الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في ظل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى التي تشهدها المملكة العربية السعودية، أصدرت شركة “هينلي آند بارتنرز” تقريراً حديثاً بعنوان “هجرة الثروات الخاصة 2024” يكشف عن توقعات مثيرة للاهتمام. تتوقع الشركة أن تستقبل السعودية نحو 300 مليونير خلال هذا العام، مما يعكس جاذبية المملكة المتزايدة لأصحاب الثروات حول العالم. لكن ما هي الأسباب وراء هذا التدفق الملحوظ وما هي تأثيراته الاقتصادية؟
تشهد السعودية تحولاً جذرياً في اقتصادها بفضل رؤية 2030 التي أطلقتها القيادة السعودية، والتي تتضمن مشاريع عملاقة مثل نيوم والقدية والبحر الأحمر. هذه المشاريع ليست مجرد خطط على الورق، بل هي حقائق على الأرض تجذب استثمارات بمليارات الدولارات. بلغ إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في السعودية 5.4 مليار دولار في النصف الأول من 2023، مقارنة بـ 4.1 مليار دولار في نفس الفترة من العام السابق، مما يعكس ثقة المستثمرين العالميين في الاقتصاد السعودي.
إلى جانب الإصلاحات الاقتصادية، أجرت السعودية تحسينات جذرية في بيئة الأعمال، مثل تقليص الإجراءات البيروقراطية وتسهيل الحصول على التراخيص. ووفقاً لتقرير ممارسة أنشطة الأعمال 2023 الصادر عن البنك الدولي، قفزت السعودية 30 مرتبة لتحتل المركز الـ 62 عالمياً، مما يجعلها واحدة من أسرع الدول تحسناً في بيئة الأعمال.
تتميز مدن مثل الرياض وجدة ببنية تحتية متطورة وخدمات عالية الجودة في مجالات التعليم والصحة والترفيه، مما يجعلها بيئة مثالية لأصحاب الثروات. بلغت الاستثمارات في قطاع الصحة 7.3 مليار دولار في 2023، ما يعكس التركيز على تحسين جودة الحياة. هذه المدن تقدم مستوى معيشة مرتفع يجذب الأثرياء الذين يبحثون عن بيئة مستقرة وآمنة لاستثمار أموالهم والعيش فيها.
من المتوقع أن يسهم تدفق المليونيرات في زيادة حجم الاستثمارات المحلية. يشير التقرير إلى أن 60% من المليونيرات يفضلون استثمار أموالهم في الأسواق المحلية، مما يعني زيادة تدفق رؤوس الأموال نحو المشاريع السعودية. كما من المتوقع أن يشهد القطاع العقاري نشاطاً كبيراً نتيجة زيادة الطلب على الوحدات السكنية الفاخرة، حيث أظهرت بيانات وزارة الإسكان أن الطلب على الوحدات السكنية الفاخرة ارتفع بنسبة 15% في 2023 مقارنة بالعام السابق.
سيؤدي تدفق المليونيرات إلى تنشيط قطاعات الخدمات الفاخرة مثل الفنادق والمطاعم الفاخرة والتعليم الخاص والرعاية الصحية. وتشير تقديرات مؤسسة النقد العربي السعودي إلى أن الإنفاق في قطاع الخدمات الفاخرة قد يرتفع بنسبة 20% خلال العام القادم.
وبلغ عدد الأثرياء الذين تبلغ ثرواتهم مليار دولار فأكثر 22 مليارديراً، لتحتل المملكة المرتبة 17 على مستوى العالم. كما بلغ عدد الأثرياء الذين تبلغ ثرواتهم مليون دولار فأكثر أكثر من 58 ألف مليونير، لتحتل المملكة المرتبة 22 بين دول العالم. وبلغت نسبة نمو الأثرياء في المملكة خلال العشر سنوات الماضية 35%، لتحتل المرتبة 13 بين الدول الأعلى في نسب النمو.
مع استمرار تنفيذ رؤية 2030، تتوقع السعودية جذب المزيد من المليونيرات في السنوات القادمة. وفقاً لتوقعات “هينلي آند بارتنرز”، يمكن أن يتضاعف عدد المليونيرات المهاجرين إلى السعودية بحلول 2030 ليصل إلى 600 مليونير سنوياً، مما سيعزز من نمو الاقتصاد ويعزز من مكانة المملكة على الساحة العالمية.
السعودية اليوم ليست فقط وجهة سياحية أو اقتصادية، بل أصبحت أيضاً واحة لأصحاب الثروات الباحثين عن بيئة مستقرة وآمنة ومستقبل واعد. في ظل هذه التطورات، تسير المملكة بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030 وتعزيز مكانتها كقوة اقتصادية عالمية. بهذه الأرقام والمعلومات، يتضح أن السعودية تسير نحو مستقبل مشرق يجذب أصحاب الثروات من مختلف أنحاء العالم، معززة بذلك مكانتها كوجهة رئيسية للاستثمار والعيش.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال