الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تتباين معدلات إشغال الفنادق بشكل ملحوظ بين فصول السنة، ففي حين تشهد أشهر الشتاء إقبالاً كبيراً على الحجوزات في المدن الرئيسية كالرياض وجدة، فإن أشهر الصيف الحارة تطرح تساؤلات حول قدرة الفنادق على الحفاظ على مستويات الإشغال المرتفعة. بالرغم من أن الحرارة المرتفعة قد تكون عاملاً طارداً للبعض، إلا أن العديد من العوامل الأخرى تلعب دوراً حاسماً في استمرارية إشغال الفنادق خلال هذه الفترة.
تعد العروض الترويجية والخصومات التي تقدمها الفنادق خلال فصل الصيف عاملاً جاذباً للنزلاء، حيث تسعى الفنادق إلى تعويض الانخفاض المحتمل في الإقبال من خلال تقديم أسعار مخفضة وخدمات إضافية مجانية. كما أن تنوع الأنشطة والفعاليات التي تقام في الفنادق والمدن السياحية خلال فصل الصيف يساهم في جذب العائلات والشباب الباحثين عن الترفيه والاستمتاع.
تتجه العديد من الفنادق إلى استهداف شرائح معينة من الزوار خلال فصل الصيف، مثل العائلات التي تبحث عن أماكن إقامة مريحة وقريبة من المرافق الترفيهية، أو رجال الأعمال الذين يسافرون خلال هذه الفترة لحضور المؤتمرات والاجتماعات. كما أن تزايد الوعي بأهمية السفر الداخلي وتشجيع السياحة المحلية يساهم في زيادة الإقبال على الفنادق المحلية خلال فصل الصيف.
لا يمكن تجاهل دور التكنولوجيا في تسهيل عملية الحجز وتسويق الفنادق، حيث تلعب منصات الحجز الإلكترونية دوراً كبيراً في عرض العروض والترويجات الخاصة بالفنادق، مما يساعد على جذب المزيد من النزلاء. كما أن تطبيقات الهواتف الذكية تتيح للنزلاء حجز الغرف بسهولة وسرعة، وتتيح لهم الاستفادة من الخدمات التي تقدمها الفنادق بشكل رقمي. بالإضافة إلى ذلك، فإن التنوع في المنتجات السياحية التي تقدمها المدن السياحية يساهم في جذب الزوار خلال فصل الصيف، حيث يمكن للنزلاء الاستمتاع بالشواطئ والمنتجعات، أو زيارة المعالم التاريخية والثقافية، أو المشاركة في الأنشطة الرياضية والترفيهية.
شاهدنا مؤخراً معالي وزير السياحة شخصياً في زيارته للجنوب، والتي تعايش فيها مع الأجواء وكان المحتوى الذي تم نشره عن زيارة الوزير، جاذباً للكثيرين للتوجه للسياحة في تلك المناطق الخضراء، الذي تصل درجات الحرارة فيها الى العشرينات، بينما تلامس الحرارة في اغلب المدن الرئيسية الأربعينات والخمسينات المئوية في هذه الأيام!
ختاماً، يمكن القول إن استمرارية إشغال الفنادق خلال أشهر الصيف الحارة تتطلب تضافر جهود العديد من الأطراف، بدءاً من الفنادق التي عليها تقديم عروض وخدمات جذابة، وصولاً إلى الجهات المختلفة التي يقع على عاتقها توفير البيئة المناسبة لتشجيع السياحة وتسهيل إجراءات السفر. كما أن دور التكنولوجيا والتسويق الرقمي لا يمكن تجاهله في هذا الصدد لجذب السائح العربي والأجنبي لبلادنا التي سيجد فيها السائح مطلبه، من طبيعة، إلى صحراء، إلى شواطئ، إلى تسوق، إلى أجواء زيارة سيد الخلق، وبيت الله الحرام.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال