الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تشهد المملكة العديد من المشاريع التقنية المتميزة والتي شهدت نجاحاً حظي بإشادة عالمية منذ الإعلان عن رؤية 2030 والذي من أهم مرتكزاتها التحول الرقمي والمنجزات التي عاشتها المملكة خلال السنوات الماضية. أحد أهم التقنيات المتوقع ان يكون لها دورا محوريا هي تقنية إنترنت الأشياء والتي يمكن أن تكون محركاً لكثير من المشاريع التي تهدف لتنويع الاقتصاد بدلاً من الاعتماد على النفط بشكل رئيسي، كذلك يمكن أن تساهم في الرفع من جودة الحياة وتحقيق الاستدامة والعديد من الفوائد التي يمكن أن تؤثر على كافة شرائح المجتمع بلا استثناء.
تعتبر المدن الذكية من الاهم المشاريع التي يمكن أن تستفيد من انتشار تطبيقات إنترنت الأشياء المختلفة والتي يمكن أن اهم في تنظيم وتحسين الحركة المرورية خصوصا في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام. تعتبر تطبيقات إنترنت الأشياء بمثابة العمود الفقري لمشاريع المدن الذكية. يمكن لإنترنت الأشياء أن تلعب دورا محورياً في تطوير مختلف المدن في المملكة بحيث تحولها إلى مدن متصلة تتميز بكفاءة الأعمال والتكامل معاً. تقوم مستشعرات إنترنت الاشياء بتوفر بيئة مراقبة لكافة مكونات المدينة مما يوفر بيئة آمنة وجاذبة للسياح كما يمكنها التعامل وبشكل فائق السرعة من أي حالة طوارئ مثل الحرائق والسرقات وأي ما من شأنه الاخلال بالأمن في المدينة.
تطبيقات مراقبة الطاقة والمياه يمكن أن تساهم في الحد من هدر المياه والاستهلاك المفرط للطاقة في ظل التغير المناخي والارتفاع المتزايد في درجات الحرارة في فترة الصيف في السنوات الأخيرة مما يسبب ضغطاً كبيراً على شركات الكهرباء مما تسبب في انقطاعات مختلفة، بل ان بعض الدول لجأت إلى جدولة تشغيل الكهرباء بين الأحياء من خلال اطفاؤها عن بعض الأحياء لتخفيف الحمل واستيعاب الطلب المتزايد خلال فترة الصيف شديد الحرارة.
يمكن أن تلعب إنترنت الأشياء دورا مهما في مجال تحقيق الاستدامة وزيادة الغطاء النباتي والي أصبحت أولوية مهمة في السنوات الاخيرة لمواجهة التقلب المناخي وكذلك موجات الغبار التي كنا نعاني منها بشكل سنوي وقد تضطر الجهات الرسمية لتعليق المدارس والاعمال بسبب الخطورة المترتبة على ذلك. لكن بفضل الجهود الحكومية وفي ظل رؤية 2030 ومن خلال الاستفادة من أفضل الحلول والتقنيات شهد العام الماضي اقل حالات الغبار خلال السنوات الماضية، اصبحت الحدائق عنوان مهم في مشاريع الرياض ومتوقع أن يتكون هذه الحدائق وجهة سياحية ومتنفس لأهالي الرياض في الفترة القادمة.
تساهم أيضا انترنت الأشياء في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين من خلال تفعيل التقنية واتمتة العديد من الخدمات ومنها المواقف الذكية والتي تعتمد على إنترنت الأشياء بشكل رئيسي بحيث توجه قائدي المركبات نحو الأماكن المتاحة مع امكانية حجر هذه المواقف وتوجيهها لهم بكل سهولة ويسر مما يساهم في تقليل وقت الانتظار وحتى خفض مستوى الاختناقات المرورية والحد من ظاهرة الانبعاثات الكربونية من السيارات.
قطاعات متنوعة يمكن أن تستفيد من توظيف إنترنت الأشياء ومنها قطاعات النقل والصحة والتعليم والزراعة والسياحة، ويمكن القول إن هذه التقنية الناشئة يمكن أن يطال تأثيرها بشكل وآخر كافة القطاعات ونشاهد تبنيها من قبل جهات مختلفة سواء كانت حكومية أو خاصة.
وجود كل هذه المزايا لا يعني أن الطريق سهلاً، بل هناك العديد من التحديات التي يجب النظر لها بعناية مثل خصوصية البيانات وتحديات أمن المعلومات والحاجة لتشريعات تنظيمية وكذلك لا ننسى تعزيز القدرات الوطنية التي يمكنها إدارة والعمل على هذه المشاريع. نحن بحاجة لمبادرات مختلفة لتشجيع الاستثمار والمشاريع النوعية كذلك يمكن للجامعات أن تلعب دورا هاماً مثل مشاريع تخرج للطلبة في مجال إنترنت الأشياء وتعزيز دورها في تحقيق رؤية المملكة.
يجب ألا ننسى أن هناك نمواً في سوق إنترنت الأشياء على المستوى المحلي من خلال مشاريع التحول الرقمي كأحد الأركان الرئيسية للرؤية الطموحة لجعل المملكة رائدة في المجال الرقمي ومتوقع أن تكون المملكة أحد أهم اللاعبين والمصدرين للتقنية بشكل عام.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال