الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في العقود الأخيرة أصبح الاقتصاد الإبداعي موضوعًا محوريًا في النقاشات الاقتصادية والثقافية على مستوى العالم. ويتجاوز هذا المفهوم التقليدي للاقتصاد بدمج الإبداع والابتكار في الأنشطة الاقتصادية، مما يعزز النمو المستدام ويخلق فرصًا جديدة للتوظيف والتطوير.
ويشير الاقتصاد الإبداعي إلى القطاعات الاقتصادية التي تعتمد على الإبداع والمهارات الفنية والفكرية لتحقيق القيمة الاقتصادية، حيث يتضمن هذا الاقتصاد مجالات مثل الفنون، التصميم، الإعلانات، الإعلام، والبرمجيات. حيث يعتمد الاقتصاد الإبداعي على تحويل الأفكار الإبداعية إلى منتجات وخدمات قابلة للتسويق، مما يساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي وتحقيق التنمية المستدامة.
وتتجلى أهمية الاقتصاد الإبداعي في عدة ونقاط ومنها:
حيث يساهم الاقتصاد الإبداعي في إيجاد فرص عمل جديدة في مختلف المجالات الإبداعية، فهو لا يوفر فرص عمل للفنانين والمبدعين فقط، بل يشمل أيضًا فرصًا في مجالات الإدارة، التسويق، والتكنولوجيا.
يساهم الاقتصاد الإبداعي في تحقيق التنمية المستدامة من خلال تعزيز النمو الاقتصادي، وتحسين جودة الحياة، والحفاظ على التراث الثقافي، ويعتبر هذا النوع من الاقتصاد أقل تأثيرًا على البيئة مقارنة بالقطاعات الصناعية التقليدية.
يعزز الاقتصاد الإبداعي الابتكار والتنافسية من خلال تشجيع التفكير الإبداعي وتطوير حلول جديدة للمشكلات، وهذا يساهم في تحسين المنتجات والخدمات وجعلها أكثر جاذبية للأسواق المحلية والدولية.
ومن الخبرات العالمية المتعلقة بالاقتصاد الإبداعي:
تعد المملكة المتحدة من الرواد في مجال الاقتصاد الإبداعي ففي عام 2018، ساهم الاقتصاد الإبداعي بحوالي 111 مليار جنيه إسترليني في الاقتصاد البريطاني، مما يشكل حوالي 6% من الناتج المحلي الإجمالي، وتعتبر لندن مركزًا عالميًا للفنون والثقافة والإعلام، مما يساهم في جذب المواهب والاستثمارات.
تعتبر كوريا الجنوبية نموذجًا ناجحًا في تطوير الاقتصاد الإبداعي من خلال استراتيجياتها في تصدير الثقافة الشعبية، وساهمت هذه الاستراتيجيات في تعزيز مكانة كوريا الجنوبية على الصعيد العالمي وزيادة دخلها الاقتصادي.
تعتبر أستراليا أيضًا من الدول التي حققت نجاحًا ملحوظًا في مجال الاقتصاد الإبداعي، حيث تساهم الصناعات الإبداعية بحوالي 3.2% من الناتج المحلي الإجمالي، وتعتبر مدن مثل سيدني وملبورن مراكز رئيسية للفنون والإبداع، حيث تستضيف العديد من الفعاليات والمعارض الفنية الدولية.
وتعد رؤية المملكة 2030 خطة استراتيجية طموحة تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات. ضمن هذه الرؤية، يحتل الاقتصاد الإبداعي مكانة بارزة، حيث تسعى المملكة إلى تعزيز القطاعات الإبداعية والثقافية كجزء من استراتيجياتها لتحقيق التنمية المستدامة.
ويتمثل دور الاقتصاد الإبداعي في رؤية المملكة 2030 في عدة نقاط ومنها:
تسعى رؤية 2030 إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط، ويمثل الاقتصاد الإبداعي إحدى الأدوات الفعالة لتحقيق هذا الهدف من خلال تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية التي يمكن أن تساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي.
يعد إيجاد وتنويع فرص العمل الجديدة للشباب السعودي أحد أهداف رؤية 2030، ويساهم الاقتصاد الإبداعي في تحقيق هذا الهدف من خلال توفير وظائف جديدة في مجالات متعددة.
تسعى رؤية 2030 إلى تعزيز الهوية الثقافية الوطنية والحفاظ على التراث الثقافي، ويمثل الاقتصاد الإبداعي وسيلة فعالة لتعزيز الثقافة السعودية ونشرها على المستوى العالمي من خلال الفنون والإعلام والثقافة الشعبية.
تعمل المملكة على تطوير البنية التحتية الثقافية من خلال إنشاء المتاحف، والمراكز الثقافية، حيث تعد هذه المشاريع أساسية لدعم الفنون والإبداع وتوفير بيئة ملائمة لتطوير المواهب السعودية.
وفي الختام؛ يشكل الاقتصاد الإبداعي جزءًا أساسيًا من رؤية المملكة 2030، حيث تسعى المملكة إلى تنويع اقتصادها وتعزيز التنمية المستدامة من خلال دعم القطاعات الإبداعية والثقافية، فالمبادرات والمشاريع التي تم إطلاقها تعكس التزام المملكة بتحقيق هذا الهدف وخلق بيئة داعمة للإبداع والابتكار، حيث تسعى المملكة إلى تحقيق إنجازات كبيرة في مجال الاقتصاد الإبداعي وتعزيز مكانتها على الساحة العالمية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال