3666 144 055
[email protected]
بعد ثلاث سنوات من هذا الأسبوع سنكون على موعد بيئي اقتصادي ثقافي ذي رمزية مهمة في مسيرتنا نحو أهدافنا، سنكون على موعد مع مليوني شجرة وشجيرة من نحو 200 نوع مختلف من النباتات المحلية عالية الكثافة ستضمها حديقة الملك عبدالعزيز التي انطلق العمل فيها على مساحة 4.3 مليون متر مربع لتكون واحدة من اكبر الحدائق في المنطقة وإحدى الحدائق الكبرى في “الرياض الخضراء” .
نبتهج لمثل هذه الحديقة التي صممت لتلبي متطلبات الاستدامة البيئية فهي ستسهم في خفض درجة الحرارة وتحسين جودة الهواء وتقليل التلوث والغبار، إلى جانب تعزيز التصنيف العالمي لمدينة الرياض لتصبح واحدة من بين أفضل المدن ملاءمة للعيش في العالم.
انها خطوة جديدة ضمن التزامات المملكة الوطنية والدولية بالتصدي لكافة التحديات البيئية المتعلقة بالمناخ وتحسين جودة الحياة من خلال الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي سيتم تحقيقها على المدى الطويل من خلال التشجير.
كثيرون وأنا منها يمشون في الحدائق، نمشي صباحا قبل التوجه الى اعمالنا وشؤون حياتنا، او مساءا عندما يسكن كل شيء، يمدنا ذلك بطاقة إيجابية لا اشك انها تزيد من فعاليتنا وانتاجيتنا العملية وملامحنا الإنسانية، فينعكس ذلك على اقتصادنا الشخصي وبالتأكيد ينعكس دائما على اقتصادنا واقتصاد العالم.
كثيرون يتنزهون في الحدائق، يقربون أطفالهم من الطبيعة، و يستنشقون هواء أنظف ينعكس على صحتهم العامة، وعلى مزاجهم خصوصا ان التنزه في الحدائق من اقل وسائل الترفيه تكلفة وأكثرها فائدة على الأسرة.
لغة الأرقام أيضا تؤكد أهمية ما تفعله الرؤية السعودية لتحقيق أهدافها البيئية الخضراء، فأكثر الدراسات الأممية والأكاديمية تقدر الأثر الاقتصادي السلبي لتغير المناخ بين 2٪ إلى 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي سنويا، وهي أيضا تقدر تكلفة تلوث الهواء المحيط بما بين 4% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي كل سنة.
الحدائق الكبرى يمكن ان تحقق نتائج ذات صلة بالعديد من أهداف الانتعاش الاقتصادي، بما في ذلك الفوائد الاقتصادية الفورية من خلق فرص العمل والإنتاجية، وزيادة دخل الأسرة ، بالإضافة إلى الفوائد الإضافية الدائمة وأهمها تحسين الصحة العامة مما يقلل من تكاليف الرعاية الصحية على الحكومات والأفراد.
قبل عدة سنوات بينت إحدى الدراسات التي نوقشت في منتدى الرياض الاقتصادي ان زيادة درجة تلوث الهواء بنسبة 10% تؤدي إلى زيادة إجمالي عدد المرضى المنومين بالمستشفيات بنسبة 11.1%، كما أن زيادة إجمالي عدد المرضى المقدر بنسبة 10% يؤدي إلى تناقص قيمة الإنتاجية الكلية للعامل كمؤشر للتنمية الاقتصادية بنسبة 1.8%.
الدراسة كانت بعنوان (الـمـشـاكـل الـبـيـئـيـة وأثـرهـا عـلى الـتـنـمـيـة الاقتصادية والاجتماعية في المملكة) وهي أوضحت أن المشكلات البيئية تعد من أهم التحديات التي يتطلب الأمر التغلب عليها لتحقيق رؤية المملكة 2030.
هذه الحديقة مع حديقة الملك سلمان وحديقة الملك عبدالله والمشاريع البيئية النوعية في الدرعية إضافة إلى تطوير الحدائق القائمة ومواصلة برنامج الرياض الخضراء وغيرها مما أعلن وسيعلن عنه تباعا كلها حقائق متجددة على جدية المملكة في هذا الملف وعلى أن يوم السابع والعشرين من مارس من كل عام الذي اخترناه يوما رسميا لمبادرة السعودية الخضراء سيحل كل عام ونحن نتنفس انقى وننمو اقتصاديا باستدامة تؤكد حرصنا على جودة الحياة لكل الناس.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734