الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نتفق في البداية أنَّ الضريبة على القيمة المضافة هي من الضرائب غير المباشرة وتفرض بنسبة مئوية على معظم السلع، والخدمات في كل مرحلة من مراحل الإنتاج وبدأ تطبيقها في فرنسا للمرة الأولى عام 1953م. بمعنى لو فُرِضَت هذه الضريبة بنسبة 15%، يعني أن المنشأة تقوم باحتساب وتحصيل الضريبة لصالح هيئة الضرائب ولكن المستهلك النهائي هو من يتحمل كُلفة الضريبة. مثلاً لو كان سعر السلعة في السوق هو ألف ريال، فيكون على المنشأة تسديد مبلغ 150 ريال إلى هيئة الضرائب. طبعاً إذا اشتريت سلعة جديدة هنا الضريبة تكون غير واضحة لك لإن بالنهاية سوف تدفع السعر النهائي للسلعة ومن بعدها المنشأة هي المسؤولة عن تحصيل الضريبة وتسديدها لهيئة الضرائب.
لا بد أن نعرف الفرق بين الضريبة على القيمة المضافة والضريبة على المبيعات، حيث أنَّ الضريبة على القيمة المضافة هي نوع من الضرائب غير المباشرة وبالتحديد على الاستهلاك وتفرض على الاستهلاك وليس على الدخل. وأيضاً هي من الضرائب العينية وليست من الضرائب الشخصية. يتم تحصيل الضريبة من قبل جميع الموجودين في كل مرحلة إنتاجية من المنتجين والموزعين والبائعين والمستهلكين وتُفرض بشكل تزايدي وتخضع السلع المستوردة والمُصدرة إلى الخارج للضريبة ومن الصعب التهرب من الضريبة لأن معدل ضريبي واحد فقط يطبق على كافة المشاركين لكن بالمقابل تحتاج هيئة الضرائب إلى إدارة ضريبية متطورة وعلى مستوى عالي وأجهزة متخصصة لتطبيقها.
بالمقابل نجد أن الضريبة على المبيعات تؤخذ مره واحدة في النهاية ومن قبل بائع التجزئة وتفرض على القيمة الكلية للسلع والخدمات المشتراة وتُفرض الضريبة على المبلغ الذي تسدده أنت كمُستهلك عند الشراء ولا تكون تزايديه. وتفرض الضريبة على السلع المستوردة فقط ولا تحتاج إلى تعقيدات عند حسابها أو تحصيلها مثل الضريبة المضافة.
طبعاً لكل ضريبة إيجابيات وسلبيات ومناصرين ومنتقدين ومن الأسباب والحجج التي يحتجون بها مناصري الضريبة على القيمة المضافة هي أن هذه الضريبة هي من أهم الضرائب في العالم والتي تميز النظام الضريبي الأوروبي وتشجع على الإدخار لأن أساسها ضريبة على الاستهلاك وليس الدخل وأنها كذلك تساعد على توازن الميزان التجاري. لكن بالمقابل المنتقدين لديهم أسبابهم وحججهم ومنها أن هذه الضريبة على القيمة المضافة تسبب مشاكل وهي أنَّ عبء الضريبة بالكامل علي أنا كمستهلك وتؤثر بشكل مباشر على الفقراء ومن هم من منخفضي الدخل وتعيق من الادخار، ولذا سارعت الحكومة بتقديم انظمة الحماية الاجتماعية للتخفيف على الاسر الاقل دخلا، كما صدر قرار وضع حد اعلى لاسعار الوقود لاسباب كثيرة من بينها ان هذه الضريبة تساعد على ارتفاع التضخم
وأخيراً نرى أن الضرائب في العموم تلعب دوراً حيوياً ورئيساً، ونرى هذا بوضوح في أن الضرائب لها فوائد كثيرة ويظهر ذلك من خلال تعزيز الضرائب لنمو الاقتصاد نمواً ملحوظاً وشاملاً ومن أجل تعزيز التنمية المستدامة وتمويل مشروعات، ونفقات الحكومة؛ وأخيراً من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية. وبناءً على ذلك يجب النظر للضرائب من جميع النواحي ولا نأخذ النوع المنتشر من الضرائب فقط بل كلا النوعين المنتشرة وغير المنتشرة حيث يساهم الإثنين في تحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال