الريال السعودي الرقمي 

وسط اهتمام متزايد من قبل دول العالم، لاسيما الدول الخليجية بأشكال النقود المستقبلية، أنضمت المملكة العربية السعودية إلى تجربة رئيسية، عابرة للحدود، بقيادة بنك التسويات الدولية للعملات الرقمية للبنوك المركزية، وبموجب الخطوة التي أعلن عنها الأربعاء 06 يونيو 2024، سيكون المركزي السعودي “مشاركا كاملا” في مشروع إم.بريدج، وهو تعاون جرى إطلاقه عام 2021 بين البنوك المركزية في كل من الصين وهونغ كونغ وتايلاند والإمارات.

يتخذ التحول الرقمي في المملكة منحنى جديداً وسط فورة في رقمنة مشهد المدفوعات مع تبني البنك المركزي السعودي لعمليات التحول نحو المدفوعات الإلكترونية، ليبرز الحديث عن سبب الإنضمام بهذا التوقيت، تأتي هذه الخطوة على ما يبدو نحو تقليل تجارة النفط العالمية بالدولار الأمريكي.

ويتزامن الاهتمام المتزايد بالعملات الرقمية من قبل دول المنطقة والعالم، بحيث أصبحت أكثر من 90% من النقود المتداولة اليوم في شكل رقمي وفقاً لتقرير هارفارد بيزنس ريفيو، وأتخذت كثير من الدول خطوة استباقية تواكب التطورات العالمية المتسارعة في هذا المجال، وأخرها  أطلاق مصرف قطر المركزي في يونيو 2024 مشروع العملة الرقمية بعد الانتهاء من تطوير البنية التحتية للمشروع، ودخل في مرحلته التجريبية الأولى الممتدة إلى أكتوبر 2024، وأعلن البنك المركزي الإماراتي في وقت سابق إنه سيبدأ العمل مع الهند فيما يتعلق بجدوى الدرهم الرقمي، وتسعى الصين إلى تسعير معاملات النفط باليوان ، وهو جهد قد يتعزز باتفاقية مبادلة العملة البالغة 6.93 مليار دولار بين البنكين المركزيين السعودي والصيني، وفي مارس 2023، قامت الصين بتسوية تجارة الغاز مع الإمارات باليوان لأول مرة، وتسعى روسيا وإيران، اللتان تخضعان لعقوبات غربية واسعة النطاق، إلى التخلص من الدولار الأمريكي في التجارة الثنائية.

هناك العديد من الفوائد المتوقعة التي يمكن أن تستفيد منها الدول من خلال تحديث الأنظمة المالية الحالية، وإدخال العملات الرقمية التابعة للبنوك المركزية ومنها، خفض تكاليف المعاملات وأوقاتها، وتسريع المعاملات الدولية، وتعزيز الشمول المالي ، ففي أكتوبر 2020، أتفقت مجموعة العشرين تحت رئاسة المملكة العربية السعودية على خارطة طريق لتعزيز المدفوعات العالمية عبر الحدود لتكون عمليات الدفع أسرع وأقل تكلفة وأكثر شمولا وشفافية، ودعت خارطة الطريق إلى إجراء تقييم للتصاميم المحلية المقترحة للعملة الرقمية لعدة بنوك مركزية وعمل التجارب حول مدى إمكانية استخدامها في تسوية عمليات المدفوعات عبر الحدود.

ولعل من آخر فوائد العملات الرقمية للبنوك المركزية هي مواجهة النشاط الغير قانوني للإفراد والمنظمات، عبر غسيل الأموال والتدفقات النقدية في تمويل الإرهاب.