الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
على منصة “إكس”، قال المستشار تركي آل الشيخ في منشور عبر حسابه الرسمي، بتاريخ 01 يوليو 2024، “في أسبوعين عرض فيلم أولاد رزق 3 يحقق أكثر من 15 مليون دولار ما يعادل أكثر من 720 مليون جنيه مصري”، ويأتي هذا بالتزامن مع احتفال رئيس هيئة الترفيه السعودية باكتساح فيلم “ولاد رزق 3” قوائم الإيرادات السينمائية، موجهًا رسالة لمن ظن أن الفيلم لم يحصد تكاليف إنتاجه.
يجزم البعض بقرب نهاية عصر السينما التقليدية، ولا سيما في ظل التقدم التكنولوجي، في عالم رقمي مترابط بشكل متزايد، يعدُّ الحديث عن السينما موضوعًا مثيرًا للاهتمام وللتكهنات، بسبب تطور ابتكارات تقنيات الواقع الافتراضي، والذكاء الاصطناعي، ومنصات العرض الرقمية على المشهد السينمائي اليوم، التي تمهد الطريق لعصر جديد من رواية القصص الغامرة والتفاعلية.
وبينما يتوقع البعض هذه التغييرات، تبرز السينما السعودية كنموذج للتحديات والفرص التي تنتظرها صناعة الأفلام العالمية، إذ أظهرت المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا بترسيخ نفسها كلاعب رئيسي في صناعة السينما العالمية، في سياق حقبة جديدة من التطور التحويلي الذي أطلقته “رؤية السعودية 2030″، والتي تهدف إلى الاستفادة من إمكانات القطاعات غير النفطية، وبالتحديد الترفيه والثقافة، وتعزيز جودة حياة المواطنين والمقيمين، وزيادة معدلات التوظيف والتوطين والكفاءة، وعلى الرغم من المخاوف المتزايدة حول مستقبل صالات السينما في ظل التطورات التكنولوجية وتغير سلوك الجمهور في المشاهدة، فإن افتتاح أول صالة عرض سينمائية في المملكة العربية السعودية في أبريل 2018، يُعتبر نقطة تحول مهمة في تاريخ صناعة الأفلام السعودية، والتي أظهرت عزم السعودية على مواءمة نفسها مع أحدث الاتجاهات العالمية، وتبني التكنولوجيا المتقدمة في صناعة الأفلام في إطار “رؤية المملكة 2030”.
شهد القطاع السينمائي خلال السنوات الماضية (2023-2018)، نموًا في أعداد دور السينما والخدمات المساندة لصناعة الأفلام، مما أسهم في تحفيز الإنتاج السينمائي وتعزيز تطور جودة وكمية الأفلام المحلية، وتمثَّل هذا التزايد في عام 2022 من خلال نمو عدد شركات الإنتاج والعرض والمنتجات المحلية السعودية، إذ بلغ إجمالي السجلات التجارية الحالية لشركات إنتاج الأفلام ما يقارب 1510 سجلات تجارية بنهاية عام 2022، ووصل عدد شاشات السينما إلى 584، وعدد دور السينما إلى 63 دار عرض موزعة على مناطق المملكة بنسبة زيادة في دور السينما تعدت 100% عن 2020، كذلك الأفلام المنتجة المحلية وصلت إلى أكثر من 11 فيلمًا روائيًا مقابل 7 أفلام أُنتجت في عام 2021، حسب تقرير وزارة الثقافة بعنوان “حالة الثقافة في المملكة العربية السعودية 2021”.
ويمثل التوجه نحو المشاريع السينمائية الدولية المشتركة حاليًا عامل تحفيز رئيسيًا لصناعة الأفلام في هوليوود، التي تستفيد من الحوافز المالية في مجموعة من البلدان حول العالم، بالمقابل، تستفيد هذه الدول من ازدياد النشاط الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، والتبادل المعرفي والثقافي.
شهدت المملكة العربية السعودية في السنوات من (2021-2024) إنتاج العديد من الأعمال السينمائية الدولية، التي جرى تصويرها في مناطق مختلفة من السعودية كمحافظة العلا ومدينة جدة والعاصمة الرياض ومدينة تبوك، والمدن مما جعل المملكة العربية السعودية قبلة السينما العالمية، من المخرجين والمنتجين، بتوفيرها لبنية تحتية قوية وعدد كبير من الصالات، إذ تمكنت المملكة خلال السنوات الأخيرة من التأسيس لسياحة السينما، وزيارة واحدة للصالات يبين ذلك، وتوفر التسهيلات اللوجستية والدعم المالي اللازم، فضلاً عن امتلاك المملكة لأحدث التقنيات السمعية والبصرية التي تكفل تقديم تجربة سينمائية فريدة من نوعها، مثل السينما رباعية الأبعاد.
كما نتطلع لأن تكون الرياض، وبقية مدن المملكة، مركزاً لإنتاج الأفلام العالمية وتصويرها، وأن تكون أيضاً مركزاً لما بعد الإنتاج ولتمويل وتوزيع الأفلام في المنطقة، وأن تكون وجهة المواهب السينمائية وصناع الأفلام ودارسيها أيضاً، وهذا يتطلب الاهتمام بإنشاء الجامعات والمعاهد السينمائية المتخصصة فيها.
لا شك إن مثل هذه الأعمال السينمائية الدولية، ستساعد أيضا ً في سرعة وصول السينما السعودية إلى الأسواق الدولية لما تتمتع به هذه الأفلام بسبب تبادل الخبرات والمعرفة، وهذا ما يفتح فرصًا جديدة للمخرجين السعوديين للعمل على مشاريع دولية بمواهب سعودية، والتعاون مع فنانين آخرين من دول وثقافات مختلفة ترفع من قيمة الإنتاج السعودي، وتحسِّن الأدوات الإنتاجية والسردية والجودة العامة للفيلم السعودي، وهو ما من شأنه أن يمهد الطريق لمستقبل سعودي مشرق ومتطور في مجال صناعة السينما والفنون السينمائية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال