الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في عقيدة إدارة الشركات الصناعية يعد ثمن الفشل مرتفع جدا، وتكلفة الإصلاح أو التعديل أعلى، والانسحاب ضرب من ضروب الانتحار الإداري. الصناعة ليست لضعاف القلوب إذ أن ضمان الاستثمار منخفض فيها، ومخاطر المنافسة عالية، وتقلبات السوق في حال اضطراب مستمر، والبدائل الأخرى تطرق الأبواب بشكل دائم.
من أهم أسباب فشل شركات التصنيع هو عدم كفاية رأس المال ليس الرأسمالي بل العامل مولّد النقد الذي يُضخُ في شرايين المنشأة. كثير من الأحيان لا يضع أصحاب الأعمال في اعتبارهم مقدار الإيرادات التي تولدها الشركة من مبيعات السلع التي تغطي تكاليفها الثابتة والمتغيرة. وهذا النقص في توفير رأس المال العامل قد يكون سببه عدم الفهم السليم لمقدار الأموال اللازمة أثناء التخطيط المالي للحفاظ على تشغيل الشركة لفترة طويلة. وقد يكون التخطيط سليما ولكن ربما يكمن الخلل في التنفيذ، فالهدر، والعيوب في الجودة، والإفراط في الإنتاج، والخطأ في ساسيات التسعير، وحسابات التكاليف غير الدقيقة أمراض تتورم مع الوقت إذ لم يتم علاجها بشكل مستمر أولاً بأول. ويجب على الشركات أن تسعى إلى تبني سياسة التصنيع الرشيق، واستمرار المبادرات كمبادرات التطوير وخفض التكاليف بشكل دائم، ومراجعة تخطيط الموارد المالية والبشرية والتشغيلية بشكل مستمر، ومعرفة أسباب الانحراف عن الأهداف المرسومة لها، وعلاجها بشكل فوري.
الشركة ليست روبوتا آلياً يخطط لنفسه ويدير نفسه بنفسه، والنقد أيضا لا يصنع الحلول بذاته، إذ هما نتاج من العنصر الأول والأهم هو رأس المال البشري المسؤول الأول والأخير عن نجاح أو فشل أي منشأة. إن سوء الإدارة أو القيادة، والإدارة الضعيفة تتجلى في عدم القدرة على وضع استراتيجية، وضعف في التنفيذ، وعدم الحماس للنجاح. قد تكون منتجاتك عالية الجودة، ولكن إذا لم يكن لديك فريق إدارة فعال قادر على القيادة، والإدارة، وتحفيز الموظفين، فستعاني، وسيحدث ارتباك وصراع بين قوى الإدارة الداخلية، وتبدد لمركز القرار، وضعف في الروح المعنوية وانخفاض في الإنتاجية.
لا بأس أن يكون لديك حلم بتنمية الشركة ولكن لا تفشل في اتخاذ الخطوة الأهم والضرورية لوضع خطة جيدة هي التي ستوجه عمليات العمل في المستقبل . وعليه ينبغي أن تتضمن خطة العمل السليمة، على الأقل، وصفا واضحا للشركة، واحتياجات إدارة الموظفين الحالية والمستقبلية، والفرص والتهديدات الخارجية، ومكامن القوى والضعف الداخلية، واحتياجات رأس المال، وتوقعات النفقات، وميزانيات التسويق مع فهم قوي للصناعة قبل وضع الخطة.
إن من أسباب فشل الشركات الصناعية أيضاً عدم قدرتها على تسويق منتجاتها بشكل صحيح، والفشل في الوصول إلى الجمهور المستهدف، وإن وصلوا للجمهور المستهدف – دعائياً – فقد لا يوجد في منتجاتهم قيمة مقنعة بما يكفي لجعل المشترين يلتزمون بشرائها. وفي كلتا الحالتين، يجب على الشركة التي تريد أن تظل في وضع مربح أن تضمن وجود سوق للمنتج الذي بنوه أو طوروه أو حتى استنسخوه. إن الاعتقاد أنه من السهل الحصول على عملاء والبقاء في صدارة المنافسة من خلال التبذير في الإعلانات هي طريقة باهظة الثمن ولا تضمن النجاح ، فالنجاح لنموذج الأعمال الرائع يجب أن يكون قادرا على اكتساب العملاء والاحتفاظ بولائهم بأقل تكلفة . وخلاصة الأمر أن المستهلك يصبح ذا ولاء لمنتجك لسببين هما : القيمة الإضافية التي يراها في المنتج، وسعره المناسب له ، وهذان الأمران يتطلبان توفر الإدارة الصحيحة للتخطيط والتنفيذ والقيادة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال