الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الذكاء الاصطناعي هو مجال جديد من مجالات التنمية البشرية. في الوقت الحالي، يشهد العالم تطورا سريعا في تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يؤثر بشكل عميق على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتقدم الحضاري للبشرية، ويقدم فرصا هائلة للعالم. وفي الوقت نفسه، تجلب تقنيات الذكاء الاصطناعي مخاطر وتحديات معقدة لا يمكن التنبؤ بها. ترتبط حوكمة الذكاء الاصطناعي بمصير البشرية جمعاء وهي قضية مشتركة تواجهها جميع دول العالم.
انعقد المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي (WAIC) لعام 2024 خلال الفترة الممتدة بين 4 و6 يوليو إلى جانب الاجتماع الرفيع المستوى بشأن الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي في شانغهاي، مع التركيز على موضوع “إدارة الذكاء الاصطناعي من أجل الخير ولمصلحة الجميع”، واجتمع في هذا المؤتمر كبار العلماء ورجال الأعمال والمستثمرين من جميع أنحاء العالم لمناقشة أحدث تقنيات الأعمال واتجاهات الصناعة والحوكمة الرشيدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وفي حفل الافتتاح، أصدرت شانغهاي للعالم “إعلان شانغهاي بشأن الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي”. ويقترح الإعلان تعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي، والحفاظ على أمان الذكاء الاصطناعي، وبناء نظام لإدارة الذكاء الاصطناعي، وتعزيز المشاركة الاجتماعية ورفع مستوى وعي الجمهور، وتحسين نوعية الحياة والرفاهية الاجتماعية للاستجابة بنشاط والعمل معا لتعزيز الذكاء الاصطناعي بشكل مشترك لصالح البشرية.
كما تم رسميا في حفل الافتتاح إطلاق مركز التميز للتحالف العالمي للذكاء الاصطناعي التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) ، بهدف تحقيق المزيد من الدفع العالمي في مجالات صناعية أوسع، وتطبيق واستكشاف المعايير الدولية والممارسات التفضيلية للذكاء الاصطناعي المسؤول والآمن والمستدام، واغتنام هذه الفرصة لتعزيز سد الفجوة الرقمية بين البلدان وتشجيع تبادل الأفكار والخبرات.
أظهر تقرير “آفاق كبار الاقتصاديين” الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في يناير من هذا العام أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الاقتصاديين المستطلعين يتوقعون أن الذكاء الاصطناعي سيسرّع الابتكار في الاقتصادات المتقدمة في عام 2024، في حين أن الدول ذات الدخل المنخفض ستتخلف في هذا المجال، مما قد يؤدي إلى توسيع الفجوة الاقتصادية والتكنولوجية بين الاقتصادات المختلفة. وأكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، عبدالله بن عامر السواحه: ” لا ينبغي أن نترك أحدا يتخلف عن ركب الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل الكهرباء أو المحرك البخاري أو الإنترنت.”
إن عمق التعاون الدولي يدعم ذروة التنمية البشرية. الصين دائما ما تبنت الثورة الذكية بنشاط، وعززت بقوة ابتكار وتطوير الذكاء الاصطناعي، وأولت أهمية كبيرة لأمن وحوكمة الذكاء الاصطناعي، ونفذت سلسلة من التدابير العملية. أطلقت الصين المبادرة العالمية لحوكمة الذكاء الاصطناعي واقترحت قرارا خلال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة لتعزيز التعاون الدولي في بناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي تم اعتماده بالإجماع، وجعل الصين تقوم باستكشافات إيجابية أسهمت بأفكار وحلول بنّاءة في التنمية العالمية وحوكمة الذكاء الاصطناعي.
وفي الوقت الحاضر، تجاوز عدد شركات الذكاء الاصطناعي في الصين 4400 شركة، وشكلت الصين أكبر شبكة ألياف ضوئية وشبكة النطاق العريض المتنقلة في العالم، مما يضع أساسا متينا لتطوير صناعة الذكاء الاصطناعي. وقد شكلت مناطق بكين-تيانجين-خبي ودلتا نهر اليانغتسي ودلتا نهر اللؤلؤ والمناطق الأخرى تأثيرا تكتليا وأصبحت قواعد مهمة لصناعة الذكاء الاصطناعي. وبالنظر إلى المستقبل، سيتم تطبيق الذكاء الاصطناعي بعمق في المزيد من المجالات، خاصة في الصناعات التحويلية والطبية واللوجستية وغيرها من الصناعات. حيث سيسرع الذكاء الاصطناعي التوليدي من تنفيذه، مما سيدفع بتطور الذكاء في مختلف الصناعات.
في الوقت الذي توفر فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي فرصا لتنمية المجتمع البشري، فإنها تجلب أيضا مخاطر وتحديات في العديد من الجوانب مثل الأمن والحوكمة والإشراف وحقوق النشر والأخلاق. إن التمسك بحوكمة الذكاء الاصطناعي من أجل الخير للجميع، ووضع الإنسان في المقام الأول، وتعزيز التعاون الدولي لسد “الفجوة الذكية”، يمكن أن يساعد على توجيه الذكاء الاصطناعي نحو اتجاه يخدم تقدم الحضارة البشرية. وهذا هو النداء المشترك لجميع الأطراف.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال