السباق نحو اقتصاد أخضر 80 مبادرة بقيمة 705 مليار ريال 

يشهد العالم الاقتصادي اليوم اهتماماً كبيراً بموضوع الاقتصاد الأخضر واستخدام الطاقة النظيفة في المجال الاقتصادي حيث أنَّ العالم تعرض لكمٍّ هائل من التلوث البيئي خاصة بعد حدوث تطورات اقتصادية وتكنولوجية هائلة، لذلك نجد انه من الضروري ان نقوم باستحداث طرق جديدة للتنمية تحافظ على سلامة البيئة من التلوث عن طريق التحول إلى الاقتصاد الأخضر والتوعية بما يعرف “بالوظائف الخضراء” مما يعود بالنفع على المجتمع وتقليل معدلات البطالة والفقر بين الشباب. لنرى كيف يؤثر الاقتصاد الأخضر على اقتصاديات بعض الدول وخاصة المملكة العربية السعودية.
وفى هذا الصدد، تحاول السعودية تطبيق الاقتصاد الأخضر وذلك عن طريق ما يسمى “بالوظائف الخضراء” وتخضير الوظائف القائمة. ومنذ إطلاق رؤية 2030، اتخذت المملكة خطوات جادة لبناء مستقبل أكثر استدامة. ومنذ انطلاق هذه الرؤية تواصل مبادرة السعودية لتطبيق الاقتصاد الاخضر العمل على تدعيم جهود حماية البيئة واستخدام مصادر الطاقة النظيفة لتقليل الانبعاثات الكربونية، وزيادة أعمال التشجير واستصلاح الأراضي وحماية المناطق البرية والبحرية في المملكة. تسعى مبادرة السعودية الخضراء إلى تحقيق أهداف الاستدامة في المملكة من خلال: بذل جهود كبيرة لمكافحة تغيُر المناخ ، التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص للقيام بمشروعات قائمة على الاقتصاد الأخضر وابتكار العديد من الوظائف، تعزيز الاقتصاد الأخضر بإطلاق أكثر من 80 مبادرة تمثل استثماراً مهماً تتجاوز قيمته 705 مليار ريال سعودي، تسريع الانتقال الأخضر والاطلاع على التجارب العالمية في هذا المجال ومحاولة تطبيقها ورفع مستوى جودة الحياة وحماية البيئة للأجيال القادمة في المملكة .
يعتمد الاقتصاد الأخضر على مصادر الطاقة المتجددة النظيفة. ومن أهم المشروعات الخضراء محطات تحلية مياه البحر، محطات معالجة النفايات، وأنظمة الري الحديث، وإعادة تأهيل (تبطين) الآبار، ومشروع حماية السواحل، شبكات مترو الأنفاق، شبكات السكك الحديدية والخطوط الكهربائية، محطات توليد طاقة الرياح، محطات توليد الطاقة الشمسية.
يعمل الاقتصاد الأخضر على مستوى الاقتصاد الكلي لتحقيق نمو اقتصادي مستدام بالتركيز على إدارة الموارد والاستثمارات، ومعدلات التوظيف، والتضخم. تتمثل القطاعات التي يرتكز عليها الاقتصاد الأخضر للتحول على الطاقة المتجددة، الأبنية الخضراء، النقل المستدام، إدارة المياه، إدارة المخلفات، ادارة الأراضي (الزراعة المستدامة(.
ومع ذلك، يواجه الاقتصاد الأخضر بعض المعوقات حيث ان الانتقال إلى هذا النموذج يتطلب استثمارات ضخمة في مجال التكنولوجيا النظيفة وتطوير البنية التحتية والتعاون بين الحكومات والمجتمع المدني لاتخاذ سياسات حكومية داعمة في هذا المجال المبتكر من خلال عمل الكثير من الاستثمارات التي ستعود بالنفع على الأفراد وحماية البيئة من التلوث.
ويهدف التحول إلى الاقتصاد الأخضر إلى تحقيق العديد من الأهداف، والتي من أهمها: – الموازنة بيـن متطلبات تحقيق التنمية الاقتصادية وحماية البيئة المستدامة وتعزيز قدرة الاقتصاد المحلي علـى خلـق فـرص عمـل جديـدة إضافية للشباب.
وأخيراً، يجب علينا ان نسعى إلى تطبيق الاقتصاد الأخضر لتوفير فرص عمل كثيرة للشباب ومحاربة الفقر ،والبطالة والمحافظة على البيئة من التلوث للأجيال القادمة. وتحقيق رؤية المملكة في بناء مستقبل مستدام للجميع، ولتصدي لتغير المناخ.