الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من وفَّقه الله -عز وجل- وأعانه في عملٍ يعملُه أو خدمة يُقدمها، فأنّهُ قد يصيبهُ شيئًا من شدّة الأمور التي قد تدخله في أمور تُربكه، كالصعوبات والمصائب أو سوء تعامل مع الأشخاص أو غيره من الأمور التي قد يقلق منها، ولا عجب أن هذه من سُنّن الله في خلقة؛ فعليه ألا يقنّط و يسخّط، بلّ يبحث عن الحُلول لها وذلك بالاستعانة بالله أولًا ومن يثقُ بهم ثانيًا، ولا غروَ أن بعد هذا العسّر يسّر كما قال الله تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ ففي الآيتين الكريمتين يُسرَّان ، وفيهما عسّر واحد؛ فلن يغلب عسّر يسرّين.
فِحينما يقع المرء في إشكالِ مُعيَّن، قد يحتاجُ لمن يرشّده في السعي لحلّه، ولا أقصد الأمور الطبيعية التي تصيبُه، أنما أقصد مُعضلةً قد لا يُعرف الحلّ الأمثل لها، أو الخرّاج منها، فإن كانت ستوقّعه في نزاعِ قضائي أو مخاطر استثمارية أو نحوّه، فلا مَندوحَة لهُ إلا أن يستشير بها بمُحامٍ، وعادةً ما نرى كثير من الناس لا يتخذون هذه الخطوة سعيًا، في تخفيف التكلفة أو يغلّب عليه هاجسُ عدم الثقة بالمحامين!
تيقَّن أيها المتأمِّل أن المحامي يمتهنّ الدفاع عن الأشخاص، ولا شكّ أن دفاعهُ لا يأتي إلى من باب الثقة بهّ، فلكَ أن تشكي لهُ ما يدور بذهنك وتبوح لهُ بأسرارك، ليكمُن جهده في حلّ نزاعاتك، وهذا مطلوبٌ منه وفقّ قواعد السلوك المهني للمحامين، فلا شكّ أنهُ أهلٌ للثّقة، ولا يمكن الاستغناء عنه في المصاعب، فهو صاحب الاختصاص بحكُم خبرة المهنية، ولهُ بصيرةٌ لا تُبصرها في هذا الجانب.
ولا ينحصر عمل المحامي فقط في حينّ وقوع النزاع، فالأصح أن يوكّل الشخص أمره للمحامي بعد الله، وكم رأينا أُنسًا سقَطوا في أمور قد لا تكون في استطاعة المحامي حلُها، وكان الأجدر بهِم أن يستشيرا أمرهم لهُ قبل أتخاذهم للقرارات التي أسقطتهم؛ فالمُحامي أن تعاقدت معه على أن يكون مستشارًا لك في الجانب التجاري – على سبيل المثال- فقد يَدرأ عنك قرارات تأخذك إلى جانب مُظلم وتحملك أتعبًا ماليةٍ طائلة ومخاطر قانونية لا تُدرِكها؛ فأحرّص في بداية تكوين تجارتك أن تكون مُلما بما يترتب على هذا الطريق، حيث إن هذا المسلك لا يخلو من المساوئ والتحديات، خصوصًا في بداية التأسيس.
واعلم – حفظك الله- أن المُحامي هو خط دفاعٍ لك على عقباتك السابقة واللاحقة، لا سَيما أنه هو أحد أسرار نجاحك، حيث يكمن دوره في تخفيف صدمات مخاطرك الاستثمارية والهموم والضغوط النفسية، سواءً كنت تاجرًا أم فرد؛ كونكم تحت مظلة حمايته وكنفَة.
ولا بد أن ننوّه أن التعاقُد مع المحامي لا يأتي إلا بأتعاب مالية، وذلك نظير بذل عنايتهُ لك؛ فكم قيل لي أن بعض الموكلين يبخسون الأتعاب والبعض يراها كإغاثة لهُ بدون مُقابل!
فإن لم تَستَطِع تحمُلها فلا حرج، وأن كنت مُقتدِر فأظفّر بها، فلا تعتقد أن خدمته يُقدمها لك على وجه التّبرع، حتى وإن كانت مُجرد استشارة بسيطة، ولا تُخَلِّط العلاقة التي بينك وبين المحامي، سواء كانت قرابة أو صداقة، والأصل أن الغُرمُ بالغُنم، فمَن ينال نفع شيء يجب أن يتحمله.
وأن سعيت في بخس الأتعاب أو تملّصت منها، فأؤكّد لك أنك تنال الاهِتمام بقدر ما تدفع، فلا تُجازف باستثماراتك ونفسك، وأنظر لها نظرة الاستثمار في تجارتك وصحتك النفسية، لا سيما أن توكيلك للمُحامي يضعك في موضع القوة في اتخاذ قراراتك التجارية، كَوَّنك في ذَرَّى المُحاماة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال