خلال عرض نموذج مثلث الاحتيال في فهم الحالة بشكل أفضل حيث أنه لابد من تحقق العناصر الثلاثة التالية حتى تحدث أي حالة احتيال وهي ما يطلق عليها عناصر مثلث الاحتيال:
العنصر الأول : الفرصة وهي وجود بيئة تساعد على ارتكاب الفعل مثل عدم توفر بيئة رقابية وضوابط كافية.
العنصر الثاني: الحافز وهو العامل الدافع لارتكاب الفعل وقد يكون مادي أو مرتبط بتحقيق أهداف الشركة كما هي الحال في بنك ويلز فارغو.
العنصر الثالث: العقلانية وهي المبرر لارتكاب الفعل ووضع أسباب مقنعة لذلك.
استشهد هنا في هذا الموضوع قصة احتيال عملاقة وهي “بنك ويلز فارغو” الذي يعد من أكبر البنوك الامريكية في ذلك العصر، من خلال وضع اهداف مستحيلة التحقيق ومربوطة بالحوافز المادية للموظفين.
بدأت القصة منذ عام 2011م وحتى عام 2016م تقريبا، بقيام البنك بفرض على الموظفين تحقيق اهداف رقمية وربطها بحوافز مادية وهذه الأهداف شملت ربط أعداد بطاقات الائتمان الصادرة وأعداد الحسابات المفتوحة بحافز مادي. والنتيجة مذهلة تورط بها ما يقارب ٥٣٠٠ شخص من موظفي بنك ويلز فارغو حيث قاموا بإصدار ما يقارب ٥٥٠ ألف بطاقة ائتمان وهمية وفتح ما يقارب ٢ مليون حساب مصرفي وهمي دون علم العملاء أصحاب الحسابات بهذا الشأن. والنتيجة كانت مذهلة فقد كان الموظفين يحققون الأهداف التي يتم وضعها من خلال التلاعب والاحتيال مع العلم بأنه بعض الموظفين الذين لم يحققوا المستهدفات يتم إنهاء خدماتهم، ومن وجهة نظري اعتقد ان المشكلة الحقيقية هي ان الإدارة التنفيذية وضعت مستهدفات كانت من المستحيل تحقيقها وتجاهلت خطوط الدفاع الثلاثة.
ومن هنا يأتي أهمية خطوط الدفاع الثلاثة كما يلي: خط الدفاع الأول، وهو يقوم بتحديد المخاطر وادارتها واتخاذ الإجراءات التصحيحية المناسبة والمحافظة على رقابة داخلية فعاله، وارتباطه المباشر بالرئيس التنفيذي. في حين ان خط الدفاع الثاني يقوم بالوظائف التي تقوم بمتابعه المخاطر والرقابة المستمرة عليها، وارتباطه المباشر الرئيس التنفيذي. واخيراً خط الدفاع الثالث وهو إدارة المراجعة الداخلية وهي تقوم بتوكيد عن فعالية الخط الأول والثاني فيما يتعلق بتحقيق اهداف نظم الرقابة الداخلية، وارتباطها المباشر بالرئيس التنفيذي ولجنة المراجعة المنبثقة من مجلس الإدارة في المؤسسة. لهذا السبب، التنظيم الداخلي لوظائف الحوكمة المركزية ونظام الرقابة الداخلية وإدارة المخاطر والامتثال والتدقيق الداخلي مهم جداً جداً!! ، ونوصي جميع الإدارات التنفيذية بتفعيل خطوط الدفاع الثلاثة على وجه العموم وعلى وجه الخصوص إدارة المراجعة الداخلية والاخذ بعين الاعتبار بملاحظات المراجع الداخلي عالية الأثر ومعالجتها على الفور لتقليل المخاطر في المؤسسة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال