الوقاية القانونية للشركات (3) الوقاية السابقة -أهمية صياغة عقد الشركة الأساسي

لا يبالي البعض بصياغة العقد فيوقع على أي عقد ويعتمد على ما يقال له شفاهه فقط دون تحقق من مطابقة العقد لما قيل له شفاهه، ودون مراجعة العقد بواسطة قانوني، ولا يدرك أهميته إلا متأخراُ، فلا يستطيع تعديل أو إلغاء عقد هو وافق عليه ومضى زمن على العمل به وتبعه معاملات مالية إلا برفع قضية لدى المحكمة المختصة، ولهذا جاءت فكرة هذا المقال لبيان أهمية العقد وصياغته وسأحاول قدر الإمكان الاختصار وسأتجنب الأمثلة التي تتطلب مزيد شرح وتفصيل.

عقد تأسيس الشركة الأساس كله هام وسأضرب لبيان أهميته ثلاثة أمثلة وهي:

1. الانتباه لمدة الشركة في عقد التأسيس قبل اعتماد العقد فتكون المدة ملائمة ومناسبة للغرض الذي من أجله نشأت، وهذا أمر هام لا ينتبه له الكثير، فتجد بعض الشركات مدتها 99 سنة وهذه مدة طويلة لاسيما إذا عُلم أن المادة 545 من نظام المعاملات المدنية بالفقرة الثانية منها نصت على ما يلي (إذا كانت مدة الشركة معينة؛ فليس للشريك أن ينسحب منها قبل انقضاء المدة) فقد تكون حصة الشريك لوحدها ليس هناك رغبة في شرائها بدون كامل الشركة أو يكون الشركاء وضعوا قيدا يقيد البيع فيجد مالك هذه الحصة نفسه ولو كان محتاجا لبيع حصته مضطرا للبقاء فيها حتى نهاية عمر الشركة وهو 99 سنة مالم تصفى بمعنى أنه سيورثها على الأغلب لأبنائه إن لم تكن لأحفاده.
2. إذا كان أحد الشركاء هو المدير الوحيد للشركة ويملك حصة أغلبية وإذا نص بنظام الشركة أن قرار تعين المدير وعزله يُتخذ بقرار بناء على أغلبية الحصص، فلا بد أن يعلم باقي الشركاء أن إمكانية عزلهم لهذا المدير صعبة إن لم تكن مستحيلة، إذا لم يخالف هذا المدير نظام الشركات أو نظام الشركة الأساس وغرضها، وإثبات أنه خالف ذلك أمر عسير وسيكون باقي الشركاء تبعُ لهذا الشريك المدير حتى إثبات المخالفة.
3. إذا كان أحد الشركاء شريك بالعمل فقط فما هو الإجراء إذا عمل بالشركة وأدى ما عليه لمدة مثلا ست سنوات ثم توفي أو سجن أو مرض فهل سيحق له المطالبة بنصيبه من الأرباح المستقبلية رغم كونه لا يعمل وهذا الأمر ينسحب على ورثته.

فهذه النقاط التي ذكرتها أعلاه وغيرها كثير، إغفالها ينتج عنها ثغرات قانونية بعقد التأسيس والحكمة تقتضي إغلاقها وإقفالها لكي تمضي الشركة نشاطها في هدوء واستقرار.

فإيلاء عقد تأسيس الشركة الأساسي عناية واهتمام أثره بالغ ونفعه متعدي، فالشركة التي اهتم أحد شركائها بصياغة عقد تأسيسها أثره ونفعه يصل لورثته من بعده، وكذلك يصل إلى من سيشتري حصته منه وكذلك سيعطي هذا الشركة قيمة معنوية تتمثل في الموثوقية والاطمئنان فيها وكذا تحافظ على الشركة قائمة محققة لأغراضها وكل شريك يريد هذه الغاية وهذه النتيجة، ومما يساعد على الوصول إلى قبول وموافقة جميع الشركاء على نصوص العقد هو كون أنفس كل الشركاء فيما بينهم بلا تشاحن أو ضغائن ببداية الشركة فإمكانية الوصول إلى اتفاق على كل شيء بوضوح وشفافية وصياغة قانونية مثالية عند توقيع العقد وقبل نشوب النزاع أيسر وأفضل، لأنه بعده الاتفاق على الأغلب متعذر. ، وكل هذا من الوقاية القانونية السابقة لبدء النشاط التجاري فدائما درهم وقاية خير من قنطار علاج.

ألقاكم على خير 

عنوان المقال القادم بإذن الله

مسؤوليات وواجبات مدير الشركة وأعضاء مجلس إدارة الشركة