الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لم يعد مصطلح التلوث فقط ذلك المقصود به ادخال أي نوع من الملوثات إلى البيئة مما يسبب أضطراب في النظام البيئي ، بل اصبح هناك تلوث وظيفي يصيب بيئة العمل ويشكل خطراً جسيما على الإنتاجية. وعادة ما يكون هذا التلوث نتاج لبعض الممارسات الخاطئة أو الغير صحية من قبل المدراء أو الموظفين في بيئات العمل. ومن تلك الممارسات على سبيل المثال ؛ استغلال السلطة بطرق مباشرة أو غير مباشرة لتحقيق أهداف شخصية على حساب العمل، أو على حساب الموظفين وهضم حقوقهم. ومنها أيضا: انه في بعض الأحيان تكون المفاضلة والتمييز بين الموظفين ليست مبنية على الكفاءة والجدارة والاستحقاق وانما تبنى على أمور أخرى ليس لها اعتبار في ميزان العمل ك القبلية أو المناطقية أو الجنسية … وغيرها.
وبلا شك أن وجود مثل تلك الممارسات المخالفة له تأثير كبير في العلاقات بين الموظفين، حيث ينتج عنه الكثير من التوتر والشحناء والصراعات داخل المؤسسة، مما يؤدي إلى انعدام التعاون والعمل بروح الفريق وبالتالي خلل في الإنتاجية وجودة العمل، وربما تعدى ذلك وأدى إلى تسرب الكفاءات وخروجهم من المؤسسة بحثاً عن فرص وظيفية أخرى أكثر اماناً وانصافا وشفافية.
لذا يجدر بالمؤسسة العمل على تنظيف ما قد يشوبها من تلوث وظيفي واستئصاله من جذوره.
ومن الطرق التي قد تنتهجها المؤسسة لمعالجة هذه الظاهرة؛ أن تكون جميع الممارسات والسياسات والإجراءات في المؤسسة واضحة وشفافة ومتاحة لجميع الموظفين. وتعزيز العدالة التنظيمية بحيث يكون العمل قائم على مبدأ تكافؤ الفرص. مد جسور التواصل بين الإدارة والموظفين وحسن الاستماع لهم ورفع مستوى الرضا الوظيفي لديهم وتحفيزهم على الابداع والتميز . وضع أدوات مناسبة لرصد وتقييم الأداء لقياس التقدم وتحديد النقاط التي تحتاج إلى تحسين.
أخيراً وليس آخراً يعد التلوث الوظيفي تحدياً يواجه العديد من المؤسسات ، وتأثيره السلبي على الصحه والتطور والاستدامة يستدعي اتخاذ إجراءات فورية وفعالة من خلال التقييم واكتشاف الخلل، ثم البدء في وضع الخطط اللازمة للقضاء عليه بالتعاون والتزام الجميع فهذه الظاهرة مكافحتها ليست مجرد واجب، بل هي استثمار حقيقي في بناء المستقبل من خلال تطوير المؤسسات لخلق بيئات صلبة تكون قدوة للابتكار والاستدامة وتساهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال