عصر ما بعد النفط ودوره في تحقيق رؤية المملكة

 اتجهت المملكة في الفترات الأخيرة إلى توسيع مشروعاتها الاقتصادية بتجاوز المجال النفطي وإقامة مشروعات أخرى في مجالات متنوعة لمواكبة مسيرة التقدم على المستوى المحلي، والعالمي خاصة في مجال السياحة والتقدم التكنولوجي، والعلمي. لنرى السعودية كيف انطلقت في هذا المجال وما حققته من تطور في مختلف القطاعات حسب رؤية 2030.

تهدف برامج رؤية 2030 إلى رفع نسبة الصادرات غير النفطية من16% إلى 50% على الأقل من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي وزيادة الإيرادات الحكومية غير النفطية من 163 مليار إلى تريليون ريال سنوياً وهذا سوف يشارك في تنويع الاقتصاد الوطني وتطوير الخدمات الحكومية.

يقدم صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادية للمملكة الذي تأسس سنة 1971م مشاريع ضخمة في مجالات لا تعتمد على النفط وهذه المشروعات ستقود المملكة نحو الريادة والاستدامة على المستوى العالمي ومنها: مشروع “نيوم” لخدمة ريادة الأعمال باستخدام أذكى التقنيات، وروشن الذى يقدم مجتمعات وأنماط حياة حديثة، مشروع البحر الأحمر وهو مشروع سياحي ،وترفيهي ضخم الذي سيجعل من المملكة وجهة سياحية متميزة تجذب السائحين من جميع انحاء العالم، مشروع “القدية” عاصمة الترفيه ،والرياضة في المملكة، ومشروع “الدرعية” التي تسعى لتصبح أكبر وجهة ثقافية ،وتراثية في العالم لتدعيم مكانة المملكة في قطاعي السياحة ،والثقافة على المستوى المحلي والدولي. بالإضافة إلى ذلك “مجموعة نيو للفضاء” “NSG” لتمكين قطاع صناعات الفضاء وخدمات الأقمار الصناعية في المملكة.

أدى اتجاه المملكة في هذا المسار الجديد إلى تدعيم مكانتها الاقتصادية دولياً وجذب العديد من الاستثمارات الأجنبية مما أدى إلى تنوع مصادر الدخل وتوفير فرص عمل كثيرة لإثراء حياة الأجيال القادمة من الشباب. بالإضافة إلى ذلك تم تطبيق العديد من التقنيات التكنولوجية الحديثة التي سهلت الكثير على الأفراد وجعلت المملكة تواكب التقدم التكنولوجي عالمياً تحقيقاً لرؤية 2030.

ولذلك يجب أن تقوم المملكة بتشجيع الشباب على الابتكار في هذه المجالات لتدعيم مكانتها الاقتصادية على المستوى العالمي أكثر وذلك عن طريق تمكين الشباب من خلال مشروعات التحول الوطني حيث أنهُ من المتوقع أن تشارك مشروعات الشباب في زيادة إجمالي الناتج المحلي بنسبة من 20% إلى 35% بقدوم عام 2030 حيث أن مشروعات الشباب سيكون لها تأثير هائل في توفير فرص عمل كثيرة وتطوير اقتصاد المملكة.