الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لطالما كانت المناطق الجبلية في منطقة عسير مزاراً سياحياً في فترة الإجازة الصيفية، إلّا أنها لم تعد كذلك وحسب، بل باتت مقصداً مناسبًا طوال أيام السنة؛ لما تتمتع به المنطقة من طبيعة مميّزة وأجواء باردة، معتدلة، ماطرة طوال العام بعكس أغلب مناطق المملكة حيث أنها تتسّم بالحرارة صيفاً.
وبالنظر مؤخراً إلى جهود أمارة المنطقة لتفعيل الحركة الاقتصادية وإيجاد الوسائل التي ترفع من مستوى المنطقة على كل الأصعدة، بالإضافة لتعاون الجهات الحكومية والشركات وكذلك الأفراد لتطوير المنطقة يمكننا ملاحظة أن العمل قائم ويمتاز باستمرارية التطور، إلّا أن هذه الجهود تستوجب أن تكون ذات أثر أكبر على المستويات محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، حيث أن المشاريع القائمة تصنّف ما بين متوسطة وصغرى لا يتجاوز أثرها التاجر والعميل، بل أن الطلب يفوق العرض بمراحل من ناحية مشاريع الترفيه والنُزل ومراكز التعليم الصيفية في فترة الصيف فضلاً عن الجودة المنخفضة المقدّمة مقابل معايير العميل المرتفعة.
كل هذا يجعل من الأشخاص المستهدفين استبعاد عسير وجهةً سياحية له؛ لذلك بات لزاماً على منطقة عسير ذات البيئة الخصبة لإقامة مشاريع كبرى أن تُكوّن لها ولأبنائها وللسائح المُستهدف نقلة نوعية مختلفة، والسبيل للوصول لذلك، هو اتخاذ الانفتاح الاقتصادي منهجاً لها، وأن تُهيّئ مناخاً استثمارياً جاذباً للمشاريع الأجنبية والتي سترفع من معايير الجودة لمشاريع النُزل والترفيه والتعليم وغيرها لمستوى أعلى مما هو عليه، وعاملاً على تأسيس بُنى تحتيّة ذات أساس متين؛ ليكون ذلك مناسباً لخصائص المنطقة من وعورة ومساحة، ليأتي هذا الانفتاح الاقتصادي مؤثّرًا إيجابياً على نسبة وسرعة نموّ المنطقة، مُنعشاً بانياً ومطوراً لاقتصاد منطقة عسير وعوائده؛ وليجعل من عسير مقصداً للسياح الداخل والخارج طوال العام، وجذب المستثمرين الأجانب لإقامة مشاريعهم يتطلب حوافز تقدّم للمستثمر كي يجعل من عسير وجهة لتعيين مشاريعه فيها.
وكما عُرف عن المستثمرين بأنه ينظر لمستوى الربح الذي سيحققه كمعيار أولي ورئيسي لاختيار أيّ دولة أو منطقة ليقيم فيها مشاريعه.
وتُعدّ الضرائب عاملاً من عوامل عدّة لاستهداف المستثمر الأجنبي كي يقدم لإقامة مشاريعه في البلد المضيف، وحيث أنها ترفع وتخفض من مستوى عائد الأرباح، فإن فرض نظام يحمل سلّة من الحوافز الضريبية للمستثمرين الأجانب لمنطقة عسير سيُثمر بنتائج جيّدة تدفع بعجلة تنمية المنطقة على وتيرة أسرع في حال بقيت معتمدة على المشاريع المحليّة، فضلاً عن الآثار الجانبية كزيادة معدل نسبة التوظيف لأبناء المنطقة ونقل تكنولوجيا جديدة ومختلفة تتناسب مع تضاريس المنطقة وآثارها ومعالمها التاريخية وتتناسب مع طقس منطقة عسير المختلف عن باقي مناطق المملكة العربية السعودية.
ومن جانب آخر ستكون الحوافز الضريبية للمستثمرين الأجانب أداة تسويق لمنطقة عسير ذات أثر أوسع وأعمق من الحملات التسويقية القائمة.
ختاماً إن تقديم حوافز ضريبية للاستثمارات الأجنبية في منطقة عسير أمر سيختصر الكثير من الوقت والجهد لبناء المنطقة أولاً وجذب السيّاح داخلاً وخارجاً، وهذا بمثابة دعوة لالتفات أصحاب القرار حول إقرار هذا النوع من الحوافز.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال